أعرب البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير أمام زواره أمس، عن أسفه “لارتهان فئة من اللبنانيين للخارج بحيث أنها ما زالت تتلقى الأوامر من سوريا وإيران على حساب مصالح الوطن”، معتبراً “أن الحل لا يبدو سهلاً ولم يبق لدينا إلا الأمل”.
وإذ رأى أنه “في ظل شبه الإجماع الحاصل على شخص العماد ميشال سليمان كرئيس للبلد لم يعد من مبرر للفراغ الحاصل في سدة الرئاسة”، دعا “المعنيين الى الأخذ بزمام الأمور، والمبادرة الى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن”، مشيراً الى أنه “إذا كنا نظرنا الى ما حصل في الجلسات الماضية فلا نعرف ما إذا كان سيتم الاثنين المقبل انتخاب هذا الرئيس”.
عون يردّ
في ما يذكّر بمرحلة شائنةأثناء “حرب التحرير” شنّ عون هجوماً عنيفاً على البطريرك صفير من دون أن يسميه، واعتبر أن “هذه الحكومة ساهرة على عملية القتل إن لم تكن شريكة فيها”. وكان البطريرك صفير قد تعرّض لمثل هذه الهجمات من جانب عون أثناء “حرب التحرير”. كما سبق ذلك أن اضطر سلفه البطريرك خريش إلى الإستقالة والإعتزال بسبب رفضه الإنخراط في الخط “الحربي” لـ”الجبهة اللبنانية” ولقسم من الكهنوت الماروني (الذي يتمتع باستقلالية عن البطريركية) في السنو ات الأولى للحرب الأهلية.
وأضاف عون: والأبشع أن بعض المراجع لا تفهم التحولات في المنطقة ولا تزال تتهم إيران وسوريا بالقتل وتتهمنا بتشكيل غطاء لهما وكأنهم ليسوا في هذا البلد وأريد أن أعرف من يلقنهم ذلك. هذا الموضوع لا يجوز أن يستمر إطلاقاً. هذا التخدير والعطل الفكري الذي يولد عند من لا علاقة لهم بالسياسة، تضعهم الصدفة أحياناً ويريدون لعب الدور السياسي الأول ربما عن جهل لا عن سوء نية، ولكن هذا ليس شأنهم فليتعاط كلٌ في شأنه. فمن يريد خوض غمار السياسة فليخضه شرط أن يتحمّل مسؤولياته.
نلتزم أحياناً الكتمان على بعض المواضيع لأننا نرغب في الوصول بجدية إلى حلول، فيدخلون علينا ويملأون الرأي العام بالأكاذيب.
وحسب موقع التيار العوني، قال عون: “ليس هناك من تحالف مع سوريا، وعلاقتي بها هي ما حددناه بالفقرة الثامنة من ورقة التفاهم مع حزب الله، هذه الورقة التي لم تنفذ بعد. أنا لم أزر سوريا ولما سئلت مرة عن هذا الموضوع أجبت: “طالما هناك من مشكلة بين الحكومتين اللبنانية والسورية، لا اتحالف مع السوريين ضد الحكومة اللبنانية وإن كنت على خلاف معها لاني اعتبر ان مشاكلنا داخلية…”
السنيورة
وأكد الرئيس السنيورة “أن عدمَ انتخاب رئيس جديد للبنان، بعد انقضاء قرابة الثلاثة أسابيع على الموعد الدستوري لذلك، هو أحدُ مظاهر التدخُّل والصراع على لبنان”.
وقال “لقد حالت دون ذلك، وللمرة السابعة، خلال شهرٍ ونيِّف، اختلافات الرؤى والمصالح والأنانيات، وتجاهل الدستور والمؤسسات وقبل ذلك وبعده التدخُّلات الخارجيةُ المعلَنة غير السرية”، لافتاً الى “أن هذا الفراغ في منصب الرئاسة هو ترف لا نستطيع تحمُّلَهُ، وطنياً أو عربياً. وهو من صُنْع جهاتٍ تخافُ من الحرية، والديموقراطية ومن النموذج اللبناني القائم على الانفتاح والاعتدال كما أنه خيارُ أُناسٍ لا يدرون ماذا يفعلون بوطنِهم وبني قومهم ومستقبلِ أولادِهِمْ“.
وأضاف “إننا إذ نعلن جميعاً أننا صامدون ومبادرون ولا نتهربُ من المسؤولية، نعلنُ تصميمنا على سدِّ الفراغ اليوم قبل الغد بانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية بعيداً عن هرطقات غير ذوي الإحساس بالمسؤولية، ورغماً عن أولئك الذين لا يريدون الخير بلبنان ولا بالعرب لأن الإبقاء على الفراغ في موقع الرئاسة هو بمثابة جريمة كبرى تضاف إلى الجرائم التي ارتُكبت حتى الآن بحق لبنان(..)”.