حتى الرئيس كميل “نمر” شمعون و”الشيخ” بيار الجميّل لم يحقّقا يوماً تأييداً بنسبة ٨٦ بالمئة بين المسيحيين، مع أن تمثال “سيدة حريصا” كان “يستدير” أحياناً “دعماً لهما” (على ذمّة سائقي خط جونية) في مواسم الإنتخابات! ومثلهما الرئيس فؤاد شهاب، رغم ماكينة “المكتب الثاني”! فالمسيحيون، وخصوصاً الموارنة، ليسوا ميّالين للإنضواء تحت راية “الأحزاب”. وأغلبيتهم الساحقة، وربما أكثر من ٨٦ بالمئة المزعومة، كانت دائماً تفضل أن تظلّ “مستقلة”! الموارنة شعب “عنيد”!!
كانت انتخابات الرابطة المارونية، التي جرت في ١٩ آذار/ مارس، اول اختبار لتحالف القوات مع التيار العوني، وقد عوّل القواتيون والعونيون عليها لتأكيد مقولة ان هذا التحالف يمثل 86% من المسيحيين، والموارنة تحديدا! وهذا، تصديقاً لـ«استطلاعات الكترونية» أظهرت تأييداً واسعاً للمصالحة التي جرت في معراب، بين القوات وعون. واستطرد الفريقان لاعتبار ان كل من أيد المصالحة هو حكماً، وبالضرورة، مؤيد للتحالف السياسي بين الفريقين.
وأنطلق القواتيون والعونيون على حد سواء لتكريس حجمهما التمثيلي في صفوف المسيحيين الموارنة، مطالبين بانتخاب الجنرال عون رئيسا إنطلاقا من نسبة 86% المزعومة، ومشيدين بتحالفهما الذي يريدون تكريسه أيضا في الانتخابات البلدية المقبلة والنيابية من بعدها!
وحقيقة الامر ان هذه النسبة (التي تذكّر باستفتاءات «البعث») ليست واقعية، وأنه ليس هنالك إثبات على أن الاحصاء الالكتروني يعبّر فعلاً عن الواقع الميداني. وفي انتخابات الرابطة المارونية خير دليل!
ففي هذه الانتخابات، التي جرت قبل ٥ أيام، تحالفت القوات وعون، برعاية الكنيسة المارونية، لدعم لائحة النقيب السابق انطوان قليموس. وانضم الى التحالف كل من النائب نعمة الله ابي نصر، الذي له باع طويل وتأثير مباشر في صفوف المنتسبين الى الرابطة. ومعه ايضا رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه. وانضم حزب الكتائب الى التحالف ايضا بعد ان تمثل بالمكتب التنفيذي للرابطة. كما إنسحب العميد المتقاعد ابراهيم جبور، مرشح النائب سليمان فرنجيه من المعركة الانتخابية، بعد ان فرض الجنرال عون توفيق معوض على لائحة النقيب قليموس في اول رسالة سياسية عونية لفرنجيه، تمثلت بإقصائه عن الرابطة بترشيح معوض لمنصب نائب الرئيس.
التحالف إذا لم يكن عونيا-قواتيا صرفاً، بل مدعوما من الكنيسة المارونية، ومن شخصيات وازنة في المجتمع المسيحي.
ومع ذلك لم تتجاوز النسبة التي حصل عليها 62.5% من مجموع المقترعين، إذا أخذنا في الاعتبار ان الهيئة الناخبة تتألف من 948 منتسبا إقترع من بينهم 767 مقترعا، وللمرة الاولى يسجل إقتراع اكثر من 77% من مجموع الهيئة الناخبة.
وقد تنافس على مقعد نائب الرئيس كل من توفيق معوض على لائحة قليموس المدعومة من كل الاطراف والمرشح المستقل غسان خوري.
وحاز معوض على 441 صوتا، في حين حاز منافسه المستقل، على 287، اي ان خوري حاز منفردا، على نسبة 37.5% من المقترعين الموارنة!
مراقبون في بيروت اعتبروا ان الاستحقاقات الانتخابية هي خير مؤشر على إتجاهات الرأي العام، في حين ان الاحصاءات الالكترونية تكون عرضة للتلاعب بارقامها ونتائجها. خصوصا ان من يؤيد المصالحة لا يعني بالضرورة انه يؤيد تحالفاً سياسياً بين القوات وعون.
ومقابل مزاعم أن التحالف يمثل 86% من الموارنة، فقد أشارت نتائج انتخابات الرابطة المارونية الى أن التحالف مدعوما من الكتائب ومن البطريرك وشخصيات مارونية، حاز على 62.5% فقط. وإذا وضعنا الكتائب والشخصيات المارونية الاخرى جانباً، وضرورة وقوف الكنيسة المارونية على الحياد في أي خلاف سياسي مسيحي، فإن التحالف العوني-الجعجعي يمثّل ما يقلّ عن 50% !
مع احترامي للكاتب، اولا التحالف هو عوني قواتي و ليس جعجعي ، القوات هو حزب قضية و ليس حزب أشخاص. ثانيا انتخابات الرابطة المارونية لا تعكس المسيحيين بل تعكس الموارنة فقط و ال ٥٠ بالمئة المفترضة أو أقل هي كافية لتكون تمثل أكثر المسيحيين لذلك بالنسبة للكاتب عليه أن ينظر إلى النصف الملان من الكوب . إذا كان تحالف عون و القوات يمثل ٥٠ بالمئة فعلى باقي الموارنة الاتفاق على رأي واحد و التحالف على مشروع واحد كي يمثلوا حجم التحالف العوني القواتي …