طهران (رويترز) – هدد الحرس الثوري الايراني يوم الاثنين بسحق الاحتجاجات بعدما حث زعيم المعارضة مير حسن موسوي أنصاره على تنظيم مزيد من المظاهرات احتجاجا على الانتخابات التي اجريت في 12 يونيو حزيران والمتنازع على نتائجها.
وجاء في بيان نشر على موقع الحرس الثوري على الانترنت انه “خلال الموقف الحساس الحالي… سيتعامل الحرس بحزم وبأسلوب ثوري مع مثيري الشغب ومن ينتهكون القانون.”
بيان الحرس الثوري الذي ينظر اليه على انه اكثر الموالين للمؤسسة الدينية الحاكمة يشير بوضوح الى اتخاذ اجراءات صارمة ضد اي اضطرابات جديدة بشأن اعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد.
ورغم التحذير فقد قال شاهد عيان ان نحو ألف من انصار موسوي احتشدوا في ميدان بوسط طهران.
وقال الشاهد “كنت مارا بميدان هفت تير ورأيت نحو ألف شخص هناك.”
ودعا موسوي الذي اظهرت النتائج الرسمية حصوله على المركز الثاني بعد احمدي نجاد في الانتخابات التي قال انها زورت في وقت متأخر من يوم الاحد انصاره الى تنظيم احتجاجات جديدة.
وقال موسوي في بيان نشر على موقعه على الانترنت “ان الاحتجاج على الاكاذيب والتزوير هو حقكم.”
وقال الحرس الثوري بايران انه لن يتردد في مواجهة الاحتجاجات “غير المشروعة” التي ينظمها المرشحون الخاسرون في الانتخابات الرئاسية محذرا الغرب بالكف عن دعم “مثيري الشغب.”
في غضون ذلك ذكرت وكالة انباء العمل الايرانية ان الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي التقى باحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس الهيئة القضائية اية الله محمود هاشمي شهرودي يوم الاثنين لمناقشة التطورات التي اعقبت الانتخابات. ولم تعط الوكالة مزيدا من التفاصيل.
واثار رئيس اللجنة القضائية بالبرلمان الايراني علي شاهروخي احتمال القيام بتحرك قانوني ضد موسوي بقوله ان دعوته الى “احتجاجات غير مشروعة واصداره بيانات استفزازية” كانت مصدر الاضطراب.
ونقلت وكالة انباء فارس شبه الرسمية عنه قوله “يجب ان تواجه مثل هذه الاعمال الاجرامية بحزم..الطريق ممهد لملاحقة موسوي قضائيا.”
واتهمت السلطات الايرانية القوى الغربية بدعم احتجاجات الشوارع واسعة النطاق ولم تستبعد احتمال طرد سفراء أوروبيين.
وفي روما قالت وزارة الخارجية الايطالية ان ايطاليا مستعدة لفتح سفارتها بطهران أمام المحتجين الجرحى بالتنسيق مع دول أوروبية أخرى.
وأضافت الوزارة أن التحرك الايطالي يأتي عقب مبادرة من السويد لبحث ما اذا كان بوسع دول الاتحاد الاوروبي وضع خطة لفتح سفاراتها أمام المتظاهرين وتقديم مساعدات لهم.
وقال التلفزيون الايراني ان عشرة اشخاص قتلوا واصيب اكثر من 100 اخرين في مظاهرات نظمت في طهران يوم السبت في تحد لتحذير وجهه الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي.
ونقلت محطة برس تي.في التلفزيونية الايرانية الناطقة بالانجليزية عن مكتب المدعي العام في طهران قوله ان “مخربين مجهولين” فتحوا النار وقتلوا أشخاصا في أحداث العنف التي شهدتها العاصمة يوم السبت الماضي.
يأتي التحذير الشديد من جانب الحرس الثوري بعدما شهدت العاصمة اهدأ ليلة من الانتخابات.
وحث شبان من أنصار موسوي في موقع لهم على الانترنت المواطنين على حمل شموع سوداء بأشرطة خضراء يوم الاثنين تضامنا مع ضحايا الاضطرابات الاخيرة.
والاضطرابات الحالية في ايران المنتج الكبير للنفط والغاز هي الاوسع نطاقا منذ الثورة الاسلامية التي أطاحت عام 1979 بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة.
وترفض السلطات اتهامات بالتزوير لكن متحدثا باسم اكبر هيئة تشريعية في ايران التي تنظر شكاوى المرشحين المهزومين اعترف بان عددا من الاصوات في بعض الدوائر لم يذهب الى المرشح الذي يستحقها.
ونقلت الاذاعة الايرانية عن عباس علي كادخوداي قوله مساء الاحد ” بناء على المعلومات الاولية فان 50 بلدة بها هذه المشكلة.”
واوضح ان ذلك ربما يرجع الى تمكن الايرانيين من الادلاء باصواتهم حيثما يريدون بالاضافة الى عوامل اخرى. واوضح ان مفتشين سيبحثون القضية.
واضاف “ومع ذلك فان العدد الاجمالي للاصوات في هذه الدوائر لا يتجاوز ثلاثة ملايين وبالتالي فلن يكون له اي تأثير على الانتخابات.”
ودعا ايرانيون على المواقع الاجتماعية على الانترنت الى الحداد على نداء الشابة التي قتلت بالرصاص يوم السبت. وشاهد الالاف على الانترنت صور مقتلها واصبحت صورتها رمزا للاحتجاجات.
لكن شهود عيان قالوا ان مسؤولي الامن منعوا تشييع جنازتها حيث اغلقوا الطرق المؤدية الى احد مساجد وسط طهران حيث كان سيصلى عليها.
وقال شاهد عيان “الشرطة كانت ترش طلاء على سيارات الذين اصروا على القيادة باتجاه المسجد.”
وقال حسن قشقوي المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي “قيام قوى ووسائل اعلام غربية بالترويج للفوضى والتخريب ليس مقبولا على الاطلاق.”
ومن جانبه حث الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يقود جهودا دبلوماسية لوقف برنامج ايران النووي الذي يخشي الغرب ان يتمخض عن صنع اسلحة نووية ايران على وقف العنف ضد المحتجين.
في الوقت ذاته زاد رجال الدين المؤيدون للاصلاح من الضغوط على الزعامة الايرانية المحافظة.وحذر محمد خاتمي الرئيس المعتدل السابق وحليف موسوي من “عواقب وخيمة” اذا منع الناس من التعبير عن مطالبهم بطرق سلمية.