وأخيرا فعلها سعد الحريري وأعلن تأييده ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية بعد ممانعة استمرت سنتين ونصف السنة.
ومن دون مقدمات وتحضير لشارعه وقيادات تياره، فاجأ الحريري جمهوره ولم يفاجئه، بعد ان التزم الصمت لاكثر من ثلاثة أسابيع أجرى خلالها جوله إتصالات محلية وخارجية، ليعلن امام اكثر من 200 شخصية مستقبلية تأييده ترشيح الجنرال.
في الشكل والمضمون، مثّل خطاب التأييد الحريري خطاب استسلام غير مشروط، حيث لم يسمح له حتى بمناقشة شروط استسلامه.
بين ورقة النوايا التي وقعها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والجنرال عون، إستطاع جعجع ان يحفظ “خط الرجعة”! الزم الجنرال عون بالجلوس الى جانبه، وتلا ورقة اتفاق لا تبتعد كثيرا عن مباديء قيام الدولة والحفاظ على مؤسساتها، وتلامس الى حد ما روح ثورة الارز، وفي حال أراد جعجع التراجع يوما عن اتفاقه مع عون، بإمكانه القول إن عون لم يلتزم بالاتفاق وبالتالي فإن القوات في حل من التزامها مع عون.
في المقابل، أعلن الحريري تأييد ترشيح عون منفردا، ومن منزله، حيث اشترط عون الإعلان قبل ان يزور بيت الوسط! وأكد ان الترشيح لا يرتبط باتفاق خطي او شفهي، بل مجرد عناوين عريضة على غرار “اتفقنا على قيام الدولة ومؤسساتها”.
في الشكل أيضا، قام رئيس القوات بتحضير قيادات حزبه وعناصره وعناصره على مدى ستة أشهر قبل الإعلان عن اتفاقه مع عون وتأييد ترشيحه، في حين ان جمهور المستقبل وقياداته، كانت مغيبة عن ما يجري في كواليس بيت الوسط، ما أثار إستياءا عارما في صفوف التيار الازرق إنعكس حملة شعواء على الحريري ومستشاريه.
خطوة الحريري، قد لا توصل عون الى قصر بعبدا! ويرى مراقبون إن المسافة التي تفصل عن موعد الانتخاب قد تشهد تداعيات على “كتلة المستقبل” النيابية تقلص عدد نوابها، خصوصا ان رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أعلن فور خروجه من حفلة الإعلان أن عناك تمايزا بينه وبين الرئيس الحريري، وانه لن يصوت للجنرال عون. كذلك فعل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، انه لن يصوت للجنرال، وايضا النائبان احمد فتفت وعمار حوري.
معلومات تشير الى ان اللواء أشرف ريفي الموجود خارج لبنان يعد لاحتجاجات تبدأ في الشارع السني في طرابلس وبيروت. وهي إحتجاجات تأخذ منحا تصاعديا فبل الجلسة المقبلة، تضع النواب السنة في “كتلة المستقبل” امام مسؤولياتهم، ما يتسبب بإحراج هؤلاء، الى حد يصبح عليهم إحتساب الف حساب قبل النزول الى جلسة الانتخاب والتصويت للجنرال.
كتلة جنبلاط: ترك الحرية للنواب المسيحيين!
تزامنا من المرتقب ان يعلن رئيس اللقاء الديمقراطي، وليد جنبلاط السبت المقبل عن التزام نواب الحزب الشتراكي بالتصويت للعماد عون، على ان تترك الحرية لنواب اللقاء من المسيحيين ليصوتوا كما يريدون.
وتشير المعلومات الى ان جنبلاط أكد تمسكه بمصالحة الجبل، ورغبته في عدم إفتعال صدام درزي مسيحي على خلفية ترشيح الجنرال عون، وتاليا هو لن يكون رأس حربة في مواجهة ترئيس الجنرال، مضيفا ان من لا يعجبه وجود عون في بعبدا عليه ان يتحمل مسؤوليته ولا ينظر الى وليد جنبلاط.
وكانت قيادات عونية حاولت الاتصال بجنبلاط لترتيب لقاء بينه وبين الجنرال عون، إلا أنه رفض الرد على هذه الاتصالات قبل انعقاد اللقاء الديمقراطي، في حين أشارت معلومات الى ان الجنرال عون إتصل بجنبلاط، واتفقا على لقاء قريب بينهما.