بيروت: ثائر عباس
لا يختلف اثنان في لبنان، سواء في الموالاة ام المعارضة، على وصف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب اللبناني وليد جنبلاط بـ«القارئ الماهر للأحداث»، فجنبلاط المثقف المتابع لكتابات «اليمين واليسار» مشهور بتوقع التحولات الكبرى قبل غيره، ولهذا يعتمد الكثيرون على مواقفه لقراءة آفاق المراحل المقبلة.
ومن هذا المنطلق كانت المواقف الاخيرة للنائب وليد جنبلاط مدار تعليقات في صفوف الموالاة والمعارضة مع قراءات متفاوتة، وصلت لدى البعض من المعارضة الى القول ان الاكثرية البرلمانية «تتفكك» وان جنبلاط غادرها عمليا. لكن لجنبلاط رأيا اخر، فهو ما يزال في موقعه، لكن قراءته للوضع الداخلي في ظل المتغيرات الاقليمية دفعته الى اطلاق مناخ تهدئة «خوفا على لبنان من سيناريوهات الازمة في الشارع». وحض جنبلاط في لقاء اعلامي «محصور جدا» شاركت فيه «الشرق الاوسط»، رئيس تكتل المستقبل النائب سعد الحريري المفوض من قبل الاكثرية «التعجيل في التوافق» داعيا الى تبسيط الامور وعدم تعقيدها. وحذر من ان الفراغ الرئاسي سيطول اذا بقي كل منا في منزله.
وقال جنبلاط انه التزم خط التهدئة «لصالح المواطن القلق المرعوب» واضاف: «اذا لم يتجاوبوا في الطرف الاخر يكونوا مجانين بادخال البلاد في توترات امنية وغير امنية». وشدد على ايجاد صيغة للتعايش بين الجيش و«حزب الله» الى ان نصل الى ظروف تسمح باستيعاب الحزب داخل المؤسسة العسكرية «دونما تضييع للوقت بتوجيه الاتهامات الى ايران وغيرها». وردا على سؤال عن الكلام الدائر عن اعادة طرح قائد الجيش العماد ميشال سليمان، قال: «لا علم لي بطرحه، ان الاسماء المطروحة لا تتضمنه».
وعن الاسس التي اعتمد عليها في مواقفه الاخيرة قال: «اعتمدت على اسس الحوار التي انطلقنا منها، فقد اتفقنا على الكثير من المواضيع وهي المحكمة الدولية التي اصبحت خلفنا واخذت منا الكثير من الوقت والجهد والتوترات لانجازها، كما اتفقنا على العلاقات الديبلوماسية مع سورية وتحديد الحدود معها وهي امور يجب ان يتابعها الرئيس الجديد رغم انها تحتاج الى تعاون سوري. كما اتفقنا على تنظيم السلاح الفلسطيني، ويبقى سلاح «حزب الله» ونحن نقبل بتأجيله، فلا يمكن لأي كان نزعه الان أو بعد امد طويل، فلنتركه الى ظروف افضل… ونأمل ان يقدر (حزب الله) ان يوفر علينا حربا جديدة من اجل اطلاق (الاسير اللبناني في اسرائيل) سمير القنطار.
وعن الكلام الدائر من قبل بعض اطراف المعارضة عن تراجعه، قال جنبلاط: «انا لا اخجل في اعادة النظر في مواقفي عندما يكون السلم الاهلي وامن الناس على المحك» وقد قمت بإعادة نظر بناء لمراجعة اجريتها للوضع من زاوية قراءة التطورات الدولية ومصلحة لبنان». وأضاف: «لقد وصلت الى الحد الاقصى في محاولة الوصول الى ضغط جدي على النظام السوري، لكني فشلت. العقوبات التي لوح بها الاميركيون انتهت بان تطبق على وئام وهاب واسعد حردان وحافظ مخلوف ومحمد ناصيف». وعن الموقف الحالي في «14 اذار» قال جنبلاط: «في 14 اذار هناك اراء مختلفة، لكن لا يمكننا المضي في النصف زائدا واحدا اذا لم يكن البطريرك موافقا. وهذا الشيء اشترطه الاميركيون لدعم موقفنا دوليا».
وعن الاحتمالات التي يواجهها لبنان حاليا قال: «هناك احتمالان، الاول ان ينجح السوريون في ايصال لبنان الى فوضى يستفيدون منها في «انابوليس 2 و3» وهذا مخيف ولا اعرف الى اي مدى يمكن ان يحصل. وهو مرتبط بمدى ابتعاد او اقتراب «حزب الله» من القرار السوري، وهذا يتصل بتركيبة امنية ـ سياسية غير معروفة بالنسبة الينا. أو ان ننتظر وساطات جديدة» ويردف قائلا: «لا بد من ان نجلس سويا بغض النظر عن الوساطات الدولية، فليجلس الشيخ سعد والرئيس بري ويتفقا».
ورأى ان البازار السوري ـ الاميركي انطلق، آملاً ان تكون «شطارة الاميركيين على مستوى شطارة السوريين واقناعهم بترك لبنان وشأنه». مشددا على ضرورة تحسين الشروط اللبنانية «حتى لا نكون فرق عملة».
ورأى جنبلاط ان «المثالثة ضمن المناصفة» يمكن ان تبحث في اجواء هادئة مع شكه في امكانية التطبيق بسبب التعقيدات التي قد تنشأ حوله في الشارع المسيحي تحديدا. معتبرا ان المثالثة تحول لبنان الى «مجلس قبائل على الطريقة الصومالية».
(الشرق الأوسط)