مع اقتراب موعد إنتخابات نقابة المحامين في لبنان في الاحد الثالث من الشهر الجاري تحتدم المنافسة بين قوى 14 و8 آذار للفوز بأربعة مقاعد في مجلس النقابة من بينها منصب النقيب الذي سيخلف النقيبة الحالية أمل حداد.
وفي حين يشارك في المعركة الإنتخابية المرتقبة نحو 4500 محام، لم تتضح الى اليوم هوية المنافسة الفعلية في ظل خلاف بين التيار العوني وحزب الله على تبني مرشح واحد في مواجهة المحامي نبيل طوبيا المدعوم من قوى 14 آذار.
الى اليوم هناك ٣ مرشحين لمنصب النقيب هم: أنطونيو الهاشم ونهاد جبر من قوى 8 آذار، ونبيل طوبيا المدعوم من قوى 14 آذار. إضافة الى مرشح رابع هو نبيل مشنتف، الذي يبدو ان حظوظه ستتضاءل في ظل حصر المنافسة بين طوبيا ، وجبر، المقرّب من رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، والحزب السوري القومي الإجتماعي علما أنه كان سابقا عضوا في حزب الوطنيين الاحرار. وبينهما، يقف المرشح المستقل
أنطونيو الهاشم المدعوم من حزب الله.
وتشير المعلومات الى ان خلافا نشأ بين 8 آذار التي لم تعط كلمتها بعد لدعم المرشح جبر أو الهاشم، بعد ان واجه حزب الله التيار العوني بموقف رافض لدعم جبر. وقال ممثل حزب الله لنظيره العوني في احد إجتماعات التنسيق بينهما أن الحزب الذي لطالما أوكل الى التيار العوني مسألة إختيار المسيحيين في الاستحقاقات الإنتخابية على إختلافها، سيكسر القاعدة في نقابة المحامين ويطالب بأن يكون له رأي في تسمية المرشح المسيحي ، وتاليا على التيار العوني أن يأخذ هذا الامر في الاعتبار قبل المضي قدما في ترسيخ دعم هذا المرشح او ذاك لإنتخابات النقيب.
الموقف الإلهي فاجأ مندوب التيار العوني الذي طلب إرجاء البحث في مسألة دعم جبر او الهاشم لمنصب النقيب لمزيد من الدرس.
وفي حين يعول التيار العوني على “مَونته” غير المحدودة على حزب الله من أجل فرض رأيه في إنتخابات النقابة، وتاليا فإن المهلة التي طلبها العوني للدرس لا تعدو كونها مهلة لمزيد من الإتصالات بين قيادات العونيين وحزب الله من أجل فرض وجهة نظر عون في هذه الإنتخابات، ما يعني سحب الدعم من المرشح انطونيو الهاشم، أعلن الهاشم أنه مستمر في ترشيحه أيا تكن خيارات قوى 8 آذار، مشيرا الى أنه يحضر معركته الإنتخابية منذ وقت طويل وتاليا هو غير مستعد للتضحية بكل هذه الجهود من أجل زميله أو جبر او سواه.
ويضيف الهاشم الذي يرى في نفسه الأوفر حظاً للوصول الى منصب النقيب، أن المحامين المستقلين الذين يعدّهم رافعته سيفضلون التصويت لطوبيا بدلاً من جبر إذا قررت قوى 8 آذار دعم الأخير في معركته. وفي حسابات الهاشم أن المحامين المستقلين يمثلون ركيزة أساسية لنجاحه، إضافة الى الدعم الواسع الذي يلقاه في أوساط المحامين المؤيدين لقوى 8 آذار، لافتاً إلى أن هناك ناخبين من 14 آذار سيصوّتون له أيضاً.
وفي مقابل إصرار الهاشم يعدّ المرشح جبر اوراقه، حيث يحظى بدعم النقيبة الحالية أمل حداد، التي تعمل على تحضيره لخلافتها منذ اليوم الأول لتوليها منصبها، فكان ظلها في جميع المناسبات النقابية والإجتماعية.
وطبقا لما ستسفر عنه نتائج المشاورات بين قوى 8 آذار تتحدد طبيعة المعركة الإنتخابية المقبلة في نقابة المحامين في بيروت حيث تشير المعلومات الى ان هناك نحو 2500 محامي حزبي، في ما الباقون مستقلين. ما يجعل من الصوت المستقل “بيضة القبان” في ترجيح كفة هذا المرشح او ذاك.
وفي السياق عينه لم تشكل القوتان المتنافستان 8 و14 آذار لوائح مكتملة. فشكلتا لوائح متقابلة من ثلاثة مرشحين مع إبقاء المقعد الرابع شاغرا من اجل تبادل الأصوات.
مراقبون إعتبروا ان الصورة الحالية لإنتخابات النقابة لا تزال ضبابية بحيث لا يمكن إحتساب موازين القوى في ظل البلبلة في صفوف قوى 8 آذار، وأن الأيام المقبلة تتجه نحو تحديد هذه القوى موقفها النهائي بشأن دعم جبر او الهاشم وتاليا ما إذا كان احدهما سينسحب لصالح المرشح الآخر، ما سيضع 8 و14 آذار في مواجهة مباشرة تحدد حجم كل طرف في الجسم النقابي.