لندن (رويترز) – ادى بيان امريكي اكد ان متشددين وراء انفجار غامض على متن ناقلة يابانية بمضيق هرمز في يوليو تموز الماضي الى زيادة المخاوف بشأن الامن في ممر ملاحي حيوي والى اثارة نداءات عاجلة بالكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي الاسبوع الماضي وصفت مذكرة امريكية مقتضبة اعلان كتائب عبد الله عزام مسؤوليتها عن الهجوم الفاشل على السفينة اليابانية ام.ستار بانه “صحيح”. واسفر الهجوم عن اصابة بحار ولكن لم يتسبب في تسرب نفطي او عرقلة حركة النقل.
وانهت مذكرة وزارة النقل الامريكية الصادرة في 19 نوفمبر تشرين الثاني أشهرا من الصمت الغربي بشأن الحادث وتعارض مع بعض التكهنات بكونه حادث تصادم.
وقالت الوزارة في بيان “الجماعة لا زالت نشطة ويمكنها شن مزيد من الهجمات على السفن في اماكن في مضيق هرمز والخليج العربي في الجنوب وخليج عمان في الغرب.”
وتنشط الكتائب بصفة اساسية في شبه جزيرة سيناء في مصر وفي لبنان ويعتقد انها مكونة من عرب بصفة اساسية سبق لهم المحاربة مع ابو مصعب الزرقاوي احد قادة تنظيم القاعدة في العراق. وقتل الزرقاوي في عام 2006.
وفي البداية لم يعتقد سوى عدد قليل من المحللين ان الكتائب قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم الجريء نظرا لافتقارها لقوة جماعات اكثر رسوخا منبثقة عن التنظيم. وكان هذا اول هجوم من نوعه في المضيق رغم انه ليس في منطقة شبه الجزيرة العربية الاوسع.
واثبت فشل الذي وقع بعد منتصف الليل بقليل قلة الخبرة الواضحة لهذه الجماعة.
ولكن المذكرة الامريكية غيرت المعنويات وافرزت اعتقادا بان الدول الغربية ربما تركز أكثر من اللازم على تهديد القرصنة قبالة سواحل الصومال مقارنة بالخليج.
وقال جيمس بيرنيل القائد الاعلى السابق لاسطول البحرية الملكية البريطانية “انه انذار هام”.
واضاف “لا نريد المبالغة في رد الفعل ولكن لدينا أكثر من 30 سفينة حربية تتحرك المحيط الهندي وواحدة تعبر الخليج من ان لاخر. يبدو ان ثمة اختلال في التوازن الى حد ما.”
وذكر اندرو ليننجتون من اتحاد نوتيلوس انترناشونال للملاحين ان اعضاءه ” منزعجون للغاية.”
وقال “لا نعتقد ان التهديد اخذ على محمل الجد سواء من القطاع بصفة عامة او من جانب الحكومات.”
ويقول خبراء امنيون ان المذكرة ابرزت اثنين من المخاوف الامنية الرئيسية في المضيق وهو بوابة الخليج الذي يعبره 40 في المئة من النفط الذي يشحن بحرا على مستوى العالم تحت حمايه سفن حربية امريكية وغيرها.
الاول هو عدم التنسيق الكاف للرقابة الاقليمية للسفن الصغيرة بما في ذلك الزوارق السريعة التي يستخدمها مهربو المخدرات وتتنقل بين ايران والجانب الغربي للممر المائي وسفن الصيد التي احيانا تضل طريقها الى المسار الخاص بالناقلات.
ويقول خبراء غربيون ان الرقابة تحسنت بمرور الاعوام ولكن لا تزال هناك ثغرات في الاتصال بين السلطات البحرية في ايران ونظيراتها في دول الخليج وهو ناجم على ما يبدو عن التوترات السياسية الاقليمية.
وقال سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الذي يقدم استشارات لدول الخليج عن الامن “سنواجه صدمة اكبر ما لم يتحسن التنسيق.”
وتابع “ثمة فجوة في امن المنطقة ووجود مخدرات بالمنطقة يتيح للارهابيين استخدام قوارب.”
ومبعث القلق الاخر جرأة الكتائب في محاولة شن مثل هذا الهجوم مما قد يشجع على محاولات مماثلة من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن القريبة وهو اكثر طموحا وامكاناته التقنية أعلى.
ويقول محللون انه لا توجد اي صلات تنظيمية معروفة بين الاثنين ولكنهما ينتهجان نفس الايديولوجية وقد يخلصان في يوم من الايام لضرورة توحيد صفوفهما.
وقال جيمس بليك محلل شؤون المخابرات في جانوسيان لاستشارات المخاطر في لندن ” سيصبح ذلك مدعاة قلق هائل. سيكون من مصلحة الجماعتين التعاون.”
وفي الوقت الحالي لا زالت المذكرة التي يقول محللون انها مقتضبة أكثر من اللازم تثير بعض الشكوك.
وقال بيتر فام من بيت الخبرة اللجنة الوطنية للسياسة الخارجية الامريكية انه “ينبغي الكشف عن بعض الادلة على الاقل لدعم هذا الزعم الفضفاض” بما ان وزارة النقل الامريكية ليست وكالة مخابرات او مكافحة الارهاب .
وعبر جون دالبي الرئيس التنفيذي لشركة ام.ار.ام للامن البحري التي تقدم تقييما للمخاطر للشركات في المنطقة عن اعتقاده بان الحادث لم يكن هجوما ارهابيا. الاحتمال الاكبر انه “تمويه” على تصادم.
وثمة مخاوف متزايدة بشان الامن البحري في المنطقة وسبق ان هددت القاعدة بمهاجمة حركة الملاحة.
وفجرت القاعدة السفينة الحربية الامريكية كول في اكتوبر تشرين الاول عام 2000 اثناء رسوها في اليمن مما اسفر عن مقتل 17 بحارا امريكيا. وبعد عامين الحق هجوم للقاعدة اضرارا بناقلة فرنسية في خليج عدن.
وقال بيتر هينشليف الامين العام للغرفة الدولية للملاحة التي تمثل 80 في المئة من صناعة الملاحة العالمية انها تنصح جميع السفن بتوخي الحذر في المنطقة.
وذكر جيريمي بيني خبير الارهاب في اي.اتش.اس جينس ان الامر الملفت بشان المذكرة انها اشارت لوجود تهديد حقيقي بتكرار الحادث.
وقال “المحاولات الفاشلة يمكن ان تصبح تجربة غير مقصودة لهجمات ناجحة اذ يستوعب منفذوها دروسا مستفادة.
“قام مفجرو كول بمحاولة لتفجير السفينة سوليفنز في الثالث من يناير 2000 ولكن قاربهم غرق. استوعبوا الدروس ونجحوا في المحاولة التالية. لذا من المهم الحذر من مثل هذه الامور.”