أشارت معلومات الى ان مصالحة عون – جعجع التي حصلت بالامس، والتي انتهت الى إعلان حزب “القوات”، تبني ترشيح الجنرال لرئاسة الجمهورية، سوف ترخي بثقلها على السياسة اللبنانية، خصوصا بعد المشهد الذي قدمته “القوات” امس في معراب، والذي جاء محملا بالرسائل في اكثر من اتجاه.
في الجانب المسيحي، استدعى جعجع الى معراب ضباط واركان “القوات” السابقين، ممن كانوا شاركوا في ما سمي “حرب الالغاء” ضد الجيش اللبناني بقيادة الجنرال عون اوائل التسعينات من القرن الماضي، ليشاركوا في استقبال الجنرال وصحبه. وقيل ان 120 مقاتلا قواتيا شاركوا في اللقاء!
وفي الجانب الحزبي، جمع جعجع اركان وكادرات حزب “القوات” في مقدّم حضور المؤتمر الصحفي مع الجنرال، ليقول أن لا صفقة فردية مع الجنرال عون، بل اتفاق حزبين، وان حزب “القوات” يؤيد خطوة المصالحة مع عون، ويقف وراء رئيس الحزب في هذا القرار، في معزل عن الاعتراضات التي انطلقت داخل “القوات”، والتي عمل جعجع على استيعابها بلقاءات حزبية قبل المؤتمر الصحفي.
في الجانب الوطني، لم يخلو المؤتمر الصحفي لجعجع، وعون الى جانبه من رسالة الى قيادات وجمهور 14 آذار، فتلا ورقة البنود العشرة، والتي هي في معظمها بنود آذارية صرفة، خصوصا لجهة الطلب الى الجنرال تبني قرارات الشرعية الدولية، وحصر السلاح على الاراضي اللبنانية بيد القوى الشرعية اللبنانية وضبط الحدود اللبنانية السورية في الاتجاهين، كما الالتزام بمقررات الحوار الوطني.
وهنا أراد جعجع القول إن دعمه لترشيح عون لم يكن في الظلام وليس عبر تسريبات إعلامية عبر “الواتس آب” او “تويتر”، وليس صفقة مزدوجة تحت الطاولة، بل هو علني، وعلى قاعدة سياسية، سمحت له بالحفاظ على ثوابته. وان الجنرال بموافقته العلنية على البنود العشرة تمثّل تراجعاً سياسياً، لان هذه البنود تناقض في مضمونها ورقة التفاهم الموقعة بين التيار العوني وحزب الله.
لمن يصوّت برّي وجنبلاط؟
المعلومات تشير الى ان ترشيح جعجع للجنرال لا يعني بالضرورة ان الجنرال أصبح رئيسا للجمهورية في الجلسة المقبلة، بل إنها أضافت تعقيدات جديدة على المشهد السياسي، خصوصا في جانب قوى 8 آذار، و”حزب الله” تحديدا، الذي هو اليوم في مواجهة مع ابرز حليفين مسيحيين، خصوصا الجنرال، الذي طالما قال الحزب إنه لا يشارك في جلسات الإقتراع لان الجننرال يقاطعها.
وتضيف، ان ترشيح الامس وضع “حزب الله” والجنرال عون أمام إحتمالات محدودة هي:
1 – سحب ترشيح النائب سليمان فرنجيه، لان الجنرال، ما لم يتأمن له سحب ترشيح فرنجيه، لن يشارك في جلسة الاقتراع المقررة في الثامن من شباط فبراير المقبل، وتاليا لن يتأمن نصاب قانوني لعقد الجلسة. فهل سيلجأ “حزب الله” الى الضغط على فرنجيه لسحب ترشيحه؟
2 – في حال تم سحب ترشيح النائب فرنجيه، هل يضمن الجنرال فوزه باغلبية اصوات النواب؟ بالتأكيد لا! وهو سيطلب من “حزب الله” ان يؤمن له تصويت كتلتي بري وجنبلاط في الحد الادنى ليضمن فوزه، وهنا ايضا سيلقي على “حزب الله” مسؤولية جديدة.
3 – في حال أخفق “حزب الله” عن حسن نية او عن سوء نية في سحب ترشيح النائب فرنجيه، فإن هذا سيعني مواجهة بين فرنجيه وعون في مجلس النواب. وتشير المعلومات الى ان احدا منهما لن يستطيع تأمين غالبية الاصوات، أقله في ظل المواقف المعلنة في المرحلة الراهنة، والتي لا تسمح بالقول إن عون سيتغلب على فرنجيه او العكس.
إزاء هذا الوضع، تشير المعلومات الى ان “حزب الله” وفي حال كان يريد إنتخابات رئاسية في هذه المرحلة سيكون محرجاً جداً في تحديد خياراته بين عون وفرنجيه. وفي حال كانت الانتخابات غير موجودة على أجندة الحزب في المرحلة الراهنة، فهو سيواجه معضلة في إقناع الجنرال عون بضرورة الاستمرار في المقاطعة.
وتضيف، ان الامور مرهونة بموقف “حزب الله” الذي يرتقب ان يصدر يوم الخميس المقبل، بعد جلسة تكتل “الوفاء للمقاومة”، وفي ضوء موقف التكتل يُبنى على الشيء مقتضاه.