الشفاف- طرابلس
بعد الهجمات المتكرّرة لما يسمّى بـ”الثوّار” على مقر “المؤتمر الوطني العام” بطرابلس، قرّر عدد من أعضاء المجلس جمعَ التواقيع على قرار لنقل مقرّ المجلس إلى مدينة “البيضاء” بشرق ليبيا، وهي تبعد ٢٠٠ كلم إلى الشرق من “بنغازي”.
ويبدو أن معظم القوى السياسية المنظمة ستوافق على قرار الإنتقال، مع أنه يعني ضمناً أن “طرابلس” ليست مدينة” “محرّرة”، رغم تحريرها من قبضة القذافي قبل أكثر من سنة.
وكانت “البيضاء” المقرّ الصيفي للحكومة والبرلمان في عهد الملك السنوسي.
ويُذكر أن “البيضاء” هي عاصمة محافظة الجبل الأخضر وهي أكبر مدنها ومركزها الرئيسي والإداري، كما تعد ثاني كبرى مدن المنطقة الشرقية وأهمها بعد بنغازي. وتسمى كذلك “مدينة الثلوج” نظرًا لتساقط الثلوج عليها شتاءً، وهي معروفة بجوها المعتدل صيفًا، أما في الشتاء فإن شتاء مدينة البيضاء بارد وتعرف كذلك بـ”عروس الجبل الأخضر”.
كانت البيضاء تُعد لتكون عاصمة جديدة لليبيا في فترة نهاية الحكم الملكي، حيث ضمت المباني الحكومية والإدارية مثل مجلس الوزراء ووزارة العدل، وكان سبب عدم إعلانها كعاصمة رسمية بمقتضي الدستور هو انتظار إكمال المباني بها، إلا أن هذه الخطة لم تنفذ بسبب مجيء حكم القذافي.
ضد اختيار وزير الخارجية ووزير الأوقاف!
وكانت “وكالة أنباء التضامن” الليبية قد ذكرت أن هدوء حذراً ساد مقر المؤتمر الوطني العام بعد فترة استمرت ساعات من الفوضى والاحتجاجات تخللها إطلاق نار كثيف بين المتجمعين.
وذكر مصدر مطلع لـ”وكالة أنباء التضامن” من وزارة الداخلية أن خلافات دارت بين كتيبة شهداء سوق الجمعة وتاجوراء وعناصر من الإسناد الأمني أثناء محاولة بعضهم اقتحام مقر المؤتمر الوطني؛ رفضًا لاختيار وزير الأوقاف ووزير الخارجية، في حين قام الطرف الآخر بمنعهم من الدخول، مشيرًا إلى إصابة أحد الأفراد من رئاسة الأركان من مدينة مصراتة.
وأضاف المصدر ذاته أن إطلاق النار تركز في الهواء لمحاولة تفريق الحشود من المواطنين والمحتجين إلى جانب الأعضاء التابعين للكتائب الأمنية المختصمين.
ونقلت وكالة أنباء التضامن الليبية عن عضو تكتل بنغازي عاصمة اقتصادية “قيس البكشيشى” أن الهجوم الذي مر به المؤتمر الوطني العام يوم أمس عمل غير مقبول إطلاقًا.
واستهجن البكشيشي اقتحام المؤتمر من قبل بعض المجهولين، مؤكدًا أنه مع حرية الرأى والتعبير، وضد استخدام العنف.
وقال البكشيشى لـ”وكالة أنباء التضامن” إن تكتل بنغازي عاصمة اقتصادية يرفض وجود أي شخص في التشكيلة الوزارية المقترحة قد عمل في النظام السابق مع التحفظ على بعض الوزارات.
وقال النائب محمد عماري إن البرلمان لم يتخذ قراراً رسمياً بنقل جلساته إلى مدينة البيضاء، مشيراً إلى أن أكثر من 30 نائباً وقعوا على قرار يطالب رئاسة البرلمان بنقل الجلسات إلى مدينة البيضاء.
ولفت إلى أن الانتقال سيكون مؤقتاً، موضحاً أن اختيار مدينة البيضاء يعود إلى كونها مدينة صغيرة ويمكن تأمينها بشكل سريع.
“إنقلاب يومي” في ليبيا!
وبدوره، أكد النائب محمد الزروق على أن هناك مقترحاً بالفعل لنقل جلسات البرلمان، موضحا أن اقتحامه وإطلاق الأعيرة النارية خلال التصويت على حكومة زيدان أعطت مؤشرًا بأن الحراسة الأمنية في طرابلس عاجزة عن السيطرة على الوضع الأمني وحماية جلسات.
وقال الزروق إن هذا الأمر يستدعي تغيير مكان انعقاد الجلسات إلى مكان آخر، ومن الممكن أن يكون مدينة البيضاء.
ومن جهته، أوضح النائب علاء المقريف، أن العالم يعتبر الهجوم على البرلمان كل يوم، بمثابة انقلاب يومي في البلاد، مضيفاً القول إن العالم ينظر إلى «الاقتحامات اليومية لجلسة البرلمان على أنها انقلابًا يحدث في ليبيا»، موضحًا أن هذه «الاقتحامات تشير إلى أن هناك ضعفا أمنياً».
وقال المقريف: «كان من المفترض أن تكون قرارات البرلمان من النواب أنفسهم.. إلا أن المحتجين بينوا للرأي العام أنهم يستطيعون الضغط على أعضائه بهذه الاحتجاجات وتغيير قراراتهم».