خاص بـ”الشفاف”
استعرت حدة المعارك بعد الساعة العاشرة والنصف ليل الأحد، واخفقت مساعي التهدئة التي يقوم بها عدد من علماء الدين السنّة، يتقدمهم الشيخ سالم الرافعي، في ايجاد حل يسمح بسحب المسلحين من شوارع “صيدا” و”عبرا” وإيجاد حل نهائي لظاهرة الشيخ احمد الاسير.
المعلومات أشارت الى ان الشيخ الاسير يرفض مقترحات العلماء بتأمين خروجه من “عبرا” منفردا، على ان يسلم المسلحون من انصاره السلاح للجيش اللبناني كما يسلم العناصر الذين اطلقوا النار على الجيش اللبناني انفسهم طوعاً، على ان يبسط الجيش سلطته على منطقة عبرا ومحيط مسجد “بلال بن رباح” ما يعني عمليا الاجهاز على ظاهرة التسلح لدى الشيخ احمد الاسير.
تزامنا اشارت المعلومات الى ان الشيخ الاسير لم يوافق حتى الساعة على الخروج منفردا من “عبرا”، في حين ان موقف رفيقه الفنان المعتزل “فضل شاكر” ما زال غامضا.
وتضيف المعلومات ان الجيش اللبناني أبلغ الوسطاء انه لن يتراجع عن مطلبه بتسليم المسلحين الذين قتلوا 6 من عناصر الجيش وانهاء ظاهرة التسلح الاسيرية وبسط سلطة الدولة على عبرا ومحيط مسجد بلال بن رباح معقل الشيخ الاسير.
وكانت اشتباكات اندلعت بعد ظهر اليوم في منطقة عبرا في صيدا جنوب لبنان إثر تعرض حاجز للجيش اللبناني لغارة من مسلحين من انصار الشيخ احمد الاسير ما ادى الى مقتل 4 عسكريين، الامر الذي استدعى ردا من الجيش اللبناني، قتل على إثره احد مرافقي الشيخ الاسير. ثم تطورت الاشتباكات ليرتفع عدد قتلى الجيش اللبناني الى 6 بعد استهداف ملالة للجيش بقذيفة صاروخية ما ادى الى إحتراق احد الجنود ومقتل رفيقه فورا.
الجيش اللبناني نعى أصدر بيانا نعى فيه الشهداء الذين سقطوا في مواجهات صيدا اليوم وهم : الملازم أول سامر جريس طانيوس، والملازم جورج اليان بوصعب، والرقيب علي عدنان المصري، والجندي الاول رامي علي الخباز، والجنديين بلال علي صالح وايلي نقولا رحمة.
قيادة الجيش نعت ستة شهداء ووزعت نبذات عنهم
وطنية – أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بيانا نعت فيه “الشهداء الملازم الأول سامر جريس طانيوس، الملازم جورج إليان بو صعب، الرقيب علي عدنان المصري، الجندي الأول رامي علي الخباز، الجندي بلال علي صالح، الجندي ايلي نقولا رحمه.
وفي ما يلي نبذة عن حياتهم:
– الملازم الأول الشهيد سامر جريس طانيوس:
من مواليد 19/6/1985 رميش- قضاء بنت جبيل. تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 10/10/2003. رقي إلى رتبة ملازم، اعتبارا من 1/8/2006، وتدرج في الترقية حتى رتبة ملازم أول، اعتبارا من 1/8/2009 ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته عدة مرات.الوضع العائلي: عازب. تابع عدة دورات في الداخل والخارج.
– الملازم الشهيد جورج اليان بو صعب:
من مواليد 23/2/1970 رأس بعلبك- قضاء بعلبك. تطوع في الجيش بتاريخ 1/3/1987، عين برتبة ملازم اعتبارا من 15/6/2012، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته عدة مرات. الوضع العائلي: متأهل وله أربعة أولاد. تابع عدة دورات في الداخل والخارج.
– الرقيب الشهيد علي عدنان المصري:
من مواليد 1/12/1987 الخضر- قضاء بعلبك. تطوع في الجيش بتاريخ 4/12/2007، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته عدة مرات. الوضع العائلي: عازب.
– الجندي الأول الشهيد رامي علي الخباز:
من مواليد 24/8/1981 القلمون- قضاء طرابلس. تطوع في الجيش بصفة جندي بتاريخ 26/2/2008، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته عدة مرات. الوضع العائلي: متأهل وله ولد واحد.
– الجندي الشهيد بلال علي صالح:
من مواليد 6/4/1985 بريتال- قضاء بعلبك. تطوع في الجيش بتاريخ 3/11/2008، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته عدة مرات. الوضع العائلي: متأهل وله ولدان.
– الجندي الشهيد ايلي نقولا رحمه:
من مواليد 20/1/1991 في صور. تطوع في الجيش بتاريخ 9/2/2011، ورقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد. حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش، وتهنئته عدة مرات. الوضع العائلي: عازب”.
مقتل 12 في اشتباكات بين الجيش وانصار شيخ سني في صيدا بجنوب لبنان
بيروت (رويترز) – تحولت مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان الى ساحة حرب يوم الاحد عندما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وأتباع شيخ سُني سلفي مناهض لتدخل حزب الله الشيعي في سوريا أسفرت عن مقتل 12 شخصا وهزت المدينة التي تتفاقم فيها الانقسامات منذ شهور.
وقال مصدر أمني لرويترز ان الاشتباكات اندلعت بين الجيش وأنصار الشيخ السني أحمد الأسير المعروف بمعاداته لحزب الله واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
واضاف ان عشرة من افراد الجيش اللبناني قتلوا وأُصيب 40 آخرون في حين قتل مسلحان من أنصار الأسير أحدهما مرافق الفنان المعتزل فضل شاكر وأصيب 13 في الاشتباكات.
وتصاعدت التوترات الطائفية والمذهبية في البلاد منذ اندلاع الحرب الاهلية في سوريا قبل اكثر من عامين حيث يدعم حزب الله الشيعي وحلفاؤه الرئيس بشار الاسد ويؤيد السنة الاطاحة بالاسد.
وقال الجيش اللبناني في بيان “قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ احمد الاسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا – صيدا” مضيفا انه اتخذ “التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلحين”.
وقال مصدر امني لرويترز ان الجيش اتخذ قرارا بالضرب بيد من حديد تصديا لكل المسلحين الذين يجدهم على الارض مستعينا بفرق من المغاوير الذين يعدون قوات النخبة في الجيش.
وقالت مديرية التوجيه التابعة لقيادة الجيش في بيان “لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدرا عدد من الشهداء والجرحى والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه.”
وفي بيان ثان قال الجيش “لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا حرصا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون.”
واضاف “لكن ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975 (بداية الحرب الاهلية التي استمرت 15 عاما) بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف.”
وقال “إن قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت إليه سياسيا أو عسكريا وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسيا وإعلاميا.”
وتتصاعد أعمدة الدخان من بعض الابنية في صيدا التي خلت فيها الشوارع من السيارات والمارة الا سيارات الاسعاف ومركبات الجيش اللبناني.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان بلدة عبرا تشهد حركة نزوح كثيفة وأن عددا من سيارات الاسعاف التي كانت متوقفة بالقرب من مسجد بلال بن رباح في البلدة تقوم بنقل جرحى بينهم أشخاص من جنسيات غير لبنانية الى مستشفيات صيدا.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى اجتماع وزاري أمني في القصر الجمهوري في بعبدا يوم الاثنين. وقال سليمان في حسابه على تويتر “لدى الجيش التكليف الكامل لضرب المعتدين وتوقيف المنفذين والمحرضين وسوقهم الى العدالة للحفاظ على امن اللبنانيين وكرامة الجيش وهيبته”
وقال وزير الدفاع فاير غصن في تصريحات نقلتها محطات التلفزيون المحلية “ان الجيش ليس لفئة او لاخرى بل هو للجميع ولم يعد يستطيع التحمل.”
وقال وزير الداخلية مروان شربل “هذا اعتداء على الجيش من دون سبب وخلق فتنة ومحاولة اجهاض الجيش …على الجيش ان يكون حازما في خطواته اليوم من اجل دماء الشهداء الذين سقطوا.”
وظهر الاسير على صفحته على الفيسبوك حاسر الراس ويرتدي قميصا اسود ويحمل بندقية ووجه نداء الى مناصريه طالبا المساعدة وقطع الطرق وداعيا “الاشراف من السنة وغير السنة” الى الانشقاق عن الجيش.
ولم يكن الاسير معروفا قبل نحو سنتين لكنه برز الى الواجهة نتيجة مواقفه المعارضة للحكومة السورية وحزب الله الشيعي المتحالف معها.
وتشهد صيدا اعمال عنف متفرقة بين جماعة الاسير وعناصر حزب الله كان اخرها يوم الثلاثاء الماضي وادت الى مقتل شخص.
وقتل عشرات الاشخاص في مدينة طرابلس بشمال لبنان في اشتباكات متعلقة بالصراع الدائر في سوريا منذ 27 شهرا والذي اودى بحياة 93 الف شخص وفقا للامم المتحدة.
وفر نصف مليون لاجئ سوري الى لبنان الذي يسعى جاهدا للتكيف مع تدفق هؤلاء اللاجئين اغلبهم من السنة.
ثلاثة قتلى من الجيش في اشتباكات مع انصار رجل دين سني في جنوب لبنان
بيروت, (ا ف ب) – قتل ثلاثة عناصر في الجيش اللبناني بعد ظهر الاحد في اشتباكات مع مسلحين من انصار رجل الدين السني المتشدد احمد الاسير، بحسب ما افادت قيادة الجيش في بيان.
وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش-مديرية التوجيه “بتاريخ اليوم الساعة 14,00 (11,00 ت غ)، قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ أحمد الأسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا – صيدا، ما أدى الى استشهاد ضابطين واحد العسكريين واصابة عدد آخر بجروح بالاضافة الى تضرر عدد من الآليات العسكرية”.
واشار البيان الى ان “قوى الجيش اتخذت التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلحين”.
وكان مصدر امني محلي في جنوب لبنان افاد وكالة فرانس برس في وقت سابق ان “اشتباكات اندلعت في منطقة عبرا بين حاجز للجيش ومسلحين من انصار الشيخ احمد الاسير بعد توقيف الحاجز سيارة تقل اشخاصا من جماعة الاسير. وعلى الاثر، طوق المسلحون ناقلة جند للجيش، وحصل اشكال تطور الى تبادل اطلاق نار لا يزال مستمرا”.
ووقع الحادث في محيط مسجد بلال بن رباح الذي يؤم فيه الاسير الصلاة.
وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان اصوات الانفجارات تسمع حتى احياء صيدا الواقعة على بعد كيلومترين من عبرا، وانه شاهد العديد من الاشخاص ينزحون من الاحياء المجاورة لمنطقة الاشتباك، في السيارة او سيرا، وهم يحملون اكياسا وبعض الامتعة التي تم تحضيرها على عجل.
كما اشار الى وصول تعزيزات للجيش الى المنطقة.
واقفلت المحال التجارية في عبرا وفي صيدا، وشلت الحركة في الشوارع.
وذكر سكان في صيدا تم الاتصال بهم هاتفيا انهم نزلوا الى الطبقات السفلى من الابنية خوفا من الرصاص.
ومسجد بلال بن رباح محاط منذ اشهر بتدابير امنية مشددة على خلفية حوادث عدة تورط فيها الاسير وانصاره مع الجيش اللبناني، وخصوصا مع انصار حزب الله الشيعي.
ولم يكن الاسير معروفا قبل نحو سنتين، لكنه برز الى الواجهة نتيجة مواقفه المعارضة للنظام السوري ولحزب الله الشيعي المتحالف معه.
وقد اثار الاسير الاسبوع الماضي ضجة عندما بادر انصاره الى اطلاق نار على شقق قريبة من المسجد يقول الاسير ان سكانها هم مسلحون من حزب الله يقومون بمراقبته. وحصل تبادل اطلاق نار مع مسلحين من انصار حزب الله تسبب بمقتل رجل واصابة آخرين. ويتهم الاسير الجيش اللبناني بالتساهل مع حزب الله والتشدد مع انصاره.
وتم بعد الظهر تناقل رسائل عبر الهواتف المحمولة بين انصار الاسير، وقد اطلعت وكالة فرانس برس على مضمونها، ويظهر فيها الاسير في شريط مصور على وقع اصوات رصاص قريبة منه وهو يتوجه “الى كل المناصرين”، قائلا “نحن نتعرض لاعتداء من الجيش اللبناني (…) الطائفي المذهبي ومن شبيحة (الامين العام لحزب الله) حسن نصرالله و(رئيس مجلس النواب رئيس حركة امل الشيعية) نبيه بري”.
واضاف “اطالب كل المناصرين السلميين بان يقطعوا الطرق وعلى الشرفاء من السنة وغير السنة في الجيش اللبناني ترك الجيش حالا”.
كما دعا من يناصره “من كل المناطق الذين يمكنهم الوصول الينا” الى الانضمام اليه “للذود عن ديننا وعن عرضنا ونسائنا”.