إلا المقدس.. هكذا تراهم يتناهبون وسائل الإعلام.. والمقدس عندهم كل شيء يمالئ توجهاتهم الفكرية والسياسية والايديولوجية، وخلاف ذلك يقع تحت طائلة الاقصاء والردة والتكفير.. ان هذا التوجه الاصولي الاخواني السلفي الخميني المعادي والمناهض للحداثة والتحديث.. يقوم باستخراج وتخريج ذرائع زائفة لا تمت الى ديننا الحنيف الاسلامي بشيء.. هذا الدين المشغول بحرية الانسان والمناهض لعبوديته واذلاله.. وقد اصبح نهبا لمن هب ودب واعتمر العمامة وقصر الثوب واطال اللحية.. وراح يهوش من على منابر المساجد ودور العبادة ووسائل الاعلام والفضائيات وفي اصدار الفتاوى فيما يجوز وما لا يجوز من الحلال والحرام!! واحسب انهم يشكلون عوائق مادية ومعنوية ضد التطور والتحديث في المجتمع.. ويقومون باظهار سماحة الدين وقيم تراحمه وتواصله مع الاديان الاخرى بمظهر العنف والتطرف والتخلف واثارة البغضاء والكراهية والكذب والافتراء والتزوير ضد الآخر!!
وكم كان جهولا وعدوانيا ومفتريا وأفاكاً هذا الذي وضع من نفسه إماما وداعية ومرشدا اسلاميا.. والذي ينقله لنا موقع »”شفاف الشرق الاوسط” بلحمه ودمه وهو يقوم بتوصيف الحور العين في الجنة: في بص وبياص اجسادهن ورقة نحورهن ونهوض صدورهن وامتلاء عجيزاتهن وضوع عطر روائحهن وعذب غنجهن وسحر تطارف رموشهن وعواء انوثتهن وتفجر شهواتهن.. وكأنه هو عائد توا من عندهن!! هكذا كان هذا الداعية باسم الدين يدعو عباد الله من المسلمين ضد اليهود والنصارى ومن والاهم من الحكام الكفرة، ويحض الشباب على الشهادة لاحتضان الحور العين والتمتع بهن في جنة الخلد والنعيم!!
وتستقيم مثل هذه المواقف والدعوات وان اختلفت وتباينت حدة تطرفها لدى الاسلام السياسي من القوى السلفية والاخوانية والخمينية في تأثيم وتكفير ومجاهدة الحداثة والتحديث من واقع انها كفر وإلحاد لانها تحث على الابداع والتغيير والتجديد، وتراهم متطرفين في كل شيء حتى في خصائص ذواتهم الروحية والنفسية، ويرون فيها انها عالمة ومطلعة على كل شؤون الدنيا والآخرة، وهي قوامة على كل شيء.. ويرون ان كل شاردة وواردة في الدنيا والآخرة مدرجة في النصوص القرآنية، وانهم وحدهم دون غيرهم القيميون على قدسية هذه النصوص.. وان اكثر ما يثير غضبهم ويؤجج الاحقاد في نفوسهم تلك القيم الانسانية الابداعية في الثقافة والادب والفن والغناء والطرب والرقص والموسيقى.. ويرون ان في ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. هكذا يدفعون بحق ومن دون حق جمهور المبدعين والفنانين الى نار جهنم وبئس المصير!!
فالإبداع اذن يحرك المقدس في التاريخ ويتلاعب بقيمه العبادية والروحية.. ومنذ التاريخ كانت كتب الفن والإبداع تلاحق وتمنع وتحرق؛ فالحسبة الدينية المتطرفة تناهض الابداع وتصد ذرائعه الكافرة التي تمس المقدس. وقد اشرت ان الكاتب المبدع احمد الشهاوي يؤكد في كتابه “الوصايا في عشق النساء” ان النبي “ص” كان متسامحا ومتحررا وقد مر بامرأة تتغنى: »”هل علي ويحكما ان هويت من حرج” فابتسم النبي وقال: “لا حرج انشاء الله” وهو يضع امامنا نصوصا رقيقة عذبة تشف شغاف مجاز الخيال والابداع في اسقاطات مجازية لغوية ابداعية يستنبط منابعها من التراث وهو كمبدع يموج استقراءاته بمخزون نصوص التراث ويلقي بها في حضن المتلقي.. واحسب ان الفن الابداعي الرفيع يعطي خصوصية ما يمكن ان تنسحب لقراءات نصوص متعددة بمشغول استدراج النصوص في تناصها، والعمل على اعادة انتاجها بروح جديدة مغايرة عن معانيها النصية السابقة في اضافة قيم جمالية عليها.. مثل: “اللهم ارسل لي شفيعا بيني وبين من اعشق” او “اللهم لا تلمني فيما لا املك وهو الحب” او “ربنـا لا تحملنـا مــا لا طاقة لنا به وهو العشق” او »”لا تضيعــي العمــر في نوم الليل لانه خلق للعشق” انها نصوص مفعمة بوجد صوفي دنف في معارفه الروحية والنوارنية.. نصوص تنوء عناقيدها الريانة بميلوديا لحظات العشق وافتراضات المقاصد.. والظلاميون اذ يناهضون الابداع لغيرهم.. فانهم يطلقون لخيالهم وصفا مجازا وابداعا لحور العين والوالدان المخلدون ويستثيرون العواطف ومشاعر الشهوات لدى الشباب في دفعهم الى الشهادة في سبيل الارتماء في احضان حور العين في الجنة: كما ظهر لنا احدهم في »شفاف الشرق« يفيض وصفا لحور العين ويدعو الى الجهاد لنيلهم!!
* كاتب واديب سعودي
مواضيع ذات صلة:
إلا المقـدّس!
مقالك اصابني ليس بالحيرة وانما بالغثيان
فمع انني ضد الفكر التكفيري الا انني احتقر المتفيهقين
إلا المقـدّس!كلنا نرفض الفكر السلفي ونعتبره فكر غير منتج وذلك بسبب الفهم الحرفي للنص الا انك حصل لك خلط بين التيارات الاسلامية فهناك من يفهم الاسلام فهما متخلفا خصوصا الفكر التكفيري وهناك منهم سلفي لكن له نوع من الاعتدال وهناك من يفهم الاسلام فهما ناقصا كما اذا اعتمد على ادوات ظنية وهناك من العلمانين كمثال حامد ابو زيد والمدرسة الحداثتية كذلك لا تفهم تصورات الاسلام ومفاهيمة بصورة صحيحة وكثير ما الغت الحقائق الثابتة وهناك في الساحة الشيعة كذلك تيارت مختلفة منها وهي القليل جدا من يحمل فكر الغلو كما الاشخاص الذين يعتمدوا على افكار احمد الاحسائي وكاظم الرشتي وجماعة الاحقاقي… قراءة المزيد ..
إلا المقـدّس! نعم سقطت الشيوعية في كل مكان , لا ترى من الغرابة إن آل سعود يرقصوا رقصتهم المشهورة مع الرئيس- الشيوعي سابقا حتى نخاع العظام في داركم – الروسي وبأيدهم السيف تعبير عن طلب الدفاع من بوتين العضو السابق للحزب الشيوعي وأبوة كان أيضا عضو الحزب الشيوعي استشهد في حرب ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية, هم الشيوعيين غيروا فقط الغطاء فهرعتم إلى تقبيل إقدامهم , هم حافظوا على الجوهر من اجل وحدتهم وبقائهم كشعب, كأمة, كبلد, كبير واسع النطاق , هم على الأقل لديهم من العلم والعقلانية في الدفاع عن مصالحهم وشعبهم ,ووحدتهم رغم تنوعهم القومي والديني والجغرافي… قراءة المزيد ..
إلا المقـدّس!
سقطت الشيوعية في كل مكان , ولم تبق متمسكة بأهدابها إلا ثلة قليلة منبوذة لم تستطع إستيعاب أن المشروع الذي قضت جل حياتها في الترويج له فشل فشل ذريعاً .
لهذا هي تنوح وتتباكى وتوزع الشتائم يمنة ويسرة , ومقال السيد إسحاق يسير في هذا الاتجاه .
اللهم لا شماته
إلا المقـدّس! هكذا الهستيريا الإسلامية العربية تتوسع وتتفشى . (المقدس عندهم كل شيء يمالئ توجهاتهم الفكرية والسياسية والإيديولوجية، وخلاف ذلك يقع تحت طائلة الإقصاء والردة والتكفير) فادا الإسلاميين يتهموا الأخريين بكل أنواع الكفر , ويوعدوا بالجنة وممارسة الجنس التقليدي والغير تقليدي ( اللواط ) , فان القومين قد اتخذوا طريق أسهل ولكن أكثر غرابة , من لا يتفق مع أهوائهم السياسية, يصبح عميل للخارج ,وجاء إلى هده الدنيا بطريقة عجيبة اسمها” زنى “, وأمهاتهم عاهرات , والزاني هي قوى خارجية ضد مصالح الوطن ( يعني الشعب اليمني الجنوبي كله ما يقارب اثنين مليون أولاد عاهرات ؟ كهدى وباختصار السلطة اليمنية… قراءة المزيد ..
مقالك اصابني بالحيرة يا استاذ اسحق الاستاذ اسحق هو سعودي .. وايضا ابن الشيخ يعقوب .. فهو اذا يكتب من خبرة ومعرفة بالبيئة السعودية .. وكما اعرفها جيدا .. وهو في بعض النقاط التي ذكرها على حق .. ولكن ما حيرني هو انه …. وضع على رف واحد .. الاخوان .. والسلفية الوهابية الظاهرية … والخمينية الشيعية … ونزل بها جميعا ذبحا.. وسلخا .. وشويا.. وسلقا … طيب من بقي من تيارات الاسلام حتى نتبعه ويرضى عنه ابن الشيخ يعقوب ؟ … اتريد ان نتبع مفتي عام سورية الشيخ احمد حسون .. مثلا ولانك لم تذكره في معرض الهجوم …؟… قراءة المزيد ..