بين حزب الله وجريدة الاخبار عتاب وخلاف بلغ حد سحب الحزب عناصره من الجريدة وعلى المستويات كافة من امنيين للحراسة وصولا الى عمال مقسم الهاتف إنتهاءا بالمحررين! والأسباب كثيرة، يختلط فيها المال بالسياسة، ونبيه برّي بجميل السيد وحسن خليل، وقطر وبشّار الأسد، والعلاقة بجهات أجنبية! وربما يدخل فيها، أيضاً، عدم ثقة الحزب الغريزية بمن “يفكّون الحرف”، خصوصاً من الشيعة!
مصادر في حزب الله قال إن الخلافات لها جذورها وبدأت بالسابق حول شكوى الحلفاء من الجريدة، وجاء نشر وثائق ويكيليكس التي تناولت رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبعض ازلامه “القشة التي قصمت ظهر البعير” حيث اتخذ بري قراراً بتفجير مشاكل في عدد من قرى الجنوب.
خصوصا ان ما نشر اوحى بأن حزب الله يتخلى عن بري. وعلى الاثر بدأت الاشكالات الجنوبية بين امل والحزب تتفاقم، ما اضطر نصر الله إلى إعلان موقف حاسم من الاخبار خلال خطبة عصماء، وبعدها تم سحب أعضاء الحزب من الصحيفة.
وبدأ الأمر في موقع الأمن والحراسة وتبعه مباشرة في موقع السنترال ليصل إلى الموقع المتقدم أي صفحة الإسرائيليات.
حاول ابراهيم الأمين التدخل سريعا لحل المشكلة عبر طلب موعد من نصر الله، ولكن الوسيط بين الرجلين قال له لنؤجل الموضوع قليلا حتى تهدأ النفوس.
فتدخل إبراهيم الأمين لدى الأسير المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي سمير القنطارالذي تربطه علاقة قوية بنصر الله. ذهب القنطار وهو يأمل أن يجد تجاوباً لدى قيادة الحزب ونصرالله، ولكنه ردّ خائباً وسمع ما يشير بأن للصبر حدودا والمسألة ليست ويكيليكس فقط، بل هناك العلاقة مع قطر والعلاقة مع الفرنسيين وغيرها! فسجّل الصحيفة صار لدى الحزب غير نظيف، والمطلوب اكثر من تنظيفها المطلوب هو قطع خيوط الصلة مع الكل والالتزام بموقف الحزب كاملا.
علاقات بجهات أجنبية!
وأشارت مصادر الحزب الى أن بعض العاملين في الجهاز الخارجي للصحيفة هم “على صلة بجهات اجنبية”، او يعملون على خطين، ما يعني انهم فاتحين ممانعة وبنفس الوقت فاتحين خطوط جانبية. وهذا ما يفسر، ربما، إستغناء الجريدة عن مراسلها في باريس بسام طياره، في حين سرت شائعات غير مؤكدة بشأن الاستغناء عن مراسل الجريدة في واشنطن نزار عبود.
“ألعاب” جميل السيد ضد نبيه برّي!
وأضافت المصادر ان من بين اسباب الخلاف الكبرى ما وصفته بـ”الالعاب” التي يمارسها اللواء جميل السيد وابراهيم الأمين وهذا ما لن نتحمله ولن نقبل به ولن نسمح لهما باستكماله، فجنون جميل السيد وحقده على نبيه بري سيؤدي حتماً إلى معارك داخلية بيننا وبين حركة أمل، ونحن لن نسمح له بأن يدمر ما بنيناه خلال سنوات”!
اما بالنسبة إلى رئيس مجلس الإدارة، حسن الخليل، قالت المصادر إن الاخير أراد الإضرار ببري ليحجز له مقعدا نيابيا، معتقدا ان هذه المعركة ستجعله من ابرز المرشحين. فيما الحزب لم يعد بوارد تقديم الهدايا لأحد، لأن المسألة أكبر من هدايا، والمسألة لم تعد تحتمل تجربة اشخاص لا تعرف من اين ينبتون… حتى ولو كانوا مقربين لفترة من الحزب.!
مصادر أخرى أشارت الى أن رئيس مجلس إدارة الجريدة “حسن خليل” يعمل في لندن بصفة “بروكر” للقادة القطريين، وأن ما يثار عن ثروته الطائلة إنما هو مزج بين أموال القطريين الموضوعة بتصرف خليل وأمواله الخاصة، ليتضح مؤخرا أن اموال القطريين هي التي تقف وراء تمويل الصحيفة اللبنانية “الاخبار”، حسب ما ذكرت المعلومات. وربما كان هذا ما يفسّر الموقف “المعقول” لجريدة “الأخبار” من أمير قطر، في حين اتّهمته جريدة “السفير” بما يعادل “الخيانة العظمى” لصالح إسرائيل! (مقال ملاك عقيل: “لماذا قرر نصر الله تفادي الاجتماع مع «الأمير المفدى» في تموز الفائت؟”)
وتشير المعلومات أيضا أنه لدى تأسيس الجريدة تم إيكال أمر تركيب غرفة الاخبار فيها الى الصحافي الراحل جوزف سماحة، فأدخل عناصر صحفية شابة ومخضرمة وفق معايير وضعها سماحة وسعى الى إحترامها قدر المستطاع، وفي يقينه أن بإمكانه أن يصدر صحيفة تنافس لتأخذ مكانتها بين الصحف اللبنانية والعربية.
ومع وفاة سماحة المفاجئة، تولى إبراهيم الامين رئاسة تحرير الصحيفة، وما يزال يشرف عليها الى اليوم.
كان الغزل القطري مع الحزب الالهي قائما الى حين إندلاع الانتفاضة السورية، وكان التناغم بين الجانبين مدعاة إرتياح للصحيفة وللعاملين فيها، الى أن إندلعت إنتفاضة الشعب السوري، وكان على الصحيفة أن تختار بين التمويل والسياسة. ولأن التمويل يمثل بحبوحة مالية، بدأ الإنحياز له، ما إنعكس مواقف تجاوز فيها صحافيو الأخبار جميع نظرائهم اللبنانيين في ما يتعلق بالانتفاضة السورية التزاما بتوجيهات الممول القطري.
ففي حين التزم صحافيو المستقبل وقى 14 آذار الصمت حيال ما يجري في سوريا، على قاعدة عدم التدخل في الشأن السوري لأنهم يرفضون تدخل سوريا في الشأن اللبناني، كانت الاخبار تشطح في تناول الشأن السوري، بالتزامن مع حملة نصح فريدة من نوعها بضرورة ان ينتهج الرئيس السوري بشار الاسد طريق الاصلاح بناء على نصائح تصله عبر جريدة “الاخبار”، ما أغضب طبعا القيادة السورية، والحليف المحلي الابرز حزب الله.
حزب الله ما زال يصر على عدم عودة عناصره الى الجريدة وهو يعتبر انه يعطي “الاخبار” جمهورا يقرأ ويضع اعلانات العزاء فيجب ان يوافق على محتواها، كما ان على إدارة الجريدة ان تمنع التسريبات و”الالعاب”، التي تضر بمصالح الحزب وحلفائه.
وحتى عودة عناصر حزب الله الى “الاخبار” عملت الإدارة الى ملء الشواغر في عديد الحرس والامن من دون إستطاعتها تأمين ملء الشواغر في قسم التحرير، خصوصا ما يتعلق بالشؤون الفلسطينية والاسرائيلية.
مصادر الاخبار تشير الى أن ابراهيم الامين يراهن على تسامح نصرالله، وهو يعتبر ان الازمة الحالية غمامة صيف لا بد ان تنجلي وان يعود عناصر الحزب الى الجريدة بعد ان تهدأ ثورة “الاستاذ”.
أزمة في “الأخبار”: “الحزب” سحب عناصره ومراسلون صُرفوا فجأة!
في النص يقول الكاتب إن جماعة 14 آذار لا يريدون الكتابة عن سوريا بمبدأ عدم التدخل بشؤون الغير.. وأظن أن هذا بلف لا يصدق، فكل العاملين بالاعلام اللبناني يدركون ان قرار عدم الحديث عن سوريا اتى من الممولين السعوديين لأن السعودية لا تريد ذلك فالرجاء وضع هذا التعليق وعدم رميه.