كثر الكلام في المواقع الاعلامية والسياسية عن حادثة خطف الحجاج الايرانيين في منطقة أعزاز التابعة لمحافظة حلب وبعد بوابة السلامة الحدودية التي تسيطر عليها الدولة بمئات الأمتار.
“كلنا شركاء ” لا تدعي ادعاء الحقيقة ولكنها على الأقل تثير تساؤلات حقيقية وردت إلى كلنا شركاء من أهل أعزاز، وأهل أعزاز أدرى بشعابها !
أول الشكوك التي أثارها أهل أعزاز ، هوية المختطفين الذين أعلن أنهم من خطف هؤلاء الحجاج، فهذه الكتيبة وعمار داديخي بالذات معروف في أعزاز أنه من مافيا التهريب المعروفة والتي كانوا يشاركونها مع أولاد الناعس ومصطفى التاجر وهؤلاء معروف علاقاتهم مع الدولة والمخابرات وأعمالهم القذرة في التهريب والتشبيح , وأقل شاب في اعزاز يعرف تاريخ هذا الرجل ، لذلك أن كانت الاتهامات صحيحة له بالخطف فهذا يؤكد أن الخطف صار بتنسيق بين المخابرات وحزب الله وهؤلاء الأتباع لهم، رغم أن هذا الرجل صرح مراراً أنه معارض للنظام لكنه لم يقبل أبداً من أي عنصر من عناصر الجيش الحر في المنطقة.
الشك الثاني هو في قدوم هذه القوافل من الحجاج من هذا الطريق وبهذا التوقيت بالذات بعد أن كانت هذه القوافل مقطوعة ، فأهل أعزاز يعرفون أن الحجاج الايرانيين منعوا من القدوم عبر البر بتحذير من قادة حزب الله وهو ما اعترف به قادة الحزب، كما ان اهل أعزاز يعرفون تماماً أن أغلب القوافل التجارية والمدنية على هذا الطريق قليلة جداً خلال الأشهر الأخيرة ، بعد تدهور الأمن في هذه المنطقة، إلى درجة أن طريق (حلب _ السلامة )وطريق (حلب _ ادلب) صار من أخطر الطرق حتى في غرفة تجارة حلب التي طلبت من الدولة تجهيز كتيبة أمنية لحماية قوافلهم وعلى حسابهم الخاص من تجار حلب،
يسأل أهل أعزاز: من الذي يسمح لهؤلاء بالخروج براً في رحلة الحج طالما أن الحزب حذر رؤساء القوافل من الطريق البرية؟
ويضيفون: الذي صرح لهؤلاء وسمح لهم بالخروج براً إلى ايران عبر تركيا وسوريا وعلى أخطر طريق، سمح لأنه متأكد أن هؤلاء سيكونون تحت حماية الدولة ورعاية الأمن والشبيحة لذلك كانت كل تصرفات حزب الله وأهالي الضحايا لا تتوافق مع حزب يتعامل مع مختطفين خطرين بل وكأنه يتعامل مع مختطفين بالتعاون معه، فالطيارة الأولى لهؤلاء الحجاج إلى مطار بيروت كانت تتحدث ألفاظ استفزازية للخاطفين ، مثل التهديد بالسحق أو الاستهزاء بالحرية أو الحديث أن هؤلاء أعداء سوريا وهي مالا تحصل في أي حادثة خطف ولا في المجالس العامة ولا في الاعلام ، فهل هناك أم أو زوجة في العالم يخطف زوجها وهي تكيل المديح لرئيس حزبها والشتائم للمختطفين، فالمفترض أن تكون في أسوأ ظروفها ولا تفكر الا في حماية قريبها المخطوف بالسكوت على الأقل .
الشك الثالث: هو في تناقض الأخبار الأولى، فاحدى النساء تحدثت عن سيارة كانت تلحق هؤلاء الحجاج من أول الحدود، وهذه السيارة هي من أوقفتهم في منتصف الطريق ، فكيف تلاحقهم سيارة من بوابة حدودية تابعة للدولة والجيش كله منتشر هناك ولا يعترضهم أحد.؟
ثم خرجت امرأة أخرى لتصرخ على الشاشة أن الرجل الذي أوقف الباص هو عمار الواوي وقد عرفته من التلفزيون، بينما أغلب أهل أعزاز يعرفون أن النقيب عمار هو خارج حلب كلياً.
يضاف إلى هذه التناقضات، ما سربه عدد من أهل أنطاكية لأقربائهم السوريين أن هؤلاء الحجاج موجودون عند المافيا التركية والتي لها علاقات جيدة جداً مع حزب الله في تجارة السلاح وتجارة المخدرات في جنوب افريقيا والخليج، حيث أن هذه المافيا معروفة تماماً في تركيا .
أين تكمن العقدة في حل قضية المختطفين؟؟
يتحدث أهل اعزاز أن الأمور كانت في البداية تجري كما خطط له ولكن شيئاً ما حصل وقد أخر وعطل تسليم المختطفين وهم يطرحون عدة احتمالات منها:
1_ أن من خطف هؤلاء كان أحد العصابات التي تنشط في المنطقة في التهريب , ووعدوا بالمال مقابل ذلك وأن ضابط الارتباط من المخابرات السورية الذي أقنع هؤلاء بأنه ضابط منشق وأنه سيدفع لهم ما يريدون من مبالغ اذا سلموه المختطفين ،لأنهم ضباط شيعة , لكن التفاصيل الاعلامية التي خرجت على الاعلام جعل هؤلاء يشعرون بأنهم تم التغرير بهم من ضابط مخابرات بعد أن نفى قادة الجيش الحر علمهم بالعملية، فأغلقوا هواتفهم وغيروا أماكن تواجد المختطفين ويتحدث البعض أنهم أدخلوهم تركيا، وهذه العصابات معروفة في تركيا بعلاقاتها مع المافيا ولا سيطرة للدولة التركية عليها ولذلك هناك صعوبات كبيرة تعترض تسليمهم .
2_ أن من خطف هؤلاء هم عصابات متعاونة مع المخابرات السورية وبدون علم حزب الله وكانت تريد توتير الأجواء الدولية من وراءها على ان يتم تسليمهم خلال ساعات , لكن دخول سعد الحريري وداوود أغلو والطرف السني اللبناني بقوة على الخط جعلهم يعيدون حساباتهم من أجل صفقة أخرى طائفية يفكرون بها وستكشفها الأيام.
3_ أن من خطف هؤلاء هم عناصر تدعي انها من الجيش الحر ولكنها ليست على علاقة بباقي كتائب الجيش الحر وقد أبلغ هؤلاء أن هؤلاء الأشخاص هم ضباط من حزب الله ولذلك تم خطفهم من أجل توريط الجيش الحر في حرب مع عناصر اقليمية في المنطقة توسع جبهاته…
كلنا شركاء تذكر أغلب ما يتردد في المنطقة لكنها لاتتبنى أياً منها وذلك لكثرة الاختراقات والصفحات والجماعات الوهمية في سوريا، ولكن مع ذلك تبقى هناك شكوك حقيقية في هذا الموضوع ستكشفه الأيام.