عقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمراً صحافياً مطولاً في معراب للرد على خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد، استهلهُ بالإعراب عن أسفه للتطرق الى المغالطات التي تخللت خطاب نصرالله الأخير “ولاسيما في ظل الأوضاع التي يعاني منها المواطن اللبناني الذي لم يعد يرى أي أفق أمامه، فالمعيشة أصبحت معدومة وكان الحريّ بهكذا ظرف ان يرى المسؤولون ماذا يمكن أن يقوموا به لتحسين الأوضاع.”
وفنّد جعجع بعض ما جاء في خطاب نصرالله الأخير على شكل ملفات:
أولاً: ملف القتل:
ردّ جعجع على نصرالله حين قال “ليصبح الحريص والملتزم قاتلاً ومجرماً لمجرد التهمة السياسية، ويصبح الذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم والارتكابات في وضح النهار ولا تحتاج لا إلى أدلة ولا إلى قضاء إنسانياً شريفاً أخلاقياً يحاضر في العفة”، فاعتبر انه “صحيح ما قاله نصرالله اننا أشخاص بريئون نحاضر بالعفة ولكن الباقي من اتهاماته ليس صحيحاً، ومقارنةً مع الذي حصل في الحرب نملك مقاييس كثيرة لتصرفاتك يا سيّد بعد الحرب! ولكن المقياس الأكبر هو ما حصل معكم ما قبل الحرب وما بعدها، فيا سيّد حسن هل تستطيع تسمية عنصر واحد من “القوات” بعد الحرب قام بأي مخالفة؟ ولكن سأعطيك أمثلة عمّا قمت به أنتَ وغيرك من فريق 8 آذار بعد الحرب… فحين كان لديكم نيّة بإلغاء القوات اللبنانية لسبب بسيط وهو رفضها للممارسات التي بدأت مع عهد الوصاية، والتي انتفض عليها كل الشعب اللبناني في العام 2005 التقيتم جميعكم في ذلك الفريق وما استطعتم سوى تجميع 5 قضايا مفبركة وغير صحيحة لحل حزب “القوات” واعتقالي”.
واستشهد جعجع ببعض الجرائم التي قام بها حزب الله:
18 نيسان 1983: تفجير السفارة الأميركية في بيروت ( مقتل 63 شخصاً)
23 تشرين الأول 1983: تفجير مقر تابع للمارينز في بيروت( حوالي الـ200 قتيل)
23 تشرين الأول 1983: تفجير موقع دراكار الفرنسي في بيروت ( مقتل 242 أميركي و 58 فرنسي)
2 حزيران 1985: العقيد سليمان مظلوم ( قائد قاعدة رياق الجوية) اغتيل على طريق ابلح رياق من قبل حزب الله
14 حزيران 1985:خطف طائرة تي دبليو أي وقتل أحد ركابها
2 تشرين الثاني 1985: الملازم اول جورج شمعون اغتيل على يد حزب الله في رياق
24 شباط 1986: سهيل طويلة ( عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، رئيس تحرير مجلة الطريق) اغتيل في المصيطبة على يد حزب الله
مهدي عامل
خليل نعوس
ميشال واكد
نور طوقان
9 حزيران 1986: اشتباك في مشغرة يوقع 4 قتلى
12 حزيران 1986: تصفية المنفّذ العام للبقاع الغربي جورج ابو مراد وناظر الإذاعة كميل بركة بعد خطفهما
11 آب 1986: العقيد ميشال زيادة ( رئيس اركان اللواء الأول) اغتيل في منزله في رياق على يد حزب الله
18 ايلول 1986: الكولونيل الفرنسي كريستيان غوتيير ( الملحق العسكري لدى السفارة الفرنسية في بيروت)
29 كانون الثاني 1987: حسن أحمد صباغ ( شيوعي)
19 آذار 1987: حسين مروة
24 حزيران 1987: النقيب كاظم درويش ( ضابط مخابرات ثكنة صور وضابط ارتباط مع قوات الطوارىء الدولية)
10 تموز 1987: علي ومحمد دياب ( حركة امل)
7 شباط 1988: عباس عواضه ( امل)
17 شباط 1988: خطف الكولونيل في فريق مراقبي الأمم المتحدة العامل في جنوب لبنان وليم هيغينز
23 ايلول 1988: داوود داوود، محمود فقيه وحسن سبيتي ( مسؤولون عسكريون في حركة امل في النبطيه)
أما في العام 2011 :اتهام 4 عناصر من حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري من قبل قاضي التحقيق- مدعي عام المحكمة الدولية
وفي العام 2012: وجود أثر في مكان محاولة اغتيال الشيخ بطرس حرب يخص السيد محمود الحايك من حزب الله، ورفض الحزب ارساله الى التحقيق
العام 2012 العثور على وثيقة سرية عائدة لأحد اجهزة المخابرات السورية تشير الى تورّط حزب الله في عملية اغتيال جبران التويني.
حاوي: “حاخام” من يفتي بقتل الوطنيين!
واستذكر ما قاله الشهيد جورج حاوي، وفق حوارات مع غسان شربل- الحرب والمقاومة والحزب صفحة 56-57، وهو الآتي: “في هذه الأثناء، بدأت عمليات الاغتيال ضدنا. اغتيل خليل نعّوس وهو كادر ” ثمين جداً مسؤول عن بيروت في الحزب، وصحافي وأديب مناضل. ثم اغتيل مهدي عامل في وسط بيروت. في هذه الأثناء توترت علاقتنا مع حزب الله وكان مركزهم في المقر السابق للسفارة الإيرانية. واثناء هذا التوتر استهدفت عملية انتقامية المناضل سهيل طويلة. اخذ بيته غدراً، وقتل وهو لطيبته لم يكن يتصور أنّ جيراناً له في المبنى نفسه يعرفهم ويعرفونه يسقيهم ماء ويشرب من عندهم يمكن أن يدخلوا منزله وهو بالبيجاما ويقتلوه. والأبشع من هذا كله الدخول الى منزل الشيخ الجليل حسين مروّة الذي كان تخطّى الثمانين ولم يكن قادراً على المشي. قتل بنجاسة نادرة فلا هو مقاتل ولا شاب ولا مسلّح. هذا الأمر ادى بنا الى مواجهات سياسية وفكرية منها أنني القيت خطاباً في مأتم سهيل طويلة وقلت في الخطاب: “حاخام هو الذي يفتي بقتل الوطنيين والشيوعيين وليس سيّداً ولا شيخاً، يدّعون الخمينية وهم براء منها وفي ظروف لبنان نحن الخمينيون وهم السافاك.”
ماذا قال نبيه برّي في نصرالله؟
فعلّق جعجع ” من منزله من زجاج لا يمكنه ان يرشق الناس بالحجارة، وأستشهد هنا بما ورد في مجلة “العواصف” في 21-9-1990 في مقالة تحت عنوان “محمود وداوود وحسن … ويبقى الجنوب”، ومما ورد فيها:” لأننا كنا خلال الاحتلال نطارد صورة وجوههم، وهي تنتقل في قرى المقاومة من اجل ان نستعير كلمتهم عنواناً. لأنّهم هم في حياتهم وشهادتهم اخرجوا لبنان من العصر الاسرائيلي وادخلوه عصر المقاومة نستعيدهم في محطة الزمان والمكان. وبالمناسبة فقد اغتال مسلحون ينتمون لحزب الله بتاريخ 22/9/1990 داود داود رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل ومحمود فقيه المسؤول التنظيمي العام لحركة امل وحسن سبيتي نائب المسؤول التنيظيمي لحركة امل في الجنوب.”
وتابع “في مجلة “أمل” صرّح الرئيس نبيه بري يوم 20-1-1989 بعد أن دعت حركة أمل لإضراب على أثر مجازر “اقليم التفاح”، حيث قال:
“باسمي وباسم حركة امل وباسم “أمل” أهلنا في الجنوب الصامد الصابر الذي هوجم في الغازية والنبطية تحت شعار المصالحة، واغتيل قادة المقاومة من داود ومحمود وحسن الى الاخوين ابو علي حمود والحاج محمد جزيني، وباسم اهلنا في البقاع خزان المقاومة ورافد الجنوب ونبعه والذي يحاولون سلخه عن هذا التوجه بالاغراء حيناً وبالقوة احياناً، اتوجه بالشكر لجميع القوى الوطنية والاسلامية ولاهلنا على كامل الساحة اللبنانية لهذا الاضراب الشامل والرائع من اطراف الناقورة حتى تلال الهرمل، متوجهاً بالشكر الخاص للعاصمة بيروت وصيدا وجبل كمال جنبلاط وطرابلس رشيد كرامي وللضاحية التي اقفرت كي لا تخضع لضغطهم بمحاولات فتح المحلات بالقوة. وقال:” هذا الاضراب ان عبّر عن شيء انما يُعبّر عن حقيقة موقف ضد المجازر، مجزرة السبت الاسود، وضد اساليب البطش والارهاب والنازية الجديدة. فكلمة الشعب هي كلمة الحق، وقد قالها اليوم مستنكراً، ولا ينفع هذه النازية ان تتلطى بتسمية _ المقاومة الاسلامية_ ولتدّعي انها محاصرة ويمنع عنها التموين والغذاء، ونترك لأهلنا في كل مكان ان يسألوا هؤلاء السؤالين الآتيين:
اولاً: اذا كنتم فعلاً بحالة حصار فكيف استمريتم في هذه البقعة بالذات من اقليم التفاح منذ اعوام وحتى اليوم، وهل سمع احد ان حركة امل تحرشت بكم او اطلقت رصاصة واحدة ضدكم قبل الآن؟
تمرير عناصر حزب الله “بعد اتفاق مع لَحَد ومن وراءه”!
السؤال الثاني: من يستطيع ان يستحضر حوالي ستمائة عنصر، قسم منهم عبر وادي الليمون والقسم الاكبر عبر جزين، وبعد اتفاق مع لحد ومن وراءه، تماماً كمثل الاتفاق في حي الحجاج وقت معركة الضاحية، من يستطيع ان يستحضر حوالي ستمائة عنصر كما قلت ومدافع 120 مليمتراً وراجمات وعربات وكل هذه الاطنان من الذخائر لاحتلال منطقة اقليم التفاح، وكان المخطط الوصول الى النبطية، ألا يستطيع ان يمرر ربطة من الخبز يدّعي ان حركة امل تمنعها عنه؟ بان الحق وزهق الباطال، ان الباطل كان زهوقاً. واننا ننبه اهلنا في كل مكان ان شعار المصالحة الذي يرفعونه هو راية يحتمون تحتها لينفذوا الى جرائم جديدة كرفع المصاحف في صفين، فمن يريد المصالحة لا يقرأ فتوى الامام الخميني في الوقت الذي يعد الخطى حثيثا لاغتيال الابرياء وعند صلاة الفجر. قرأوا فتوى الامام الخميني نهار السبت وفي آخره صبيحة الاحد كان الجزار امام الذبيحة.”
وأضاف “هذا غيضٌ من فيض… فإن رغبتَ يا سيد حسن بالعودة الى ملفات الحرب فلسنترجعها كاملة، وما قلته عنا لجهة القتل بعز النهار ينطبق عليك وليس علينا، ولا تستعين يا سيّد ببعض الوقائع التي أوردتها على ذوقك وفبركها حلفاؤك ليهاجموننا من خلالها، فاذا أصرّيت على فتح تلك الملفات المفبركة، فسنبرزم الملفات الموثقة بحقّك”.