الكويت: حزن ووجوم وذهول أمام جريمة غير مألوفة

بعد تشييع الشيخ باسل سالم صباح السالم الصباح في التاسعة صباح اليوم، فالشعور السائد في الكويت هو الوجوم، والحزن، والذهول أمام جريمة غير مألوفة. وقد لخّصت “الرأي” الكويتية وضع التحقيقات بعنوان “جريمة المسيلة… غموض وهستيريا”. فمن جهة، تراوحت المعلومات بين إطلاق القاتل، وهو خال القتيل وصديق قديم له ومتزوج من ابنة عمه ، سبع رصاصات أو ست رصاصات على القتيل. أما حول الملابسات، فقد ذكرت “االرأي” أن أن الجاني الذي يعمل في استخبارات الجيش وبرتبة نقيب، كان مع المرحوم الشيخ باسل في ديوانية قصر المسيلة وبعض اعضاء نادي الربع ميل لسباق السيارات يتناولون العشاء وبعدما أنهى الشيخ غسل يديه عائدا الى الصالة على كرسيه المتحرك فاجأه الجاني باطلاق النار عليه من مسدسه العسكري الذي احضره من السيارة، ما اذهل الموجودين واصابهم بالوجوم، ودفع بعضهم الى الركض باتجاه ديوانية الشيخ ثامر العلي الصباح نائب رئيس جهاز الأمن الوطني حيث حضر مع مجموعة ليجدوا المرحوم باسل مضرجا بدمائه والقاتل منهارا فاقد الوعي. ثم قام احد الذين كانوا يتناولون العشاء وهو من جنسية عربية بتقييد الجاني بشريط الهاتف الأرضي قبل وصول رجال الأمن.

وأضافت “الرأي” التي نشرت الصورة المرفقة للقتيل والقاتل أن الجاني أصيب بحال هيستيرية بعدما علم ان الشيخ باسل قد فارق الحياة، وأنه يبدي صمتا مطبقا في التحقيق، وأشارت المصادر إلى أن ضباط المباحث الجنائية، وإزاء الصمت الذي يلوذ به الجاني، رأوا استدعاء أصدقاء الطرفين، علّهم يفيدون بما يؤدي إلى فك «شيفرة» لغز ما حدث وما إذا كانت وراء الجريمة أسبابها.

وعلمت «الراي» ان الاجتماع الذي كان قد عقد قبل عملية القتل تم فيه توزيع المناصب الادارية على مجلس ادارة نادي الربع ميل، وقد تم ابعاد الشيخ فيصل الذي كان نائبا لرئيس النادي عن اي منصب، فيما اسندت مهام ادارة النادي الى صلاح بن عيدان.

وتستبعد المصادر الكويتية وجود خلفية سياسية للحادث لأن الشيخ باسل لم يكن من المشاركين في النشاط السياسي ولم يتول أي منصب. انما ركز نشاطه في المجال الرياضي وسباقات المحركات، وكان تعرض في شبابه لحادث قوارب سباق ما أدى الى إصابته بإعاقة دائمة وصعوبة في المشي. وهو حفيد أمير الكويت السابق الشيخ صباح السالم الصباح الذي تولى الإمارة بين 1965 و 1978، وكان والده تولى وزارات الشؤون والدفاع والداخلية والخارجية. لكنه ترك المناصب الرسمية قبل وفاته من سنوات بسبب ظروفه الصحية.

*

خبر الإغتيال كما نشرناه أمس الجمعة

مقتل الشيخ باسل سالم صباح السالم الصباح بـ 8 رصاصات من فيصل عبدالله الجابر في قصر المسيلة

أعرب بعض الكويتيين عن تخوّفهم من أن يكون لحادث مقتل الشيخ باسل سالم صباح السالم خلفيات “سياسية”، ولكن لم
تتوفّر حتى الآن معلومات تعزّز صحة هذه الفرضية.

وقد نعى الديوان الأميري في دولة الكويت بعد منتصف ليل الخميس الشيخ باسل سالم صباح السالم عن عمر يناهز 52 عاما، وقال في بيان ان جثمانه سيوارى جثمانه الثرى الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت.وفي حين لم يشر البيان الاميري الى سبب وفاة الشيخ باسل، فان مصادر كويتية قالت انه قضى نتيجة اطلاق نار.

والشيخ الراحل باسل هو حفيد أمير الكويت الثاني عشر صباح السالم الصباح والنجل الأكبر للمرحوم الشيخ سالم صباح السالم الصباح والشيخة بدرية عبد الله الجابر الصباح، وكان والده الراحل وزيرا للشؤون الاجتماعية والداخلية والدفاع والخارجية كما عمل سفيرا في واشنطن ورئيسا للجنة الوطنية لشئون الأسرى والمفقودين، واستمر يتولى مسئوليتها وذلك حتى وفاتهالعام 2007 .

كما أنه إبن شقيق وزير خارجية الكويت الحالي.

وقالت مواقع وصحف كويتية مصادر مطلعة أن المرحوم لقي حتفه نتيجة اطلاق نار عليه من قبل الشيخ فيصل عبدالله الجابر الذي كان يجلس في ديوانية المرحوم في قصر المسيلة، حيث كانا في اجتماع بحضور آخرين، وبعد وقت قليل طلب القاتل من المرحوم الشيخ باسل التحدث معه على انفراد في إحدى الغرف، وما هي الا لحظات حتى سمع الحضور صوت اطلاق نار، فتوجهوا الى الغرفة ليعثروا على الشيخ باسل مصاباً بطلقات نارية، فتم نقله على الفور الى مستشفى مبارك لكنه فارق الحياة قبل وصوله إلى هناك.

والقاتل البالغ من العمر 32 ويعمل نقيب بالجيش الكويتي.

وأكدت المصادر ان المعاينة الأولية من قبل الطبيب الشرعي دلت على ان المرحوم اصيب بـ 8 طلقات نافذة من مسافة قريبة.

وأضافت المصادر ان اجهزة وزارة الداخلية تمكنت من ضبط القاتل داخل قصر المسيلة، وأن النيابة باشرت التحقيق مع شهود الواقعة، كما كلفت إدارة مسرح الجريمة في الادارة العامة للأدلة الجنائية بالانتقال الى موقع الحادث ومعاينته.

ولم تتوفّر معلومات عن الشيخ القاتل سوى أن والده كان وزيراً للمعارف ومحترماً جداً.