قُتِلَ اليوم المسؤول العسكري في حركة فتح الفلسطينية وقائد مخيم “المية ومية” العميد فتحي زيدان، المعروف بـ”زورو”، بعبوة ناسفة، وُضعت تحت مقعد سيارته.
وقال امين سر حركة فتح في منطقة صيدا ماهر شبايطه :” كانت سيارته مركونة في منزله ومغلقاً عليها، وهو توجه من بيته الى اجتماع في مخيم “المية ومية” من اجل تعزيز الوضع الامني في المخيم، بناء على طلب منه. ووضع السيارة امام الحاجز، ومن الحاجز جاء الى مخيم عين الحلوة، وقبل الحاجز كان التفجير. يعني اين وضعت العبوة؟ لكن القوى الامنية اللبنانية ابلغتنا ان العبوة كانت موجودة تحت المقعد”!
مصادر فلسطينية قالت إن إغتيال “زورو”، يندرج في سياق سياسة وضع اليد على القرار السياسي للمخيمات الفلسطينية، خصوصا في الجنوب اللبناني. وأن اغتيال اليوم يُسقط آخر معاقل حركة فتح في “المية ومية”، خصوصا ان المغدور هو إبن المخيم، وإبن عشيرة فلسطينية، وقيادي تاريخي من قيادات حركة « فتح »، يأبى الاستتباع والاستلحاق، وكان على خلاف مع المسؤول الفلسطيني “سلطان ابو العينين”، لان الاخير أراد استلحاقه.
مجزرة لم يتم الكشف عنها!
وأضافت المصادر ان زيدان من الضباط الاقوياء، وكان معتداً بنفسه، وشارك في معارك الحركة مع الإسرائيليين، ويكنّ له أهالي المخيم احتراما لسلوكه ومناقبيته.
وتشير المصادر الى ان إغتيال “زورو”، يأتي في سياق سلسلة إغتيالات طالت سابقا 4 ضباط من الحركة، ومجزرة لم يتم الكشف عن عنها وتمت لفلفتها.
وتقول المصادر ان الصراع على قرار السيطرة على مخيم المية ومية بدأ بين المدعو جمال سليمان وأنصاره، الذين يطلقون على تنظيمهم إسم “أنصار الله”، ويلقون الدعم من منظمة “حزب الله”، وبين حركة « فتح ». فمنذ قرابة السنة ونصف السنة، قام “انصار الله”، بارتكاب مجزرة في مخيم المية ومية، فقتلوا عائلة رشيد المؤلفة من سبعة افراد، من رجال ونساء واطفال، وهؤلاء من فلسطينيي الشتات السوري، لجأوا الى « المية ومية » هربا من المعارك السورية، وكانوا من انصار حركة فتح، ثم انتموا الى جماعة « الدحلان »، واستطاعوا خلال فترة وجيزة، ان يجمعوا حولهم عددا من الأنصار بلغ قرابة 70 مسلحا. فما كان من جماعة “أنصار الله” بقيادة المدعو جمال سليمان، إلا ان قضوا على العائلة بكاملها، من دون ان يسمح لاي جهاز امني فلسطيني او لبناني بالتحقيق بالمجزرة او بالكشف عنها الى اليوم.
وتضيف المصادر ان “جمال سليمان” المدعوم من حزب الله، يتبعه قرابة 200 مسلح، ينتشرون في المية ومية ومخيم برج البراجنة، من دون ان يستطيع إحداث خرق في مخيم عين الحلوة، نظرا لطبيعة المخيم، ولحجم المشاكل التي تسبب بها سليمان في المخيم، والثارات التي تلاحقه وانصاره في عين الحلوة.
وسواء كان سليمان متورطا في عملية إغتيال القيادي الفلسطيني فتحي زيدان، ام لا، فالثابت ان “أنصار الله”، حققوا اليوم سيطرتهم على مخيم المية المية، بسقوط آخر حصن فتحاوي مقاوم.