كان الإحتفال بالذكرى الـ٢٥ لتأسيس « اللجنة الأولمبية السلوفينية » (وأيضاً لتأسيس « جمهورية سلوفينيا » نفسها) مناسبةً كبرى لبحث ونقاش التطورات الأخيرة على صعيد اللجنة الأولمبية الدولية. خصوصاً أن سلوفينيا باتت الآن تترأس الاتحاد الاوروبي لكرة لقدم « اليويفا » وكذلك « المجلس الأولمبي الأوروبي ». وقد انعقد يوم السبت الماضي، في العاصمة « ليوبلانا » مؤتمر دولي كان موضوعه « الأخلاق ومكافحة الفساد في الرياضة».
وسلّط المؤتمر الذي حضره رئيس حكومة سلوفينيا الأضواء على مواضيع مثل الفساد في الرياضة، والمنشّطات، وعدم استقلالية « محكمة الرياضة الدولية » (« الكاس ») عن اللجنة الأولمبية الدولية وعن اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية « انوك »، وما يرتّبه فقدان الإستقلالية من مسؤوليات وتحديات.
أن رئيس حكومة سلوفينيا، ماريو سيرار، الذي نشأ في أسرة رياضية، يدرك جيداً أهمية الأخلاق، ،والفردية، والمنافسة، في الرياضات الحديثة، التي تطغى فيها المظاهر على المضمون أحياناً. وقد أعلن أنه مع مبدأ « صفر تسامح » مع الفساد، ولكن مع اعتماد عقوبات عادلة ومتناسبة. وأضاف أنه هنالك حاجة واضحة لمزيد من التعاون بين الدولة والمنظمات الرياضية، حيث يتوجب علينا جميعاً ان ننخرط بعزم، وأن نعمل بجد وأن نتعلم.
من جهته، تحدث رئيس اللجنة الأولمبية الأوروبية بالوكالة « يانيس كويانيك » حول الفساد بكل أشكاله وألوانه، مشدداً على مدى تشعب جذوره في المجتمع وعلى الأشكال العديدة التي يتخفّى بها.
وركّز على أهمية الشفافية في الرياضة، وكذلك على أهمية آليات المراقبة، والقواعد الواضحة، والهيئات المستقلة. ثم تطرّق إلى ما حدث في مرحلة سابقة من تاريخ « الفيفا »، في عهد رئيسها « هافيلانغ » وصهره السابق « ريكاردو تيكسيرا »، رئيس « إتحاد كرة القدم البرازيلية » في حينه، اللذي ورد في تقرير للمدعي العام السويسري أنهما أخذا أكثر من ٤١ مليون دولار من الرشاوى من شركة « إي إس إل » مقابل إعطائها حقوق تسويق « كأس العالم ».
ثم تحدّث الصحفي والباحث النروجي « أندرياس سيلياس » حول تقرير « مراقب الرياضة للعام ٢٠١٥ » الذي شارك هو في إعداده بالتعاون م منظمة « بلاي ذي غايم ». وحسب ذلك التقرير، فإن معظم الإتحادات الرياضية الدولية، وعددها ٣٥ إتحاداً لا تملك الأدوات التي تسمح بمراقبة هيئات صنع القرار فيها. وبفضل هذا التهاون في المراقبة، فإن كبار مسؤوي الرياضة لا يملكون حوافز للتصرّف على نحو يخدم مصالح الرياضيين والرياضة.
وأبرز « أندرياس سيلياس » أن الإتحاد الأسوأ بين كل الإتحادات الرياضية في العالم كان « إتحاد الرماية الدولي »!
وفي مداخلة حول النزاهة في الرياضة، استعرض السيد إيغور كلانجينيك مختلف أشكال وألوان الفساد في الرياضة الدولية.
أخيراً، تحدث رئيس اللجنة الأولمبية الدانماركية، السيد « نيلز نيغارد » حول العلاقات بين الحكومات واللجنة الأولمبية الدولية. وقال أن العلاقات الحسنة، والتعاون، يمكن أن تكون لها نتائج جيدة في ميدان مكافحة الفساد.
وفي الختام، اتفق المحاضرون على أنه يتوجب على « اللجنة الأولمبية الدولية » والإتحادات الدولية أن تعمل على مكافحة الفساد واستئصاله بكل أنواعه. إن المزيد من الشفافية مطلوب في كل التقارير المالية سواءً على مستوى الإتحادات الدولية، أو اللجنة الأولمبية الدولية، أو الحكومات. وعلاوة على الشفافية، فإن اخلاقيات الأشخاص المعنيين بكل ميدان من ميادين الرياضة تلعب دوراً أساسياً.