في الوقت الذي مازالت فيه التحقيقات جارية مع مدرس مادة الرسم في مدرسة عينطورة بيار شلش المتهم بالتحرش الجنسي بعدد من الطالبات تتراوح اعمارهن ما بين 6 الى 8 سنوات، بادرت الجهات القضائية اللبنانية ووزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع الاهلي الى العمل على لملمة القضية من جوانبها كافة.
فالقضاء أوقف المتهم، ووزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور اتخذ بدوره صفة الإدعاء الشخصي، على المتهم، بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للطفولة، في حين ان جمعية “حماية” التي تعنى بالحالات المشابهة، دخلت على خط المعالجة النفسية والإجتماعية للفتيات المعتدى عليهن، بالإتفاق مع إدارة المدرسة.
المدرس “المهووس” والمصاب بما يعرف بـ”مرض التحرش بالاطفال” استغل منصبه وعلاقاته المشتبه بها مع إبنة المشرفة على القسم الإبتدائي في المدرسة ليتمادى في غيه وتحرشه من دون رادع او وازع.
الأهالي، وإدارة المدرسة إستفاقوا متأخرين على أنين الاطفال، وبعد أن حصل ما حصل، حيث أشارت والدة إحدى الطالبات الى أن سلوك الاستاذ “شلش” لم يكن في يوم من الايام متطابقا مع قواعد الحد الادنى لمربي، مشيرة الى انه كان يمارس تمييزا بين الصبيان والبنات في الصف، ليسهل على نفسه عمليات التحرش.
أضافت ان شلش كان يقسم الصف نصفين الذكور، ويأمرهم بإدارة وجوههم الى الحائط، في حين يأمر الفتيات، بإدارة ظهورهن الى رفاقهم الذكور، ويطلب اليهن فتح أرجلهن ليسهل عليه تصويرهن في اوضاع يختارها، خصوصا أن اللباس الموحد للطالبات هو عبارة عن “تنورة” وقميص فوقها ما سهل على “شلش” مهمته في بلوغ الاماكن الحساسة للطالبات.
وتضيف الوالدة ان “شلش” كان يمارس إرهابا على الطلاب، فكان يطرد الطلاب الذكور من الصف، من الذين يستشعر فيهم ملامح الذكاء، والقادرين على التحدث عن ممارساته المشتبه بها، إضافة الى ان المدرس كان يحمل “مسطرة” بلاستيكية، لإخافة الطلاب، كما أنه كان لا يتورع عن التهويل بالمسطرة لإخافتهم.
وبعد إنكشاف قصة المدرس تكاثرت الروايات عن كيفية مطاردة شلش للفتيات الى “بيوت الخلاء” وكيف تم اكتشاف وجوده صدفة في أحد الحمامات المخصصة لاستعمال الاطفال، بعد ان لاحظ الطلاب حذاء “المربي” من خلال فتحة باب الحمام، فاسترقوا النظر اليه،ـ حيث كان يقوم بتصوير فتاة داخل الحمام.
الأهلي أعربوا عن إستيائهم من الادارة التي علمت بأمر الاستاذ وممارساته، قبل إنكشاف الموضوع بثلاثة أسابيع، فغادر رئيس المدرسة في سفر الى خارج البلاد، ولم يعد إلا بعد أكثر من اسبوع على إنتشار الفضيحة في وسائل الإعلام، بدل ان يبادر الى معالجة الوضع قبل ان تتناوله وسائل الإعلام. كما أعربوا عن إستغرابهم وشجبهم لسكوت الإدارة عن المشرفة على القسم الإبتدائي في المدرسة التي كانت تغطي أفعال صديق إبنتها، متسائلين عن الدور الذي إضطلعت به الصديقة المزعومة في علاقة مع مريض نفسي يهوى التحرش بالإطفال! وما إذا كانت الصديقة شريكة في الجرم في إستدراج الفتيات ليقعن في شباك المدرس المهووس.
وفي معزل عن أفعال المتهم المهووس، بادرت الجمعيات الاهلية الى عرض تقديم المساعدة للفتيات، فكانت جمعية “حماية” من الاكثر تأهيلا لمواكبة الفتيات ومساعدتهن على إزالة رواسب التحرش الذي تعرضن له كي لا ينعكس سلبا على مسار حياتهن المستقبلية.
من جهة ثانية اشارت معلومات الى ان المتهم افتعل حادث سير، بعد ان رمى سيارته من نوع “فلوكسفاغن” في احد الوديان، إلا أن خبير حوادث السير الذي عاين السيارة وجد انها سقطت بفعل فاعل وليس بفعل حادث سير.
والمعلومات تشير الى ان والد إحدى الفتيات، رصد المدرس وانهال عليه بالضرب المبرح ما استدعى نقله الى احدى المستشفيات للعلاج، ومنذ ذلك الوقت تحفظت عليه الاجهزة الامنية، ووضعته تحت حراسة مشددة، حيث أنكر في التحقيقات الاولية التي حصلت معه كل ما نسب اليه من تحرش وأفعال مخلة بالآداب.
إلا أن المعلومات أضافت أيضا أن المدرس المشتبه به، حاول الانتحار في المستشفى حيث يخضع للعلاج، بعد ان تناول جرعة مفرطة من الأدوية، إلا أن الاطباء تمكنوا من إنقاذه في الوقت المناسب، وتم تشديد الحراسة والمراقبة عليه.