(الصورة: من اليمين “حجة الإسلام محمود علوي”، وفي الوسط مدير مكتب المرشد “محمد محمدي قلبايقاني”، ثم “حجّة الإسلام محمد علي الهاشم” الممثّل الجديد للمرشد ومسؤول “المكتب الإيديولوجي-السياسي” في الجيش”)
*
كشف موقع “روز”، اليوم الأحد، أن أحمدي نجاد قام بإقالة نائبين جديدين لوزير الإستخبارات، بحيث يصل عدد نوّاب وزير الإستخبارات (المُقال “محسن إجئي”) إلى أربعة.
وبعد إقالة نائب الوزير لشؤون الثقافة، “الحاج حبيب الله”، ونائب الوزير لمكافحة التجسس “خزائي”، فقد كشفت مصادر مطلعة أن نائب الوزير للشؤون التقنية، “فيروزآبادي”، ونائب الوزير للعلاقة مع البرلمان، “منصوري”، قد أقيلا من منصبيهما أمس السبت. وهنالك تكهنات منتشرة على نطاق واسع بأن نائب الوزير لشؤون الأمن الداخلي سوف يُقال قريبا بدوره.
وتكشف الإقالات المتلاحقة عن مدى الخلافات التي شهدها جهاز الإستخبارات بعد إنتخابات 12 يونيو.
وقد أكّد موقع “بازتاب” Baztab الذي يشرف عليه قائد الباسداران السابق، محسن رضائي، خبر إقالة نائبي الوزير الإضافيين.
كما أكّد الإقالتين الجديدتين “حسن يونسي”، وهو إبن وزير الإستخبارات في عهد محمد خاتمي (1997-2005) إقالة “فيروزآبادي” و”منصوري”، ووصف الإقالات بأنها “غير مسبوقة في الوزارة منذ تأسيسها، وستلحق أضراراً كبيرة بجهاز الإستخبارات”.
وكتب “حسن يونسي” على موقعه الشخصي: “تقول مصادر موثوقة أن فريقاً إستخباراتياً جديداً بقيادة “ح. ط.” و”أ.س.” (وكلاهما ضابط محترف في الوزارة) يقود عملية التطهير تنفيذا لرغبات يكنّها منذ زمن طويل أفراد وجماعات سياسية. وكانت وزارة الإستخبارات تحلم بتنفيذ رغبات الجماعات السياسية المتصلبة الموجودة خارج الوزارة منذ عهد الوزير يونسي، ولكن يونسي حال دون تحقيق ذلك وحافظ على إستقلالية الوزارة”.
وأضاف موقع “روز” أن الإشارة إلى “ح. ط.” تعني “حسن طيّب”، وهو الرئيس الحالي لميليشيا “الباسيج”، وإلى “أحمد سالك”، وهو ممثل القيادة في وحدة إستخبارات “الباسداران” ورئيس لجنة الإختيار في إدارة أحمدي نجاد.
*
إنقلاب في الإنقلاب: نجاد يقيل قادة الإستخبارات وخامنئي عزل قيادات بارزة في الجيش والشرطة
في حين تتركّز الأنظار على الإحتجاجات السياسية في إيران، فقد جرت تغييرات واسعة النطاق في القيادات العسكرية وقيادات الإستخبارات وقيادات الشرطة، حسب تقرير نشره موقع “روز” الإيراني.
وقد أعلن أعضاء في مجلس الشورى، يوم أمس، أنه بعد أسبوع واحد من إقالة وزير الإستخبارات “غلام حسين محسن إجئي” (كان ضد بثّ “إعترافات” المعتقلين حسب بعض المصادر– الشفاف)، فقد قام محمود أحمدي نجاد بإقالة إثنين من أهم نوّاب الوزير ومن أكثرهم خبرة. ونقلت جريدة “إعتماد ملّي” عن رئيس “لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية” في المجلس، “علاء الدين بروجردي”، أنه “بعد عشرين عاماً من العمل في وزارة الإستخبارات، فقد تمّت إقالة نائب الوزير لشؤون مكافحة التجسّس ونائب الوزير الخاص (للشؤون الخاصة).
وقال “علاء الدين بروجردي”: “لقد علم أعضاء لجنة الأمن القومي من الصحف بخبر إقالة “المدير الخاص لوزارة الإستخبارات الحاج حبيب الله”، وبخبر إقالة مدير مكافحة التجسّس. ولم تتمّ إستشارة المجلس حول تلك التغييرات”.
وقد أكّد نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس، “حسن سبحاني-نيا” أن إقالة المديرين تمّت بناءً على أوامر أحمدي نجاد، وأضاف: “قبل أيام، وفي سياق إنتقاده للوزير محسن إجئي، فقد قال أحمدي نجاد أنه غير مرتاح لإثنين من نوّاب الوزير، وأن وزير الإستخبارات كان قد دأب على رفض إقالتهما. ولكن أحداً لم يتصوّر أن المقصودين بكلامه هما الحاج حبيب الله وخزائي”.
وأضاف: “خلال العشرين عاماً الماضية كان يتم تعيين شاغلي هذين المنصبين،عادةً، بالتشاور مع القائد الأعلى، ولذا فقد شعر الجميع بالصدمة لأن أحمدي نجاد أقالهما دون التشاور مع كبار مسؤولي الدولة”.
وقبل هذه الإحتجاجات من أعضاء المجلس، كان وزير الإستخبارات السابق والمدّعي العام الحالي “غوربان-علي دوري نجف آبادي” قد حذّر من التغييرات الشاملة في وزارة الإستخبارات.
وجاء في رسالة صادرة عنه أن “الدور الرئيسي والمكانة الرئيسية لوزارة الإستخبارات في تأمين وصيانة إستقرار البلاد وفي توفير الخدمات الأمنية والإستخباراتية للنظام كله تفرض على المسؤولين أن يراعوا مصالح البلاد عند النظر في الإقالات والتعيينات”.
إقالة ضباط ومسؤولين كبار في الجيش
وتأتي إقالة وزير الإستخبارات واثنين من أهم نوّابه بعد تغييرات شاملة حدثت في قيادة الجيش العليا بعد إنتخابات الرئاسة الأخيرة.
فمؤخراً، قام آية الله خامنئي باستبدال ممثّله الخاص في قيادة الجيش ورئيس “المكتب الإيديولوجي-السياسي”، “حجّة الإسلام محمود علوي”، بـ”حجّة الإسلام محمد علي الهاشم”.
وتحدث مدير مكتب المرشد، “محمد محمدي قلبايقاني”، في المناسبة زاعماً أن “التغيير كان ضرورياً بسبب بدء عضوية محمود علوي في جمعية الخبراء”. ولكن الإنتقادات التي وجّهها “محمد محمدي قلبايقاني” لـ”حجّة الإسلام محمود علوي” كشفت أن القائد الأعلى كان مستاءً من ممثّله في الجيش.
وقال مدير مكتب المرشد “محمد محمدي قلبايقاني” في المناسبة نفسهاأن “الجيش ينبغي أن يقوم بالمزيد لكي يحرز رضى آية الله خامنئي… إن العمل الذي تمّ إنجازه في “المكتب الإيديولوجي-السياسي” قيّم جداً ولكنه ما يزال غير كافٍ”!
وبعد يومين فحسب من مباشرة ممثّل القائد الأعلى الجديد منصبه في الجيش، تمّت إقالة إثنين من كبار قادة الجيش، وهما “البريغادير جنرال محمد كاظم بيزاوي” و”البريغادير جنرال حسين علي منصور” من منصبي قائد القوات البرّية الجنوبية، والغربية، على التوالي.
وقام قائد القوات البرية في الجيش، “الجنرال أحمد رضا بورداستان”، اللذي اتخذ قرار إقالة الضابطين بتعيين القائد السابق لـ”الوحدة المدرعة الـ92” في خوزستان، “البريغادير جنرال علي محاربي” قائد للقوات البرية الجنوبية، ثم عيّن “البريغادير جنرال منوشهر كاظمي” قائداً للقوات البرية الغربية.
عزل قادة الشرطة في خمس مقاطعات
في هذه الأثناء، تمت إقالة عدد من قادة الشرطة في مقاطعات “زنجان”، و”قزوين”، و”شهرمحل”، و”بختياري” و”مزانداران” من مناصبهم,
وقد قرّر قائد شرطة إيران، “إسماعيل أحمدي- مقدّم” إقالة ضباط الشرطة هؤلاء مع انتشار الإحتجاجات ضد نتائج الإنتخابات في مختلف أنحاء إيران.
وفي البداية، عزل قائد شرطة “زنجان”، “غلام حسين آغازاده”، واستبدله بـ”محسن حسن خاني”. ثم استبدل قائد شرطة “قزوين”، “هدايتي”، بالكولونيل “مسعود جعفري نسب”، الأمر الذي أثار ردود فعل متعددة في هذه المقاطعة.