حقّق الرئيس الإيراني نجاحاً مهماً يوم أمس بموافقة البرلمان الإسلامي على مرشّحيه لوزارتي الصناعة والنفط. ولكن العضو السابق في الفريق النووي المفاوض بين إيران والوكالة الدولية، حسين موسويان، قد يدفع ثمن إحتدام الصراع بين المحافظين، بقيادة الرئيس الأسبق رفسنجاني، والتيار الذي يقوده أحمدي نجاد. فقد أكّد وزير الأمن أن موسويان بأن التهم الموجّهة لموسويان صحيحة، في حين زار أحمدي نجاد وزارة الأمن طالباً من أجهزتها “عدم محاباة اي كان في تنفيذ الاحكام الالهيه”. و”الأحكام الإلهية” في مثل هذه الحالات تكون “الإعدام”، إلا إذا اقتنعت “الآلهة” بمخرج سياسي! في ما يلي خبران من وكالة فارس ووكالة “إرنا” الحكومية. ومعلومات إضافية نشرتها “الشرق الأوسط”
وكلام أحمدي نجاد يستحق القراءة خصوصاً أنه يعهد إلى رجال الشرطة والعسس بمسؤولية صون “الوجود والخليقة”. وهذه مزحة لم يسبقه عليها أي رئيس عربي.
**
طهران – فارس: نفي وزير الامن غلام حسين محسني اجئي اليوم الاربعاء أية ضغوط على القاضي المكلف بالبت بالتهم الموجهة الى حسين موسويان العضو السابق في الفريق النووي المفاوض بين ايران و الوكالة الدولية.وا فادت وكالة أنباء فارس بأن وزير الامن صرح اليوم للصحافيين في ختام اجتماع لمجلس الشورى الاسلامي قائلا: ان وزارة الامن تري بأن التهم الموجهة لموسويان صحيحة وسبق ان قلت بانه وضع تحت تصرف الاجانب معلومات تضر بمصالح وامن البلاد.
و اعتبر الوزير بان تحديد الحكم في هذا الملف هو من مسؤولية الجهاز القضائي مشيرا الى ان هذه التهمة تاكدت منها وزارة الامن.
وحول احتمال وجود ضغوط تمارس على القاضي المكلف ملف موسويان قال أجئي ان ممارسة النفوذ يكون عادة لتبرئة شخص ما وليس لادانته، واننا نأمل ان لا يتم هذا العمل بشان ملف موسويان.
و تابع أجئي قائلا: اذا تمت تبرئة موسويان من قبل القاضي فهذا لا يدل على ممارسة نفوذ في ملفه لانه في العديد من الاحيان يصدر المدعي العام لائحة اتهام، لكن المحكمة ترفضها بعد عدم ثوبتها لديها وحتى المحكمة الابتدائية قد تدين شخصا ما، لكن محكمة الاستئناف تنقض ذلك الحكم .
احمدي نجاد: علي وزاره الامن عدم محاباهاي كان في تنفيذ الاحكام الالهيه
طهران-ارنا: قام رئيس الجمهوريه محمود احمدي نجاد عصر الاربعاء بزياره الي وزاره الامن حيث حظي باستقبال حار من قبل وزير الامن ومساعديه وكوادر الوزاره.
وحضر الرئيس احمدي نجاد فور دخوله مبني الوزاره عند مثوي شهداء الدفاعالمقدس المجهولين وقرا الفاتحه علي ارواحهم الطاهره والتقي عددا من المضحين ومعاقي الحرب من كوادر الوزاره.
والقي رئيس الجمهوريه كلمه في منتسبي وزاره الامن وصف فيها الوزاره بانها الموسسه الاكثر امانه ونزاهه واخلاصا وثقه من بين موسسات البلاد وان الافراد العاملين فيها هم من افضل ابناء الشعب الايراني.
واضاف الرئيس احمدي نجاد، ان مسووليتكم هي صون اصل وحقيقه الثوره واهدافها وان جميع الوجود والخليقه هي من اجل هذه الاهداف، وان هذه الثوره هي استمرار لبعثه الانبياء الرساليه.
واشار الي التطورات الدوليه وظروف الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه وقال، اننا في مسارنا نحو القمه في حال العبور من منعطف ونحن قمنا بثورتنا كي تصبح اهداف الثوره عالميه ونقطه الذروه لهذه الاهداف هو وجود امام الزمان (عج).
واكد بان معادلات عالم اليوم تسير بسرعه نحو التغيير لصالح عبوديه الله والعداله وحاكميه الانسان الكامل وبطبيعه الحال فان هذه الحركه الرساليه بهذا المفهوم واجهت اصعب العقبات علي مر التاريخ وان تحولات كبيره وانتصارات متتاليه تنتظر الاهداف الاسلاميه.
واشار الرئيس احمدي نجاد الي نوع ومشاق العمل الامني وقال مخاطبا منتسبي وزاره الامن، ان دوركم مهم ولا مثيل له. ان المنافقين والكفار جاءوا بكل وجودهم للحرب ضدكم. علينا الاستعداد بكل ما اوتينا من قوه، وان ما يميزكم عن الاخرين هو الايمان والعقيده والنزاهه والجهاد الخفي الذي تخوضونه.
واشار رئيس الجمهوريه الي الاجراءات المتخذه في وزاره الامن وصرح قائلا، انني اوصيكم في مسار تنفيذ الاحكام الالهيه ان لا تحاوبوا احدا، وان تنفذوا مهامكم بحزم تجاهاي كان مهما كانت مسووليته اذا ما رايتم قد انحرف حتي قيد انمله عن الثوره.
وحسب جريدة “الشرق الأوسط”:
ظهر موسويان يوم الاثنين الى جانب رفسنجاني خلال اجتماع عمد خلاله الرئيس الاسبق الى توجيه انتقاد غير مباشر الى سياسة احمدي نجاد في الملف النووي، حيث اكد وجود «خطر كبير» على البلاد خلافا للتطمينات التي يطلقها الرئيس. ويأتي ذلك فيما انضم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني السابق حسن روحاني إلى قائمة منتقدي احمدي نجاد قائلا انه بات يخلق كل يوم أعداء جددا في إيران بسبب سياساته.
وقال مسؤول إيراني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن اتهامات وزير الاستخبارات لموسويان لا يمكن فهمها الا على أساس سياسي. وأشار المسؤول الذي لا يستطيع الكشف عن هويته الى ان موسويان عمل في ادارتي هاشمي رفسنجاني وخاتمي، كما عمل مع حسن روحاني امين مجلس الامن القومي الإيراني السابق، موضحا ان اتهام موسويان بنقل معلومات الى عواصم غربية، خصوصا لندن هو ضربة ضمنية الى رفسنجاني وخاتمي وروحاني. وتابع المسؤول الإيراني «الاتهام لموسويان خطير. لكن المهم الان هو رأي المؤسسة القضائية. لكن في حالات كثيرة يكون القضاء الإيراني مسيس، ولهذا أنا لست متفائلا من تطورات هذه القضية». وأضاف حول سبب اتهام موسويان بنقل معلومات الى لندن تحديدا، «موسويان كثيرا ما كان يشارك في محاضرات وندوات بمدرسة لندن للاقتصاد، وكان يلتقي مع اساتذة خلال هذه المؤتمرات. وربما يكون هذا هو سبب توجيه اتهامات له. هناك تحركات كثيرة من وراء الستار في هذه القضية، وهي تعكس التوترات السياسية في البلاد». وموسويان يتميز بالاعتدال وهو مقرب من التيار الاصلاحي والبراغماتي في إيران وظهرت بينه وبين أحمدي نجاد خلافات في كيفية ادارة الملف النووي. يذكر ان على لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين استقال الشهر الماضي على خلفية خلافات في وجهات النظر بينه وبين احمدي نجاد.