هل حان الوقت لـ”صفعة” جديدة للحزب الإيراني في لبنان؟ حزب طهران لا يريد إلا رئيساً “على الطريقة الإيرانية”، وما على “أهالي لبنان” سوى الرضوخ! ما يذكّر بشعار “عاشت سوريا بشّار الأسد” الذي أطلقه “وكيل إيران” من ساحة رياض الصلح قبل ١١ سنة! قبل أن تأتيه “صفعة” ١٤!
صلافة و”استكبار” نصرالله في ٨ آذار أطلقا “إنتفاضة ١٤ آذار”. هل ينتفض اللبنانيون، مجدّداً، ضد الحزب الإيراني؟ وضد “جنراله” الذي يجزم “أن وصوله الى بعبدا بات مسألة وقت فقط”؟ “شاء اللبنانيون أم أبوا”!
نصرالله وحزبه، وجنراله، “ناس من ورق”، مثل عنوان مسرحية “الإخوين رحباني” في الزمن السعيد: “قصقص ورق وسمّيهن ناس..”!
المركزية- لم تبدّل تنازلات 14 اذار الرئاسية والتي حاولت من خلالها لبننة الحل لازمة الشغور في مشهد الاستحقاق، ولم ينجح حصر التنافس في السباق الى بعبدا بين مرشحين من فريق 8 اذار في كسر حكم التعطيل الذي تنزله مكوناته في حق جلسات الانتخاب. والدليل القاطع على استمرارها في هذا النهج السلبي ستقدّمه وقائع الجلسة او اللا جلسة الانتخابية الخامسة والثلاثين المقررة الاثنين المقبل، في حين لم يعد سرا ان ما يسعى اليه حزب الله وفق ما اعلن امينه العام السيد حسن نصرالله منذ ايام هو اتفاق مسبق على انتخاب رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد عون، يكون دور مجلس النواب المصادقة عليه فقط، الامر الذي ترى فيه 14 اذار ضربا لابسط قواعد الديموقراطية التي يتمتع بها لبنان واستنساخا لسياسات بعض الانظمة الاقليمية وفق قراءة النائب وليد جنبلاط، فيما يتأكد شيئا فشيئا لدى المراقبين ان “الحزب” يسعى ضمنا الى ملء الوقت الضائع الى حين اتضاح الصورة في كلّ من سوريا في ضوء محادثات جنيف من جهة، وطهران اثر انتخابات مجلسي الشورى والخبراء المقررة في 26 شباط الجاري، من جهة اخرى.
“الحزب” في الرابية: وشكّلت الزيارة التي قام بها “حزب الله” الى الرابية اليوم في ذكرى توقيع ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر عام 2006، مناسبة أعاد فيها الوفد الذي ضم المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا ووزير الصناعة حسين الحاج حسن وعضوي المجلس السياسي محمود قماطي ومصطفى الحاج علي، التشديدَ على متانة التحالف بين الطرفين كما التأكيد على موقع الحزب في اللعبة الانتخابية، على مسامع “الجنرال” مباشرة. فأشار خليل الى أن “مرشحنا الدائم لرئاسة الجمهورية هو العماد عون وعندما تتوفر الظروف الملائمة لانتخابه سنكون اول الوافدين الى المجلس النيابي”، جازما أن “حزب الله لن يشارك في جلسة الانتخاب الاثنين المقبل”. واذ أعلن “أننا سنعمل مع كل الفرقاء لانتخاب عون لكننا لا نعمل مع رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لسحب ترشيحه ولو فعل ذلك لا يعني ان الامر سيكون لصالح عون“، قال ان “فرنجية حليفنا ولكن مرشحنا هو عون وعندما تستوي سنقطفها”. في المقابل، وصف خليل تفاهم معراب بأنه “خطوة صحيحة في مسار طويل”، آملا ان “تعمم ليس فقط مسيحيا بل بين الفرقاء كافة”.
“سامي الجميل سيبدّل رأيه”!
عون مرتاح: وليس بعيدا، نقل زوار العماد عون عنه ارتياحه الى مسار ترشيحه، مشيرين عبر “المركزية” الى ان الاخير، سيما بعد “اعلان معراب”، يرى ان وصوله الى بعبدا بات مسألة وقت فقط وهو سيعتمد تكتيك النفس الطويل والصمود في موقعه، لان عامل الزمن سيبدّل برأيه، في مواقف النائب فرنجية ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ما سيسمح بانتخابه رئيسا. أما في الضفة الاخرى، فينكب الرئيس سعد الحريري وعدد من القياديين في “تيار المستقبل” الذين انتقلوا الى الرياض في الساعات الماضية، على حياكة الموقف الذي سيطلقه الحريري في ذكرى 14 شباط. وترجح اوساطه عبر “المركزية” ان يجدد تمسكه بالتسوية الباريسية الا ان مسألة اعلانه ترشيح فرنجية قيد الدرس حاليا. واشارت المصادر الى ان “14 آذار” بقياداتها واحزابها واعضائها ستظهر في “صورة موحّدة” في “بيال”، فيما لم تؤكد او تنفي حضور فرنجية شخصياً الى الاحتفال، علماً ان دعوةّ وُجّهت اليه.
مساع دولية: وفي محاولة لكسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها “الاستحقاق”، تحدثت مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” عن مساع ستطلقها الولايات المتحدة قريبا في اتجاه دول المنطقة لا سيما ايران، لدفعها الى فصل الملف اللبناني عن أزمات الإقليم، ما يسمح بالافراج عن الرئاسة. كما تنشط فرنسا على الخط عينه، حيث أشارت المصادر الى انه، وخلال زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى باريس، تم الاتفاق على ابقاء قنوات التواصل مفتوحة بين الجانبين لتسهيل انجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية، عبر جولات على الدول المعنية، سيتولاها موفدون، كاشفة ان فرنسا أوكلت هذه المهمة الى مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون الذي تتوقع المصادر ان يزور ايران للغاية في وقت غير بعيد، علما ان فرنسا ستكثف حراكها على الخط السعودي أيضا لتبريد الاحتقان بين الرياض وطهران، ما يساعد في انجاز الاستحقاق.