إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(صورة خاصة بـ”الشفاف” وردتنا من مكتب “المهدي” شخصياً: علي خامنئي يسلم الراية للمهدي ليلاً.. حتى لا يعتقله الأميركان كما قال رئيس إيران الأسبق محمود أحمد نجاد)
*
كل الطوائف الدينية في لبنان (بما في ذلك الشيعة) لها مرشدون دينيون، وأولياء، وشياطين. ولكن، ليس لأي منها شيء مثل “الولي الفقيه”، يتلقى الأوامر من “صاحب الزمان”، ويأمر بحياة طائفته وموتها. باستثناء أنصار حزب الله!
لقد وافقت جميع الطوائف الدينية في لبنان (بما فيها الشيعة) على قيام دولة عام 1943، وأكدت على ذلك عام 1989، بعد 15 سنة من الحرب الأهلية، ولا تزال، كجمهورية ذات مؤسسات ومسؤولين منتخبين. باستثناء أنصار حزب الله الذين يفضلون “الدويلة” على “الدولة”.
فجميع الطوائف الدينية في لبنان (بما فيها الشيعة) تريد أن تكون القوات المسلحة اللبنانية بما فيها الجيش النظامي وقوى الأمن الداخلي هي الحامل الشرعي الوحيد للسلاح مع احتكار القوة في لبنان. وقد انخرطوا جميعاً في صفوف هذه القوات، وخدموا في صفوفها وترقوا وتقاعدوا وما زالوا يؤمنون بهذه الصيغة ـ باستثناء مناصري حزب الله الذين يؤمنون بأن الميليشيا الدينية هي القادرة على حماية رعيَّتِها.
كل الطوائف الدينية في لبنان (بما فيها الشيعة) قررت أن لبنان هو وطنها الأخير الذي تبلغ مساحته 10452 كلم2. البعض يريده مركزياً والآخر لا مركزياً، والبعض يريد تعديلات والبعض الآخر لا، لكن الجميع يريد لبنان واحداً سيداً مستقلاً موحداً. باستثناء أنصار حزب الله الذين يريدون لبنان تابعاً لإيران، ويعتبرونه “معسكراً” على البحر الأبيض المتوسط لأسيادهم الفرس.
لقد تقاتلت جميع الطوائف الدينية في لبنان (بما في ذلك الشيعة) بينها، لكنها لم تُهَدِّد جارا لها سواء من الجنوب أو من الشمال. لقد رفع لبنان، عند قيامه، شعاراً عزيزاً على كل طوائفه: أن لبنان “لن يكون ممراً للغرب ولا مقراً للشرق”، أي أن لبنان سيلتزم الحياد في كل الصراعات الإقليمية. باستثناء أنصار ”حزب الله“ الذين شنوا حروبا، بطلب وإيعاز من إيران، في اليمن والعراق وسوريا، وضد إسرائيل مع تهديدات لقبرص، ومع هجمات إرهابية في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وبعض الأنشطة غير المشروعة في أوروبا وأفريقيا.
في الماضي كل الطوائف الدينية في لبنان (ما عدا الشيعة) خاضت مغامراتها الخاصة في الاستيلاء على البلاد والسيطرة على الحكم، وتقسيم الجيش، وبناء ميليشياتها الخاصة وموانئها ونظامها الضريبي، وفي نشر خطاباتها الدينية الخاصة. وقد فشلوا جميعًا وعادوا إلى حظيرة الدولة مُحطَّمين مُحبَطين، ربما اقتنعوا قسرًا، ولكنهم اقتنعوا مع ذلك بعدم جدوى مغامراتهم. ما عدا أنصار حزب الله الذين ما زالوا يعتقدون أنهم متفردون وأن محاولتهم للسيطرة على البلاد مستمرة، وأن “أتباع” علي لا يتخلون عن القتال ولا ينهزمون أبدًا.
إن الحِدّة في لبنان حول “من يشبهنا ومن لا يشبهنا” ليست مسألة دين أو مذهب، أو كونك مدينيًا أو ريفيًا، مسلمًا أو مسيحيًا، غنيًا أو فقيرًا، متعلمًا أو غير متعلم. إنها أن تكونوا متمسكين بالمبادئ التي عددناها أعلاه على أنها بديهية، على أنها الحقائق المطلقة، على أنها المبادئ الموجِّهة للعيش معاً، لأي مجتمع موحَّد، ناهيك عن وطن موحَّد، على أنها الوعد والضمان لأولادنا وأولاد أولادنا مهما حصل.
لا يوجد في البلد من يُشبه بعضُه بعضاً، لا يوجد في البلد إلا المعتقدات والحقائق. فإما أن تلتزم بها أو لا تلتزم، وحينئذٍ تختار من تريد أن تعيش معه حتى لو لم يكن يشبهك!