**
(الصورة: نائب دمشق السابق مأمون الحمصي مع الرئيس بوش في مؤتمر براغ للأمن والديمقراطية)
وجهت أمانة بيروت لإعلان دمشق رسالة إلى الرئيس جورج دبليو بوش موقعة باسم أمينها النائب السوري المعارض السابق وأحد سجناء الرأي والضمير محمد مأمون الحمصي طالبت فيها ألا يكون مؤتمر أنابوليس للسلام محطة لهزيمة مشروع الحرية والديمقراطية ودافع لانتصار الديكتاتورية على طموح ونضال وآمال الشعب السوري وشعوب المنطقة . ولقد نصت الرسالة على ما يلي :
السيد الرئيس جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المحترم .
إن شعوب المنطقة إنتظرت طويلا بعد مآسي وآلام وحروب طاحنة كان وقودها دوماً المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وشباب واعد إنتظرت أن تتوصل إلى سلام عادل وشامل وآمن .
إن مبادرتكم بعقد مؤتمر أنابوليس للسلام وسعيكم لإقامة الدولة الفلسطينية السيدة الحرة القابلة للحياة وفق القرارات الدولية هما خطوتان هامتان إيجابيتان لإقامة السلام في المنطقة .
إننا نرى أن أهم عوامل إنجاح أي مبادرة للسلام هو أن تقوم على أسس ومبادئ سليمة وصادقة بعيداً عن نشر الأحقاد والكراهية والتطرف والإرهاب بين شعوب المنطقة .
إن دعوة النظام السوري إلى مؤتمر أنابوليس خلّف لدى شعبنا مشاعر الصدمة والدهشة والاستياء بعد انتظاره الطويل لتحقيق وعودكم في العمل على إنهاء الدكتاتورية والإرهاب بكل أشكاله في المنطقة والتي تجسدت في خطابكم في مؤتمر الأمن والديمقراطية في براغ – والذي عقد بتاريخ 5/6/2007/- بقولكم : (( أنا أضمن لأمريكا تحقيق الهدف الوحيد وهو إنهاء الحكم الاستبدادي في العالم )).
إن النظام الدكتاتوري البعثي السوري هو أبشع أنواع الديكتاتوريات في العالم لما قام ويقوم به من مجازر وتجوع بحق شعبنا عبر فساده ونهبه لثروات الوطن وزجه رموز المعارضة في السجون بأبشع معاملة لا إنسانية وعدم كشفه عن آلاف المفقودين في سجونه وعبر انتهاكه لأبسط الحقوق والمواثيق الإنسانية.
إن هذا النظام أثبت للعالم أنه مصر على تنفيذ برنامجه التخريبي في المنطقة وأنه أصبح مكشوفاً لديه .
إن أيدي هذا النظام مليئة بالدماء بعد أن زج وورط خيرة شباب سوريا والعرب وأرسلهم للقتال في العراق فقتلوا الجنود الأمريكيين والعراقيين وعشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء مخلفين ورائهم آلاف
الجرحى والمعاقين .
إن هذا النظام المتمرد على الشرعية الدولية وقراراتها خصوصاً في الشأن اللبناني قد مارس أبشع أنواع القتل والتسلط والتدخل والهيمنة في لبنان جاعل من سوريا مقراً وممراً لتدفق الأسلحة والإرهابيين بهدف تخريبه وإزالة كيانه المستقل .
إن هذا النظام لايحمل في مشروعه أي نية صادقة لإقامة السلام وقد عمل على مدار سنوات طويلة لشق الصف الفلسطيني ووضع العوائق وأثار الفتن لتمزيقه ومنع وحدته .
إن هذا النظام الذي يبث الأحقاد والكراهية في مختلف وسائله الإعلامية والتعليمية ضد شعبكم وشعوب العالم الحر غير جدير بأن يدعى إلى مؤتمر سلام ولقد اعتاد هذا النظام أن يعقد الصفقات في الظلام ويقدم التنازلات من أجل بقائه وهيمنته في المنطقة .
إن زيارة المعارض السوري الدكتور كمال اللبواني إلى بلدكم لبضعة أيام من أجل إيصال نداء الحرية للشعب السوري كان ثمنها أن يزج في السجن بحكم بربري وصل إلى اثني عشر عاماً .
إن قراركم منذ أيام بحجز أموال أصغر أفراد العائلة الحاكمة العقيد حافظ مخلوف فسّره النظام بأنه ضغط غير مجدي .ولقد لاقى استياء من الشعب لأنه كان يتمنى قراراً مشتركاً مع المجتمع الدولي بحجز أموال الكبار في العائلة وأن توضع هذه الأموال كأمانة تتم إعادتها إلى شعبنا بعد زوال النظام
السيد الرئيس
إننا نطالب بمزيد من العزل والمواجهة مع النظام الدكتاتوري السوري وليس بمزيد من الاستيعاب الذي يدعم إرهابه وديكتاتوريته .إن سياسة الاستيعاب تشوه انطباع شعبنا الإيجابي بالاقتناع بأن هدفكم الوحيد إنهاء الحكم الاستبدادي في العالم .إن مطلبنا بمزيد من العزل والمواجهة مع النظام يوفر على شعبنا المزيد من العذابات والآلام التي يعانيها .إن الشعب السوري ينتظر بفارغ الصبر أن يتحمل بلدكم العظيم المسؤولية الكبرى في سوق هذا النظام إلى قفص العدالة لينال جزاءه على كل ما اقترف من جرائم بحق الإنسانية .
السيد الرئيس
وتقبلوا فائق التحية والاحترام
أمين أمانة بيروت لإعلان دمشق
محمد مأمون الحمصي
بيروت المكتب الإعلامي للأمانة 24/11/2007/