لم يعد السؤال مفاجئا ويدخل في باب الرغبات والأمنيات أو ضرب من المستحيل، بل غدا طبيعيا وأقل من ذلك بكثير. فعندما تتدحرج ثلاثة رؤوس لثلاثة أنظمة طغيانية وفي غضون أيام قليلة، يغدو السؤال ملحا، بل ويفرض نفسه بقوة، متبوعا بالسؤال الرئيس: وماذا ينتظر سوريا؟
زمن التنظير، واللت والعجن، وقلب الوقائع، وأننا شعوب غير مؤهلة لقيادة أنفسنا، ولّى. ولم يُعرف عن الشعب السوري الا أنه كان سباقا ورائدا وديناميكيا في مجالات شتى، وان أقعده الخوف والجوع لفترة، فهو كُمون مؤقت وسيعاود ابداعه من جديد. ولن يرضى أن يبقى في المؤخرة وهو يرى أشقاءه ان كان في تونس أو مصر أو ليبيا أو البحرين يسابقونه. ويدرك تمام الادراك أن أسباب ثوراتهم موجود لديه مثلها بل أكثر، حتى ليصح القول هنا أن هذه الأنظمة الطغيانية استطاعت أن تقيم الوحدة العربية انما عبر مشتركات الخوف والقمع وانعدام الكرامة وتشابه أجهزة الأمن والمخابرات، فكانت النتيجة “مواطن” عربي فاقد لكل مقومات انسانيته ووجوده. انما هذا أصبح من مخلّفات الماضي. يولد الآن مواطن بدون مزودجين، بدون أغلال، كسر حاجز الخوف، وكما اكتشف قوته وارادته، تكشّف له وراء ذلك الحاجز أنظمة كرتونية لا يستر عورتها الا بقايا أجهزة مخابراتية موغلة بالفساد لا تحتاج سوى اسبوعين أو ثلاثة لتكنس بالكامل، كذلك بقايا بلطجية أو مرتزقة كما في ليبيا، سينتهي مفعولها مع انتهاء الدولارات التي دفعت لها.
اذن، انها لحظة الحقيقة، انها القاعدة الذهبية التي تقول: “في النهاية لا يصح الا الصحيح” أو المثل الشهير”الحق كالزيت يبقى دائما في الأعلى”. لحظة الحقيقة في تونس طلعت بعد 23 عاما وفي مصر بعد 30 عاما وفي ليبيا بعد 42 عاما وفي البحرين تمد برأسها وفي اليمن كذلك وفي الجزائر وقبلها في ايران. وماذا يمنع أن تنبثق قوية مجلجلة في سوريا بعد أن طُمرت، لا أقول منذ عام 1963 تاريخ انقلاب البعث، انما منذ عام 1970 تاريخ مجئ والدكم يا سيادة الرئيس الى الحكم، وبعد وفاته سلّمكم سوريا عبر توريث، ولا أظن يوجد تسمية أخرى غير أن نصارحكم ونسمي الأشياء باسمائها.
وهنا النقطة الأولى والبند الأول للتفكير مليا من قبلكم بالاستقالة، حرصا على أنفسكم وعلى البلد كله وتوفيرا لجهود فاشلة شاهدتموها بأم أعينكم من نظرائكم التونسي والمصري والليبي ومحاولتهم التشبث بالحكم وكيف كانت النتيجة.
وبالعودة الى النقطة الأولى وأعني بها مسألة التوريث وكيفية مجيئكم الى الحكم، حيث حاول اعلام سيادتكم المموّل من قبل دافع الضرائب السوري، حاول التضليل – رغم أنه يعلم حق العلم أنه بات غير مرئي من قبل أغلب المشاهدين السوريين في عصر قناة الجزيرة – بأن سبب الثورة على حسني مبارك هو اتفاقية كامب ديفيد وزين العابدين بأنه رجل الغرب وأمريكا ولا ندري ماذا سيقول عن صديقكم القذافي وصديق والدكم!. تعلمون أن المصريين كانوا قد رفضوا التوريث قبل أن يحصل وجزء لا يستهان به من ثورتهم ان لم يكن الجزء كله هو عدم قبول تزوير ارادتهم ومحو كرامتهم عبر المجئ بجمال مبارك، وأظن أنّ اعلام سيادتكم، وان حاول هنا الكذب على المواطن السوري وايهامه بما هو غير موجود فهذا بالتأكيد لا ينطلي على سيادتكم. كذلك الشعب السوري يعرف تماما أن كل شعارات الثورة المصرية التي رفعها المتظاهرون في ميدان التحرير خلت من كل البروباغندا التي تعيّش عليها هكذا اعلام ساقط وفاقد لأي مصداقية. لذلك يا سيادة الرئيس هذا زمن الشعوب، زمنكم شاخ وهرم وأظن وكما قلت مرة عن نفسك في احدى لقاءاتك الصحفية بأنك قارئ ومهتم بالتاريخ، تدرك اذن، بأن لكل شئ دورة ونهاية، والعقل هو التبصر في المآلات والخواتيم، والشعوب تستعد كلها لتضع لكم نقطة نهاية السطر. وان كنتم تعتقدون، أنّ الشعب السوري خارج العصر وخارج التاريخ وخارج الكرامة فانكم تعاندون، فتحت السطح، تحت الجلد غليان يحرق، فلا يغرنّكم آيات المديح ولا يغرنّكم سطوة أجهزتكم الأمنية، فانها ستنفضّ من حولكم عندما تقع الواقعة، فهذا ملك ملوك أفريقيا يضاهيكم ويتفوق عليكم في أجهزته الأمنية أين أصبح الآن!!
قدموا استقالتكم واعتذروا للشعب السوري، لا تدرون، ربما يعيدكم ذلك الشعب عبر طريق اخر، ربما يغفر لكم، ربما ربما… كلها طرق أفضل من تلك التي سلكها العابدين ومبارك والقذافي وآل خليفة . الشعوب لا تريد في النهاية الا كرامتها وحريتها.
سيادة الرئيس:
منذ تنصيبكم رئيسا لـ”لجمورية العربية السورية” عبر تغييرات النصف ساعة التي شاهدها العالم كله، هناك الكثير من الفرص تم منحها لكم ومن فعاليات سورية مختلفة وهناك مئآت العرائض وآلاف التواقيع قدمت اليكم لتُخرجوا سوريا من فسادها وطوارئها وأن يعود لها وجهها الحقيقي. لكنّكم عاندتم وكابرتم ورميتم بخيرة السوريين في السجون والمعتقلات. وحتى ايام قريبة جدا، هناك من يتوجه اليكم لتعيدوا النظر بكل سياساتكم، حتى أن البعض تمنّى أن تكونوا غورباتشوف سوريا تقودون اصلاحا من داخل النظام، لكنكم لا زلتم تعاندون التاريخ وترفضون الرضوخ لمشيئة الشعب. شخصيا لم اراهن عليكم منذ مجيئكم الى السلطة بالطريقة المعروفة وانتقدت تلك العرائض والتواقيع التي تتمنى عليكم اختصار طريق الجلجلة ولا زلت اعتقد جازما أنكم يا سيادة الرئيس في آذانكم صمم وأنكم لم تتركوا للصلح خط رجعة عبر سياساتكم المدمرة لروح المواطن السوري، ولكن ما لا تقبلون على سماعه الآن ستضطرون الى سماعه غدا، فأصوات الشعوب غدت عالية ولن يستطيع كائنا من كان اخراسها. هل تتعظون قبل فوات الأوان؟
أشك في ذلك.
ahmadtayar90@hotmail.com
* كاتب سوري
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟
مع فائق احترامي لكاتب المقال والمعلقين:
أنتم بحقدكم هذا تجعلون الناس تنفر منكم ومن تطرفكم في كرهكم الأعمى للرئيس بشار الأسد
إن كنتم مسلمين تذكروا”لاتزر وازرة وزر أخرى”
أنا أتفق معكم بموضوع الإصلاح
ركزوا على هذا الموضوع ستحصلون على نتائج مذهلة في هذه الظروف
ولكنكم تطالبون برأس النظام وكانكم الاوصياء أو أن البديل موجود بكامل الخطط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
نعم الاصلاح مطلوب ولكن هذه اللهجة العنصرية مرفوضة مني ومن السواد الأعظم من السنة في سورية فكفاكم حقداً واستفزازاً
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟
ان بشار سيبدا برئيس الوزراء اولا كقربان ولكن سينفذ مطالب الشعب حرفيا منذ الاسبوع الاول واذا الشعب لم يعجبة ذالك فسوف يستقيل لكي يحمي طائفتة من القتل ولن يكون دمويا لان مجلس الامن واوباما في انتظاره
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟ هل أنتم مجانين مع احترامي للجميع ؟ كيف تطلبون منه الاستقالة ؟ انتم تحلمون جميعاً ! سيستعين بالشيطان من أجل بقاءه هو وعائلته بالمزرعة التي خلفها لها أبوه لعنه الله … وهو حالياً يقوم بتحضير كل السيناريوهات المحتملة لكسر أي ثورة تطالب بها الجماهير السورية… يا شباب ألا تلاحظون الاستنفار القوي لكافة الأجهزة السورية الأمنية وغيرها ؟ المراقبة الكبيرة للانترنيت والهواتف النقالة وشبكة الاتصالات الأرضية… طلب من إيران إرسال البارجتين لماذا ؟ لدحر الثورة كونها تطال عمق الأراضي السورية…. يحضر لحرب مع اسرائيل بالتعاون مع حزب الله وحماس وسيتم أيضاً عن طريق فتح الجبهة السورية… قراءة المزيد ..
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟ مقال غني ومفيد وتعليقات وتعقيبات اكثر غنى وافادة. غير انني اتعجب و اتساءل ، على ما يعول النظام السوري والنظام السعودي وبقية الأنظمة التي لم تطالها رياح الاعتراض والتظاهر والاحتجاج بعد؟ الا ترى تلك الأنظمة ماهو حاصل وماقد يحدث في حال عنادها واصرارها على البقاء ضد رغبة الشعوب التواقه للتغيير والحرية. حقيقة لا افهم لماذا المكابرة و العناد وكلنا رأينا كيف ان الشعوب مستعدة لدفع ثمن حريتها والخروج من نفق الانظمة المهترئه. الا يوجد عقلاء في تلك الأنظمة للاستجابة للتغيير بأقل الخسائر قبل ان تندلع الاضطرابات ويكون الثمن باهضا جدا كما يحصل الأن في ليبيا.… قراءة المزيد ..
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟
لا حياة لمن تنادي
يا احباب مش شايفين كيف ركض وراء المفاوضات مع اسرائيل
مفكر اسرائيل وراء انتفاضة الشعوب العربية
بس ربنا كبير
وكل ظالم وله يوم
نداء للرئيس السوري
نداء للرئيس بشار الأسد: لماذا لاتستدرك الأمور قبل تفاقمها في سوريا فالشعب السوري محتقن جدا وربما شرارة صغيرة ويبدأ الانفجار. لماذا لا تسمح للشعب السوري بالتظاهر السلمي للتعبير عن نفسه وللمطالبة بحقوقه ليتنفس ؟ ولماذا لاتقوم بالاصلاح الفعلي (لا النظري) ورفع قانون الطوارئ وتحسين مستوى الخدمات العامة وإطلاق الاصلاح الاداري المتعثر ومحاربة الفساد وتبييض السجون وتقليص الصلاحيات الممنوحة للأمن حتى يشعر المواطن السوري بالأمان على نفسه وعائلته ؟ ماذا تنتظر ؟ أليس هذا أفضل مما حصل في ليبيا ؟ أم أنك لازلت تراهن على قدرة الأمن بقمع المظاهرات اذا بدأت ؟
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟
لا اعتقد أن بشار سيستقيل بل أنه يستعد للأقتتلال بمسعادت حبيبته أيران التي ارسلت له بارجتين لتمده بكل ما يحتاج له لقمع اي انتفاضه. أو لمادْا هدْه الزياره المفاجئه للبارجتين في هدْا الوقت بالدْات؟؟ سليم محمد
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟
اؤيد المقال و التعليقين بقوة و احيي اصحابهم
و ليعلم الرئيس السوري التكنولوجي انك عندما اصبحت شاباً خرجت عن طوع والدك و والدتك, فارجو ان تدع لبنان بحاله لانه قادر على ترتيب شؤونه بنفسه و بالنسبة لهمّه فتاكد انه سيزول بعد تركك له و رفع يد التسلّط عنه و اهتم بل و استعد للرحيل
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟
يا ليتك يا أخي العزيز المهاجر الرائي عرابي بأن تضيفَ على لائحة المطالب أيضاً أصدار قانون عدم التدخل في الشؤون السياسية اللبنانية وأن نعيش بلدين مجاورين مع احترام خصوصية الآخر ما بين الدولتين . نحن شعبان شقيقان في دولتين يربطنا تاريخ من النضال من أيام الحكم العثماني والإنتداب الفرنسي . وفي الختام إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدرُ .
هل يستقيل الرئيس بشار الأسد؟ مااحلى تعبيراتك الموجهة لسيادته الخالية من تمسيح الخوج وتقبيل الايادي ( كما حدث قريبا من سيدة سورية بعمر والدته تقبل يده امام اعين ملايين الناس السوريين ليريهم طريق الطاعة كيف يكون!؟) والتي اصابت كبد الحقيقة والامر بهذه السهولة وتلك البساطة اكتباستقالتك وتقدم بها حالا بعد ان تصدر المراسيم التالية: – حل كل الاجهزة الامنية حل مجلس الشعب ( الشغب) – حل الوزراة الحالية – تسليم السلطة لاعضاء تمثل كل محافظة في سوريا تدير الشأن السوري لفترة انتقالية لاتزيد عن 6 اشهر – اصدار قانون حرية الاعلام والصحافة – اصدرا قانون يلغي قانون العار رقم 49… قراءة المزيد ..