شهد اجتماع دار الفتوى والمجلس الشرعي في لبنان اليوم مشادات كلامية أدت الى إنسحاب الرئيس نجيب ميقاتي من الاجتماع، قبل الاتفاق على صيغة البيان الختامي. وتعرض مفتي الجمهورية اللبنانية لحملة عنيفة في الاجتماع قادها كل من مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار والمفتي محمد علي الجوزو والمفتي خليل الميس على خلفية موقف قباني من البيان الختامي للإجتماع.
وكان الرئيس ميقاتي ومفتي الجمهورية اتفقا على بيان يلي إجتماع دار الفتوى والمجلس الشرعي وصف بأن “سقفه منخفض” بحجة الحفاظ على السلم الاهلي، الامر الذي دفع برئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة الى إعلان عن مشاركته في اجتماع سيكون بيانه الختامي دون مستوى الاحداث التي شهدتها البلاد في الايام الماضية.
وكان تركيز الرئيس السنيورة ينصب على إحالة جريمة قتل الشيخين في عكار الى المجلس العدلي، وتحميل الحكومة مسؤولية الامن في البلاد وإحكام سلطتها على الاجهزة الامنية، فضلا عن ربط ما جرى ويجري في لبنان بتداعيات ما يحصل في سوريا، ومحاولة النظام السوري زعزعة الاستقرار في لبنان كما تشهد رسالة السفير السوري في مجلس الامن بشار الجعفري.
ولدى محاولة الرئيس الميقاتي والمفتي قباني تجاوز شروط الرئيس السنيورة، ارتفع الصراخ بين المفتين الثلاثة والرئيس ميقاتي والشيخ قباني، ما أدى الى إنسحاب ميقاتي ورضوخ مفتي الجمهورية للشروط وتضمينها في البيان الختامي.
السنيورة لم يطلب إقالة قائد الجيش؟
وفي سياق متصل رد الرئيس السنيورة على ما ذكرته بعض المواقع الالكترونية من أن رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة قد قاطع اجتماع دار الإفتاء بسبب اشتراطه أن يتضمن البيان طلب إقالة قائد الجيش …الخ .
يهم المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة أن يوضح أن هذا الخبر مختلق ولا أساس له من الصحة جملة وتفصيلاً .
ويهم المكتب أن يعلن أن مقاطعة الرئيس السنيورة للاجتماع كانت بسبب عدم التطرق إلى بعض المواضيع التي كانت مغيبة في مسودة البيان والتي عاد المجتمعون وضمنوها بيانهم الذي صدر وخاصة البندين الثالث والرابع ، وعلى ذلك صدر البيان بموافقته.
وكان مجلس المفتيين في لبنان والمجلس الاسلامي الشرعي الاسلامي الاعلى إعتبر ان ما حصل في عكار اكبر من حادث، بل هو جريمة اغتيال موصوفة والفتنة بعينها، مؤكدا ان على المسؤولين تحمل تبعات ما حصل وما قد يحصل.
ولفت بيان الاجتماع الذي تلاه الشيخ محمد علي الجوزو الى ان وحدة الشعب في صيغة لبنان منذ تأسس بنيت على التراث التاريخي الذي راعيناه بكل صدق مع شركائنا المسيحيين، مؤكدا وحدة الدولة والمؤسسات في خدمة المواطن وان الفتنة التي عصفت بالوطن واحرقت بنارها الجميع تصدت لها دار الفتوى.
واشار المجلس الى ان “السلطة السياسية مدعوة لمواصلة تحمل مسؤوليتها كاملة تجاه ما جرى ويجري في البلاد، ان في طرابلس او عكار. فالاجهزة يجب ان تعمل تحت اشراف السلطة السياسية المسؤولة عن الامن والتي يجب ان تحاسب وتضبط الخلل الذي يبدو انه استفحل”.
وشدد على ان “لبنان يعاني من انعكاسات التطورات السورية وقد ظهر ذلك عبر رسالة بشار الجعفري المستغربة من ان طرابلس وعكار بؤرة للارهاب والقاعدة”، معتبرا “ان ما يأتي في الرسالة السورية مرفوض ومستنكر وينبغي ان يدفع السلطات اللبنانية بأخذها بالحسبان عند التصدي للاخلال بالامن”.
كما دعا “لاحالة قضية الاغتيال الى المجلس العدلي”، مطالبا “اهلنا في عكار وكافة ارجاء لبنان ضبط النفس والتعالي عن الجراح لاحباط المخططات المشبوهة التي تستهدف النيل من وحدة الوطن واحداث شرخ بين عكار والجيش اللبناني”.
الى ذلك، نفذت “هيئة علماء المسلمين” في لبنان، اعتصاما امام دار الفتوى في بيروت، تزامنا مع انعقاد مجلس المفتين والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى.