هل يقبلها “الحزب”؟: إستراتيجية سليمان تُخضِع سلاحه للجيش وتحظر “مغامراته” الخارجية

1

“الإستراتيجية الدفاعية” التي طرحها الرئيس سليمان في هيئة الحوار الوطني ليست “بدعة”، فهي “الحد الأدنى” المطلوب لكي تكون في لبنان دولة واحدة وليس “دولة ودويلة”. وهي تضع ما يسمى “سلاح المقاومة” بأمرة الجيش، أي بأمرة الدولة مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال! هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، تقوم الإستراتيجية الدفاعية التي طرحها الرئيس اللبناني على “التمسك باتفاقية الهدنة العامة الموقعة في 23 آذار 1949” وأيضاً على “الزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته”.
وهذا يعني أن لبنان، مثل إسرائيل، ملزم باحترام إتفاقية الهدنة والقرارات الدولية اللاحقة! وهذا يعني، مثلاً، أن حزب الله لا يستطيع أن “يقرّر” خطف جنود إسرائيليين فيتسبّب بحرب تدمّر البلد!

وهو يعني أن “الحزب” لا يستطيع أن يرسل جنوداً للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد!

كما أنه لا يستطيع أن ينفّذ أوامر “الحرس الإيراني” بالردّ على إسرائيل إذا قامت إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية. لأن مثل هذا التدخّل سيكون بمثابة “إعتداء لبناني” على إسرائيل!

هذا يعني تحويل حزب الله إلى حزب لبناني وليس إلى حزب لبناني. فهل يقبل الحزب هذا الطرح؟ وإذا قَبِل، فهل تقبل إيران؟

الشفاف

*

المركزية- رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضرورة التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته ولإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال وذلك حتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه.

حصلت “المركزية” على نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع والذي جاء في صفحتين ونصف صفحة فولسكاب وفيها:

تهدد لبنان مخاطر متعددة يتأتى ابرزها من العدو الاسرائيلي وتفرض على الدولة تحديات لمجابهة هذه الأخطار عن طريق وضع استراتيجية وطنية للدفاع ترتكز الى الدستور والقوانين ومستلزمات العيش المشترك وقرارات الشرعية الدولية.

أولاً: المخاطر: أ- العدو الاسرائيلي:

1- يكرر اعتداءاته على السيادة اللبنانية عن طريق الخروقات اليومية جواً وبراً وبحراً بالاضافة الى التهديدات

المستمرة بضرب البنى التحتية مما ينعكس سلباً على الأمن القومي والاقتصاد الوطني.

2- لا يزال يحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية في شمالي قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

3- يطمع بجزء من ثروة لبنان المائية والنفطية.

ب- الإرهاب: تحاول بعض المجموعات الارهابية استقطاب مؤيدين لها على الأراضي اللبنانية وإيجاد بيئة حاضنة في بعض التجمعات الفقيرة وفي المخيمات الفلسطينية وتعمل على التعرض لهيبة الدولة باستهداف قواها الأمنية لاضعافها وقوات الأمم المتحدة لإرغامها على التراجع عن تنفيذ مهامها وسحب قواها.

ج- السلاح: ينتشر عشوائياً بين أيدي المواطنين اللبنانيين والأحزاب والمنظمات والفصائل واللاجئين الفلسطينيين ويتخذ عناوين مختلفة يساهم أكثرها في اشعال الفتنة بين اللبنانيين ويهدد الوحدة الوطنية ويستنزف قوى الجيش ويصرفها عن واجبها الوطني في الدفاع عن الأرض ومحاربة الارهاب.

ثانياً: مجابهة المخاطر: لمجابهة هذه المخاطر ينبغي “تعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لمقاومة اي اعتداء على ارض الوطن واي عدوان يوجه ضده الى ضمان سيادة الدولة وسلامة المواطنين” (المادة الأولى من قانون الدفاع الوطني). وتتمثل هذه القدرات بالطاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية والتربوية… التي يجب استخدامها في استراتيجية متكاملة عمادها الجيش اللبناني.

ثالثاً: مرتكزات الاستراتيجية: أ- التمسك باتفاقية الهدنة العامة الموقعة في 23 آذار 1949 “واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتحرير جميع الاراضي اللبنانية” استناداً للفصل الثالث من وثيقة الوفاق الوطني تحت عنوان تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وهذا يتطلب العمل على إزالة الاحتلال تحديداً للجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة، وبالتوازي السير بعملية ترسيم الخدود الدولية للبنان والمشار اليها في القرار 1701.

ب- الزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته والذي جسد بالوقائع العملية الإطار الذي رسمته وثيقة الوفاق الوطني بالنسبة لنشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود وتدعيم وجود وعمل قوات الأمم المتحدة في الجنوب.

وتنفيذ ما ورد في المراجعة الاستراتيجية التي أجراها الجيش اللبناني مع هذه القوات بإشراف الأمم المتحدة والتي تهدف الى:

1- النقل التدريجي لعدد من مهمات اليونيفيل الى الجيش اللبناني (قوى بر – قوى بحر).

2- تزويد الجيش اللبناني بمعدات وأسلحة حديثة.

3- انشاء مركز تدريب لرفع جاهزية قوى الجيش المنتشرة في الجنوب.

ج- تفعيل حضور لبنان الدولي من خلال الدبلوماسية المباشرة وتطوير اداء البعثات الدبلوماسية في عواصم القرار الدولي والإقليمي وفي المنظمات الدولية وتعزيز العلاقات معها بهدف حماية سيادة واستقلال لبنان وسلامة اراضيه واسترجاع الاجزاء التي لا تزال محتلة منها، والحؤول دون اي شكل من اشكال التوطين، وإيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط، استناداً للمبادرة العربية للسلام، يحفظ مصالح لبنان.

د- تعزيز القدرة العسكرية عن طريق:

1- اقرار قانون برنامج متوسط الأمد لتسليح وتجهيز وتدريب الجيش اللبناني، وتخصيصه بالموارد الكافية لتطوير قدراته البشرية والعسكرية، لتمكينه من وضع خطة للدفاع عن الأراضي والأجواء والمياه اللبنانية.

2- استناداً للمادة 65 من الدستور ولقانون الدفاع الوطني وحتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه، التوافق على الأطر والآليات المناسبة، لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته، ولإقرار وضعه بتصرف الجيش، المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية المشار اليها في البند د. أعلاه، مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال.

هـ- اتخاذ كافة الخطوات السياسية لبناء مؤسسات الدولة وبسط سلطتها، وتعزيز القوى الأمنية لضبط الأمن والتصدي للارهاب ومنع الفتنة وتطوير القدرات الاقتصادية، ولا سيما الاسراع في الاجراءات الآيلة الى استثمار حقوق لبنان الكاملة في ثروته المائية والنفطية، بما يتوافق مع اعلان بعبدا الصادر في 11/6/2012، والتصميم والمجاهرة من قبل كافة أطراف الحوار على الالتزام بحرفيته والدفاع عن مندرجاته.

1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
khaled
khaled
11 سنوات

هل يقبلها “الحزب”؟: إستراتيجية سليمان الدفاعية تُخضِع سلاحه للجيشThat is the White Bill by the President. But later the White would be turned to Technicolor. Hezbollah would not stop attacking Israel while it occupies Shiba Farms and Ghajar. Sheba Farms are not Lebanese Lands, if the Regime in Syria does not admit that in writing to the United Nations, and it is not possible now while the Regime is departing to Hell. Ghajar, you have to convince its Residents, that they are Lebanese and NOT Syrians. There are problems to come about the Sea Water Border Line to be drawn,… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading