هل كانت حكومة لبنان الشرعية على علم، حتى اليوم، بأن النظام السوري كان قد اتخذ قراراً، بمعرفة حزب الله، بزج قوات سورية داخل الأراضي اللبنانية لمواجهة التقدّم الإسرائيلي في العرقوب، لو حصل؟
أم أن حكومة لبنان ليست معنية بهذه “التفاصيل”، خصوصاً أن السيد حسن نصرالله يعتبر أن هذه “حيثياتها هي الدفاع وهذه حقها الطبيعي الدفاع عن أرضها وعن عاصمتها وعن مدينتها “! وفي مكان آخر من مقابلة نصرالله مع الجزيرة: ج- “نعم لو دخلت القوات الاسرائيلية من ذاك المحور باتجاه منطقة حاصبيا-راشيا، لأن هذا سيعني ان دمشق أصبحت تحت النار ومن حق سورية أن تتصرف ان هذا تهديد وتهدَد بالمقابل”.
“حزب الله” يعطي نظام بشّار الأسد “الحق” في دخول الأراضي اللبنانية دون إبلاغ حكومة البلاد الشرعية! وهذا حدث بعد سنة من إنتفاضة الشعب اللبناني التي أخرجت قوات النظام البعثي من لبنان!
ولماذا لا يقوم النظام البعثي بفتح جبهة الجولان للدفاع عن دمشق؟
هل كان بوسع حكومة لبنان أن تعترض على قرار نظام بشّار الأسد بإرسال قواته إلى لبنان مجدّداً لو كان حزب الله وحلفاؤه يملكون “الثلث المعطّل” الذي يطالبون به منذ أشهر؟
ما يلي المقاطع المتعلقة بدخول القوات السورية إلى لبنان في مقابلة نصرالله:
س- أريد أن أختم في هذا الجزء الأول طالما اننا نتحدث عن سورية سماحة السيد في هذا الجزء الأول وهذه مسألة أساسية وأنا أود من فضلك اجابة صريحة، في تلك الفترة تم الحديث عن أمكانية ان تدخل سورية في تلك الحرب، والحقيقة انه عندما بدأ الهجوم البري الاسرائيلي كُثر الذين تحدثوا عن ان هذه الحرب قد تتوسع اقليميا، ومن ثم قد تدخل سورية وهناك عدة معلومات وصلتنا لا أريد أن أذكرها ، ولكن على الأقل ألخصها في عنوانين أساسيين: عنوان كان يقول، بأن سورية كانت تريد أن تدخل الحرب فعلا ولكنكم أنتم في قيادة “حزب الله” نصحتم بعدمه في ذلك الوقت. وعنوان ، بالعكس أنتم كنتم في “حزب الله” تريدون أن تتوسع الحرب حتى تحصنوا أنفسكم أكثر، لكن يبدو ان القيادة السورية لم تكن مهيأة ، أين الصحة في ذلك وما حكي عنه؟
ج- “في البداية أنا أستطيع أن أؤكد بشكل جازم بأنه لم تكن لدي قيادة “حزب الله” أي رغبة في توسع الحرب لكي تصبح حربا اقليمية لأسباب كثيرة، سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية وهذه الحسابات كانت حسابات صحيحة، فنحن لم نكن نرغب بذلك ولم نفعل ما يؤدي الى ذلك، ولم نطلب من سورية أو من أي صديق آخر مثلا ، البعض يتحدث عن ايران “انه تفضلوا وادخلوا الحرب الى جانبنا” على الاطلاق، لم يكن هذا في نيتنا ولا في رغبتنا ولم نكن نرى مصلحة في ذلك”.
س- لماذا عدم المصلحة فيها؟
ج- لأننا كنا مطمئنين بأننا سننتصر في هذه الحرب وان لدينا القدرة على المواجهة وان توسعة الحرب الاقليمية قد تؤدي الى تطورات اقليمية كبيرة والى تطورات دولية كبيرة ولا نعرف أين ستصبح المنطقة كلها.
الحرب في لبنان عندما كنا نخوضها كنا نرى أمامنا أفقا واضحا انه في نهاية المطاف، هناك خسائر سوف تلحق بلبنان ولحقت بلبنان، ولكن يمكن ان نصل الى نقطة تقف فيها الحرب ، تنتهي فيها الحرب وننتصر ونمنع العدو من تحقيق أهدافه.
اذا، بقاء الحرب في الدائرة اللبنانية كان يعني بقاءها تحت السيطرة توسع الحرب اقليميا، كان يمكن أن تذهب الى خدود لا تعود بالتأكيد تحت السيطرة، ولا نعرف ماذا يمكن أن تكون النتائج، هذا من وجهة نظرنا ومن قناعاتنا.
أما القيادة السورية كانت تنوي أو كانت لا تنوي، أنا أعتقد ان قرارا بهذا المستوى لا تناقشه معنا القيادة السورية، وخصوصا ونحن في حالة حرب ومواجهة قاسية وحادة. ولكن ما أعرفه أنا وما أعلمه بالتأكيد ان سورية أبلغت من خلال وسطاء حكومة العدو بأنأي تقدَم بري في منطقة العرقوب باتجاه منطقة حاصبيا-راشيا بما يحاذي سلسلة الجبال الشرقية، يعني هذا الذي يُعتبر ؟؟؟ الأمني لدمشق فان سورية لن تقف متفرجة وانها ستدخل المعركة، وطبعا حيثياتها هي الدفاع وهذه حقها الطبيعي الدفاع عن أرضها وعن عاصمتها وعن مدينتها وحتى ما أعلمه أنا ان التهديد كان يفترض دخول قوات سورية الى سلسلة الجبال الشرقية حتى ضمن الأراضي اللبنانية لملاقاة القوات الاسرائيلية التي سوف تدخل من تلك الزاوية، وما أعلمه ايضا ان الاسرائيليين أخذوا هذه الرسالة على نحو الجدية الكبيرة، ولذلك تلاحظ انه لم يحصل على ذاك المحور أي تقدم بري على الاطلاق، لم يتقدم أي جندي اسرائيلي على ذاك المحور، وكل التقدمات البرية حصلت على المحاور الأخرى التي كنا نواجهها نحن”.
س- هذا الكلام أكيد سماحة السيد بأن سوريا كانت تهدد بامكانية أن تدخل حرب وقت ذاك ؟
ج- “نعم لو دخلت القوات الاسرائيلية من ذاك المحور باتجاه منطقة حاصبيا-راشيا، لأن هذا سيعني ان دمشق أصبحت تحت النار ومن حق سورية أن تتصرف ان هذا تهديد وتهدَد بالمقابل الى حد ما هذه معلوماتي”.
نصرالله: تقدم إسرائيل في العرقوب كان يفترض دخول قوات سورية الى سلسلة الجبال الشرقية بغض النظر عما تمثّله “قناة” الجزيرة “الإعلامية” من بدائية وتخلّف انعدم نظيرهما قطعاً، في تاريخ الإعلام، علينا التذكّر بأن المتكلّم هنا، أي رئيس الميليشيا-العصابة الحزباللهية، هو الوكيل الحصري لسبحانه تعالى على الأرض، إلى جانب زبونته السورية-الأسدية، ونابغة الإستراتيجيا الإيراني، مع “شويّة” ملح وبهار من القزم القطري. بذلك يكون اكتمل المشهد الصامد الممانع الرافض المقاوم المؤلّه الإلهي إلى ما هنالك من أصناف وألوان من السلطة والخضار والمشيّهات. فهنيئاً لبني شَعشَع-سَورَن-قَطقَط بتيك مخلوقات انبثقت من رحامهم! وللمزيد من الترفيه والتسلية، فإذا بسفيرَي سَورَن وصَهيَن يتغازلان في مراحيض الأمم… قراءة المزيد ..