أشارت معلومات من العاصمة اللبنانية أن اللقاء الاخير بين رئيس جبهة النضال الوطني النيابية وليد جنبلاط وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، شهد صراحة جنبلاطية في ما يتعلق بمسألة تمويل المحكمة الدولية، حيث قال جنبلاط لنرالله “أنا على قناعة بأن المحكمة الدولية أنشئت لتستهدف المقاومة، إلا أن عدم إسهام الحكومة بتمويل المحكمة سيعني حتما ضرب الدولة ومؤسساتها”.
وتضيف المعلومات أن جنبلاط قال لنصرالله إنه “لا يمكنه الموافقة على ضرب الدولة ومؤسساتها، ولذلك يجب على الحكومة دفع حصة لبنان من مستحقات تمويل هذه المحكمة”.
الرد الإلهي على جنبلاط لم يتأخر حيث قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في إحتفال طالبي في”قصرنبا” أن “الأغلبية تقرر وعلى الآخرين الإلتزام”، في رسالة موجهة الى جميع المعنيين بتمويل المحكمة سواء الرئيس ميقاتي او النائب جنبلاط بوصفهما الأقلية في أغلبية حزب الله، خصوصا أن وزراء عون ونوابه يقفون على يسار حزب الله في موضوع المحكمة الدولية وتمويلها.
جنبلاط الذي أعلن أيضا من على شاشة “المنار” خارطة طريق للرئيس السوري بشار الاسد للخروج من الازمة التي يتخبط فيها، طالب نصرالله في اللقاء الاخير بتغليب المصلحة الوطنية اللبنانية على الايرانية والسورية إنطلاقا من قراءته الجديدة لمستجدات الاوضاع في سوريا، حيث بات على قناعة بأنه مهما كانت نتيجة ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا فسوريا بعد الازمة لا تشبه سوريا الاسد الاب والابن. وتالياً، فإن هناك فرصة لبنانية لتغليب المصلحة الوطنية اللبنانية اليوم اكثر من اي وقت مضى من اجل العبور الى الدولة.
وإنطلاقا ايضا من قراءته للأوضاع المستجدة قرر جنبلاط نقل مقر إجتماع الجمعية العامة للحزب التقدمي الإشتراكي المرتقب إنعقادها نهاية الشهر الجاري من اوتيل البوريفاج في العاصمة بيروت الى مدينة عاليه.
مراقبون في بيروت قالوا إن جنبلاط الذي أعلن أنه سيطلق مواقف صادمة في الجمعية العامة يبدو أنه يخشى من اي ردة فعل يقوم بها المتضررون من مواقفه الصادمة وهم من “قوى الامر الواقع” التي تهيمن بسلاحها على العاصمة، وفي مقدمهم حزب الله والحزب السوري القومي وبقايا احزاب البعث، والجمعيات التي أنشأها حزب الله تحت مسميات مختلفة ابرزها “سرايا المقاومة”، وهؤلاء يعرفون في بيروت بـ”الشبيحة” بعد أن خبرهم أهالي العاصمة منذ السابع من ايار من العام 2008 وفي التصدي للتظاهرات المؤيدة للثورة السورية.
ويضيف المراقبون أن إختيار عاليه بدلا من بعقلين، ربما جاء لتوجيه رسالة الى السلطات السورية! إذ أن المناضل السوري شبلي العيسمي تم إختطافه من عاليه، لذلك إختارها جنبلاط ما يشير الى ان المواقف الصادمة لن تقارب الوضع الداخلي من زاوية جديدة او إعادة نظر شاملة في شأن إعادة التموضع الجنبلاطية من 14 آذار الى حضن 8 آذار، بل هي مقدمة لفك إرتباط جنبلاط بالقيادة السورية مع المحافظة على التوازن الدقيق والهش للوضع الداخلي حيث سيشدد على تحالفه مع “المقاومة” والاغلبية الجديدة على الرغم من الملاحظات العديدة التي بدأ يجاهر بها ضد الحلفاء الجدد، وليس آخرها الإنتقاد الموجه للتيار العوني الذي رفض وزيره جبران باسيل إجراء أي حوار مع الصناديق العربية التي أبدت إستعداها لتمويل خطة الكهرباء التي أقرتها الحكومة.