حسب كل ما قرآنا عنه، فإن “الفاتح ١٤٥٣” هو عبارة عن “فيلم تركي”، وهذا “بكل ما في الكلمة من معنى”! بما فيها المعنى “التجاري” و”القومجي” والمتجاهل لحقائق تاريخية. ولكننا ضد حظره، وضد الحملة التي يقوم بها بعض “العونيين” بدعم من حزب الله تحت شعار “الدفاع عن المسيحية”!
سقطت القسطنطينية ولم تسقط المسيحية، فلن يسقطها “فيلم تركي”! واستولى العثمانيون على القسطنطينية، ولكنهم اليوم يتوسّلون لأوروبا (المسيحية نظرياً) لقبولهم عضواً في الإتحاد الأوروبي جنباً إلى جنب مع بلغاريا ورومانيا والمجر و… التي كانت مستعمرات عثمانية!
لن يتظاهر المسيحيون، ولن يحرقوا أعلام تركيا، ولن يهاجموا قنصلية تركيا في “بنغازي”..! ولن يطالبوا بحظر هذا الفيلم!
قبل أسابيع، نشرنا موضوعاً طريفاً بعنوان “
الشباب الأرثوذكسي احيا سقوط القسطنطينية “عاصمة الروم التاريخية” في ٢٩ أيار ١٤٥٣”!
نقترح قراءته بالمناسبة، مع تعليق الصديق فاروق عيتاني عليه!
“وإذا كان ولا بدّ”، فإننا نقترح على مموّلي الجنرال عون، وحتى على الباسداران الإيراني” أن ينتجوا فيلماً عن المحاولة العثمانية الفاشلة لغزو جزيرة مالطا في القرن السادس عشر، التي خلّدها تعبير “مالطا يوك”! فقد هزم بضع مئات من “فرسان مالطا” ومعهم ألوف قليلة من المالطيين جيش السلطان وأسطوله الذين بلغ تعدادهم ٨٠ ألف جندي!
وبعدها، “هزمنا الكفّار” ورفرفت أعلام المسيحية من “مالطا” إلى “الأشرفية” و”الرابية”.. و”حارة حريك”! آمين
الشفاف
*
نبذة عن الفيلم:
حسب جريدة “زمان” التركية، فأن “الأتراك باتوا مُفعمين بالحس الإمبراطوري بعد عقد من النمو الإقتصادي غير المسبوق، وباتوا يستوحون أسلافهم العثمانيين- سواء في السياسة الخارجية أو في ديكور المنازل، والطعام والموضة، وهذا يترافق مع نزوع “عثماني جديد” للتأكيد على الهيمنة الديبلوماسية التركية على ممتلكات السلاطين السابقة في المنطقة العربية وأوروبا الشرقية”.
جنود السلطان نصفهم كانوا “مسيحيين”!
وتلاحظ “الغارديان” البريطانية أن الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيراً جداً بين الاتراك (منتج الفيلم حصد ٣ أضعاف الكلفة التي بلغت ١٧ مليون دولار) وأعجب كثيراً رئيس الحكومة “رجب طيب إردوغان”، وأن بعض أعضاء حزبه طالبوا بعرضه في المدارس للردّ على “العقلية الصليبية” لهوليوود. ولكنها تشير إلى أن المخرج “أخذ راحته” مع الحقائق التاريخية. فالإمبراطور “كونستنين الحادي عشر لم يمض حياته باحثاً عن الملذات، والقسطنطينية “الرائعة” كانت قد تعرّضت للنهب من الصليبيين الغربيين في العام ١٢٠٤. وهذا عدا أن عدد “الروم” الذين كانوا يقاتلون في جيش السلطان كان أكثر من عدد “الروم” الذين دافعوا عن أسوار المدينة. والأرجح أن عدد من كانوا يصلّون للعذراء مريم بين جنود السلطان كان يعادل عدد جنوده المسلمين في صباح الهجوم النهائي في أيار/مايو ١٤٥٣”!
وتضيف “الغارديان” أن خبراء المتفجرات الذين كانوا يحفرون الأنفاق تحت أسوار المدينة، والذين يفضلون أن يفجّروا أنفسهم وهم يصرخون “الله وأكبر” حتى لا يقعوا أسرى بأيدي “الروم” (حسب الفيلم) كانوا، في الواقع، مسيحيين أرثوذكس تم تجنيدهم من مناجم الفضة في صربيا”!
(حسب المؤرخين الغربيين، كان قرابة نصف سكان المنطقة التي غزاها “الصليبيون” من المسيحيين!).
وقد أثار معلّق جريدة “زمان” التركية، “براق بيكديل” غضب الشارع التركي حينما سخر من الفيلم قائلاً: هل سنرى الآن فيلم “فاتح ١٩٧٤” للإحتفال بالغزو التركي لقبرص، أو “إفناء ١٩١٥” للإحتفال بذكرى المذبحة الأرمنية”؟
وأضاف: بدل استذكار ١٤٥٣ بخجل، فإن الأتراك يذكّرون العالم كله بأن أكبر مدنهم كانت في الماضي مُلكاً لأمة أخرى وأنهم فتحوها بالسيف. يصعب أن يتصور المرء إحتفالاً بريطانياً بغزو لندن، او احتفالاً ألمانياً بفتح برلين”.
وطبعاً، كانت النتيجة أن بعض المدوّنين الأتراك أصدروا دعوات لـ”هدر دم” المعلّق التركي!
*
“إعلاميون ضد العنف” تأسف للحملة المبرمجة الهادفة إلى منع عرض فيلم “فاتح 1453”
تأسف جمعية “إعلاميون ضد العنف” للحملة المبرمجة التي يتولاها بعض الكهنة والسياسيين من قبيل الضغط للمطالبة بعدم عرض فيلم “فاتح 1453″، وذلك بذريعة “ما يتضمنه من شحن طائفي وكون الجو العام فيه يؤدي الى فتنة”.
وتعتبر الجمعية أن هذه الذرائع تشكل إدانة بحق اللبنانيين بوصفهم عنفيين وغرائزيين وردود فعلهم همجية وبربرية تتجاوز النقد البناء والعقلاني، كما تصور لبنان بأنه على مشارف حرب أهلية طائفية، فيما الحقيقة أن الشعب اللبناني أوعى من الانجرار إلى أي تعبير عنفي، فضلا عن أنه على رغم من محاولة “حزب الله” استغلال الفيلم المسيء للإسلام سياسيا بقيت الأمور مضبوطة وتحت السيطرة، لأن الشارع الإسلامي كما الشارع المسيحي ليس بوارد إعادة استنساخ تجارب طويت إلى غير رجعة.
وتذكر الجمعية بموقفها الثابت الرافض لمبدأ الرقابة المسبقة، كما رفضها للترهيب المعنوي والإرهاب الفكري والضغط الحاصل في محاولة لمنع عرض الفيلم الذي تطالب بعرضه من دون قيد أو شرط، وفي حال شعر البعض بوجود أي إساءة أو مغالطة تاريخية ما عليه سوى التقدم بدعوى أمام القضاء والجهات المختصة في تركيا ولبنان وغيرهما. فالنقاش يبدأ بعد عرض الفيلم لا قبله، والمطلوب احترام العدالة وحرية التعبير في آن معا.
“الحزب” و”العونيون” ضده: حملة ضد فيلم “فاتح ١٤٥٣”
لن يتظاهر المسيحيون، ولن يحرقوا أعلام تركيا، ولن يهاجموا قنصلية تركيا في “بنغازي”..! ولن يطالبوا بحظر هذا الفيلم!……………………
بل سنطلب بحذر هذا الفيلم نعم لأنه يمس ديانتنا وليس كفيلم الذي اعتبرتموه يمس الدين الإسلامي بل هو حقيقة ما كتب في كتابكم ….. وهذا هو أنتم …. وإن كنتم تقرأون جيداً الكتاب لكنتم صمتم .