سارعت السلطات الفرنسية إلى استدراك “هفوة” رئيس الحكومة مانويل فالس لدى تطرّقه إلى الوضع في “الغابون” في حلقة تلفزيونية يوم السبت الماضي.
فقد وردت على لسان رئيس الحكومة، الذي بدا متعباً ومتوتّراً، إشارة إلى أن انتخاب الرئيس علي بونغو “لم يجرِ كما كان ينبغي”!
وفي نهاية الحلقة، سعى مانويل فالس لاستدراك الأمر في أحاديث لم تظهر على الشاشة قال فيها: “كنت أقصد بلداً آخر في وسط إفريقيا”!
وأكّد فالس أن “الغابون بلد حليف لفرنسا، وأن الرئيس بونغو يحظى باحترام عالمي وأن المعارضة في الغابون لا تمثّل شيئاً، ولا تملك برنامجاً سياسياً، وهي تشكل تهدديداً لاستقرار المنطقة”.
ونقل رئيس حكومة فرنسا اعتذاراته إلى الرئاسة الغابونية عبر قنوات عدة. خصوصاً أن الرئيس فرنسوا أولاند، الذي يقيم علاقات وثيقة مع الرئيس الغابوني علي بونغو، اعرب عن “امتعاضه من “هفوة” رئيس حكومته، ونقل رسائل بهذا المعنى إلى الرئيس بونغو.
ولا يختلف تحليل وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية الفرنسية، عن تحليل الإليزية. والإعتقاد الراسخ لديهما هو أن الرئيس علي بونغو سيفوز حتماً بولاية ثانية في الإنتخابات الرئاسية المقررة في شهر آب/أغسطس.
وتعتقد وزارتا الخارجية والدفاع في باريس بأن المعارضة الغابونية لا تملك مصداقية، وأنها مبعثرة ومعادية للمصالح الفرنسية. وتشعر السلطات الفرنسية بالقلق إزاء محاولات بعض المعارضين لزعزعة استقرار الغابون.
وذلك كان فحوى الرسالة التي نقلتها هيئة الأركان إلى قصر الإليزيه وإلى.. مانويل فالس!
وكان رئيس الأركان الفرنسي، الجنرال “دو فيلييه” قد استُقبل في “ليبرفيل” في الأسبوع الماضي، حيث التقى الرئيس بونغو بناءً على إلحاح الرئاسة الفرنسية.
والواقع هو أن علي بونغو، الذي يحظى بتأييد الولايات المتحدة، وعدد من دول أوروبا، إلى جانب الصين، ودول الخليج، والمغرب، واليابان، يُعتَبَر عنصراً أساسياً لنهوض إفريقيا الإقتصادي، عدا أنه عنصر إستقرار في “الأمن الدولي” لمنطقة إفريقيا الوسطى.
جدير بالذكر أن مانويل فالس سوف يلتقي الرئيس بونغو في منتصف فبراير في ليبرفيل، التي سيقصدها مع وفد يشمل ١٥٠ رجل أعمال فرنسي.