أشارت معلومات الى ان تحالف عون- جعجع الذي اصبح يعرف بتحالف “أوعا خيك”، يتعثر بلديا، ويواجه صعوبات في التوصل الى تكريس غلبة مسيحية، تقارب 86% من مجموع المسيحيين، على ما أشاع اركان التحالف وقواعده غداة المصالحة الشهيرة في “معراب”.
تحالف “أوعا خيك” يبدو اليوم اقرب من اي وقت مضى الى غض الطرف عن تأجيل الانتخابات البلدية، بعد ان بدأ يكتشف يوميا وبالملموس صعوبة نقل اتفاق “معراب” الى الكوادر الحزبية، وبالسرعة القياسية التي يرغب بها عون وجعجع. كما ان ترجمة هذا الاتفاق، جاءت الى الآن مخيبة للآمال بعد ان اتضحت نوايا الحليفين اللدودين، في استفادة كل منهما من الاخر للإيحاء بأنه اكثر تمثيلا على المستوى المسيحي وانهما معا يمثلان عموم المسيحيين، وتاليا، فرض ثنائية مسيحية-مارونية، تحاكي الثنائية الشيعية، في احتكار وتمثيل المسيحيين.
المعلومات تشير الى ان الاقضية المسيحية تشهد حراكا بلديا لا يختلف عن الدورات السابقة، بل إن الامر وصل الى حد تجاهل الحزبيين رغبة قيادتهما التحالف بلدياً، فأصبح لكل بلدية تحالفاتها وفقا لمقتضيات الحاجة المحلية وليس السياسية او الحزبية الضيقة.
في المدن الكبرى ذات الغالبية المسيحية بات شبه محسوم ان القديم باق على قدمه، مع فارق ان التيار العوني لا يريد مشاركة القوات مغانمه البلدية في البلديات التي يستطيع تسجيل فوز كاسح فيها. في حين ان القوات تلعب دور الوسيط لمحاولة إدخال التيار الى البلديات التي تستطيع الفوز فيها بالتحالف مع باقي قوى 14 آذار. إذ لا يوجد بلديات “قواتية” صافية إلا في بشري، التي يبدو انها ستشهد معركة من نوع آخر.
خريطة المدن الساحلية من شكا الى بعبدا، تشير الى وضع غير مريح لتحالف التيار والقوات، حيث يواجه في « شكا » إئتلاف تيار المرده والكتائب اللبنانية واحزاب اليسار إضافة الى أنصار النائب بطرس حرب، مع أرجحية عودة رئيس البلدية الحالي فرج الله الكفوري الى تولي رئاسة البلدية.
في مدينة البترون، ما زال الائتلاف يتخبط، في التوصل الى صيغة تسمح بتمثيل القواتيين في المجلس البلدي، الذي يسيطر عليه حاليا التيار العوني، ويرأسه رجل الاعمال “مرسلينو الحرك”. علما ان “الحرك” تربطه صداقة متينة مع النائب سليمان فرنجيه، وهو محسوب سياسيا على حزب الكتلة الوطنية، والنائب السابق سايد عقل، ويعتبر الاقوى على المستوى البلدي في مدينة البترون. وما يجري حاليا هو محاولة زرع اعضاء من تحالف “أوعا خيك” في بلدية الحرك، وهي محاولات لن تصل الى نهاياتها السعيدة بعد، علما ان التوافق خيار جميع الافرقاء كي لا يضطروا الى مواجهة الحرك وإئتلاف العائلات البترونة فينكشف حجم تمثيلهم الحزبي.
في مدينة جبيل، الوضع ليس بأفضل حال، فرئيس البلدية “زياد الحواط” الذي يسجل له نجاحات إنمائية اوصلت جبيل لتتبوأ منصب عاصمة السياحة العربية، رفض إملاءات الاحزاب، خصوصا التيار العوني. وهو يتجه الى تشكيل لائحة بلدية تراعي مقتضيات الانماء اولا وأخيرا، وتمثيل الاحزاب حدده “الحواط” انطلاقا من الحاجة الى تمثيل جميع مكونات المدينة، وليس مقتضيات الاحجام المتورمة للاحزاب.
في جونية بدأت معالم المعركة تتوضح بعد ان حسمت العائلات موقفها في مواجهة تحالف عون القوات. فتدراكت “القوات” الخسارة وشاركت التحالف، في حين فضل التيار العوني خوض معركة مواجهة، بدأت قبل ان تنتهي مفاوضات الاتفاق على لائحة توافقية. فنشر رئيس البلدية السابق العوني جوان حبيش لافتات ولوحات إعلانية يعلن فيها ان جونية أسيرة وانه وتياره سيفكّان أسرها البلدي، في حين ان المرشح فادي فياض رئيس لجنة مهرجانات جونية مدعوم من رجل الاعمال نعمة افرام، ومن النائبين السابقين منصور غانم البون، وفريد هيكل الخازن، ويحظى أيضا بتأييد حزب القوات اللبنانية.
في الجديدة، في ساحل المتن، أنجز رئيس البلدية الحالي، وهو منتمٍ لحزب الكتائب لائحته الانتخابية التي لا تضم عونيين او قوات، على حد سواء، في حين ستشهد بلدية سن الفيل مواجهة حامية بين الكتائب وتحالف العونيين والقوات.
اما في بعبدا، فقد رفض رئيس البلدية العوني ضم عناصر قواتية الى لائحته البلدية.
وفي القرى المسيحية الرئيسية، رفض النائب بطرس حرب ضم وساطة القوات لضم عونيين الى المجلس البلدي، وابلغهم ان وجودهم كقوات مرحب به، في حين ان صناديق الاقتراع هي الحكَم مع التيار البرتقالي!
اما في بشري، فقد أسفر تخلي القوات عن رئيس البلدية الحالي الاستاذ انطوان الخوري طوق، وهو غير حزبي رشحته ا”لقوات” في الدورة السابقة وقررت اليوم استبداله بحزبي ملتزم، ومحاولة فرض مرشحين على العائلات ومن داخلها، دون الاخذ في الاعتبار رأي هذه العائلات، عن مواجهة مرتقبة بين القواتيين المعترضين على قرار الحزب من جهة، والملتزمين من جهة ثانية.
هذا الامر دفع بالعائلات المعترضة الى الوقوف خلف القواتيين المعترضين، وللمرة الاولى قد تشهد القوات مواجهة حزبية تمثل في بعض اوجهها خروجا على الاوامر القيادية.
وفي زغرتا، التي بقيت عصية على الاحزاب، أنجز رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض تحالفا بلديا مع النائب سليمان فرنجيه، الامر الذي سيصعب مهمة الثنائي في اختراق البلديات الزغرتاوية وجوارها.
وفي المحصلة يرى متابعون ان الثنائي المسيحي أخفق في اول اختبار له قبل ان تبصر نتائج هذا الاختبار النور، فسقطت مقولة التمثيل الاحادي للمسيحيين بنسبة 86% وفي المقابل ومن حيث لا يدري ثنائي “أوعا خيك”، أحيا تحالفات قديمة في مواجته واعاد الروح الى حزب الكتائب الذي أصبح عنوان المواجهة بالتحالف مع المستقلين، والشخصيات المحلية إضافة الى تعزيز حضور تيار المرده من جديد خصوصا في الشمال الماروني.
-
“أوعا خيك” أغنية كتبها رئيس جهاز التواصل والاعلام في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي تمجد تحالف القوتين المسيحيتين بعد أكثر من ثلاثة عقود من الخلاف بينهما.