الملخص
عقد أكراد سوريا في مارس/آذار 2004 مظاهرات موسعة، اتسم بعضها بالعنف، في عدة بلدات وقرى شمالي سوريا، احتجاجاً على معاملة السلطات السورية لهم، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم مثل هذه المظاهرات الواسعة في البلاد. وفيما تم تنظيم الاحتجاجات كرد فعل فوري على إطلاق الأمن النار على مشجعي كرة قدم أكراد تورطوا في شجار مع المشجعين العرب لفريق منافس، فإن هذه المظاهرات جاءت نتيجة للمظالم التي تعتمل منذ فترة طويلة في صدور الأكراد بشأن التمييز ضدهم وقمع حقوقهم السياسية والثقافية. درجة وعِظم هذا التحرك أزعجت السلطات السورية، التي ردت بالقوة المميتة لتهدئة الاحتجاجات. وفي التعداد الأخير للخسائر، تبين مقتل ما لا يقل عن 36 شخصاً، وأغلبهم من الأكراد، وإصابة أكثر من 160 آخرين. وقد احتجزت أجهزة الأمن أكثر من ألفي كردي (الكثير منهم تم العفو عنهم فيما بعد)، مع انتشار تقارير عن التعذيب والمعاملة السيئة بحق المحتجزين.
أحداث مارس/آذار 2004 شكلت نقطة تحول كبرى في العلاقات بين أكراد سوريا والسلطات. فالأكراد السوريون الذين يعانون من قبل الحكومات السورية المتعاقبة من التهميش والتمييز والترويج للقومية العربية، لطالما كانوا جماعة منطوية على نفسها وساكنة لحد ما (لا سيما مقارنة بأكراد العراق وتركيا). ويشكل أكراد سوريا نحو 10 في المائة من السكان ويعيشون بالأساس في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.
احتجاجات عام 2004، التي يشير إليها العديد من الأكراد السوريين باسم انتفاضة الأكراد، وكذلك التطورات في كردستان العراق، منحت الأكراد المزيد من الثقة لل مطالبة بالتمتع بزيادة حقوقهم السياسية والثقافية في سوريا. هذه الثقة الجديدة أقلقت القيادة السورية، التي كانت في حينها منزعجة من الحكم الذاتي الكردي في العراق وزيادة عزلتها الدولية. وقد ردت السلطات بإعلانها أنها لن تتسامح مع التجمعات أو الأنشطة السياسية الكردية. إلا أن الأكراد استمروا في تأكيد وجودهم بتنظيمهم تجمعات لاحتفالهم بهويتهم الكردية واحتجاجهم على السياسات الحكومية المعادية للأكراد.
وعلى مدار أكثر من خمس سنوات منذ مارس/آذار 2004، التزمت سوريا سياسة قمع متزايد بحق الأقلية الكردية السورية. وهذا القمع جزء من قمع الحكومة السورية الأوسع لأي من أشكال المعارضة السياسية من قبل أي مواطن سوري، لكنه أيضاً يشتمل على خصائص مميزة، مثل قمع التجمعات الاحتفالية الكردية؛ لأن الحكومة ترى تهديداً في الهوية الكردية ، وكذلك تتضح خصوصية قمع الأكراد من الأعداد الغفيرة من الأكراد الذين يُقبض عليهم. وقد صدر مرسوم رئاسي في سبتمبر/أيلول 2008 يفرض نظاماً أكثر حزماً على بيع وشراء العقارات في بعض المناطق الحدودية، وهو النظام الذي يؤثر بشكل أساسي على الأكراد ويُعتقد أنه موجه ضدهم.
يوثق هذا التقرير هجوم الحكومة على المجتمع الكردي منذ الحملة العنيفة في 2004، ويركز على جهود الحكومة الرامية إلى حظر المظاهرات الخاصة بحقوق الأقلية الكردية واحتفالات الأكراد الثقافية وفعاليات إحياء الذكريات السنوية وكذلك إساءة معاملة المحتجزين وغياب ضمانات حماية إجراءات التقاضي السليمة أثناء ملاحقتهم قضائياً. (ولا ينظر هذا التقرير في بعض القضايا الأخرى التي تؤثر سلباً على الأكراد في سوريا، مثل عدم توفر الجنسية لنحو 300 ألف كردي سوري أو الأحكام القانونية التمييزية القائمة بحق اللغة الكردية). يستند التقرير إلى مقابلات مع 30 ناشطاً كردياً تم احتجازهم منذ عام 2005 ثم أفرج عنهم، وكذلك 15 شخصاً من أقارب النشطاء الأكراد الذين ما زالوا رهن الاحتجاز.
ترسم الشهادات صورة بائسة. فمنذ عام 2005، عمدت قوات الأمن السورية إلى قمع ما لا يقل عن 14 تجمعاً سياسياً وثقافياً عاماً من تنظيم جماعات كردية، وهي في الأغلبية الساحقة من الحالات تجمعات سلمية، وعادة ما لجأت قوات الأمن السورية إلى العنف في تفريق الحشود. وفي واقعتين اثنتين على الأقل أطلقت قوات الأمن النار على الحشود وتسببت في وقوع وفيات، وعلى حد علم هيومن رايتس ووتش لم تأمر السلطات بفتح أي تحقيقات في وقائع إطلاق النار.
ولم تكتف قوات الأمن بمنع الاجتماعات السياسية من الانعقاد فحسب، بل أيضاً منعت التجمعات التي تحتفل بعيد النوروز (رأس السنة الكردية)، والاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، والمظاهرات التي تم تنظيمها احتجاجاً على معاملة الأكراد في الدول المجاورة. حتى أن قوات الأمن حققت أيضاً مع مجموعة من طلاب المدارس الثانوية من الأكراد لأنها نظموا وقفة حداد لمدة خمس دقائق في 12 مارس/آذار 2008، لإحياء ذكرى أحداث 12 مارس/آذار 2004 في ملعب كرة قدم القامشلي، والتي تسببت في إشعال احتجاجات عام 2004.
وتحتجز قوات الأمن في أحيان كثيرة المشاركين في مثل هذه التجمعات، وعادة ما تحيل المنظمين إلى القضاء، والتي غالباً ما تكون محاكم عسكرية، باتهامات من قبيل “إثارة الشغب” أو “عضوية منظمة غير مرخص لها”. والجدول أدناه يلخص بعض التجمعات الأساسية التي قمعتها قوات الأمن السورية منذ عام 2005.[1]
إنكار الوجود: قمع الحقوق السياسية والثقافية للأكراد في سورياادم عليه السلام علمنا حكمة عندما الشيطان نزغ بينه وبين ربه لم يقل ان الشيطان اضلني ولكن قال اني اخطاة والحل في الداخل هو تطبيق علم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان اننا (شعوب استمرأت الذل والمهانة.. والقهر والعبودية، فلم تعد لكلمات ابن الخطاب صدىً: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).. ولم يعد بين هذه الشعوب عمرو كي (يشب عن الطوق)، ولم تعد آذاننا تصيخ السمع لكلمات شوقي: بلادٌ مـاتَ فتيتهـا لتحيـا وزالوا دونَ قومهمُ ليبقـوا وحُررتِ الشعوبُ على قَناها فكيـف على قَنَاها تُسترَقُّ؟ وللأوطـانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ يدٌ سلفت ودينٌ مستـحقُّ… قراءة المزيد ..
إنكار الوجود: قمع الحقوق السياسية والثقافية للأكراد في سورياادم عليه السلام علمنا حكمة عندما الشيطان نزغ بينه وبين ربه لم يقل ان الشيطان اضلني ولكن قال اني اخطاة والحل في الداخل هو تطبيق علم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان اننا (شعوب استمرأت الذل والمهانة.. والقهر والعبودية، فلم تعد لكلمات ابن الخطاب صدىً: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).. ولم يعد بين هذه الشعوب عمرو كي (يشب عن الطوق)، ولم تعد آذاننا تصيخ السمع لكلمات شوقي: بلادٌ مـاتَ فتيتهـا لتحيـا وزالوا دونَ قومهمُ ليبقـوا وحُررتِ الشعوبُ على قَناها فكيـف على قَنَاها تُسترَقُّ؟ وللأوطـانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ يدٌ سلفت ودينٌ مستـحقُّ… قراءة المزيد ..