في ذكرى شهداء زحلة في 2 نيسان 1981، وجّه د. سمير جعجع كلمة لاحظنا فيها: “أمامكم ثلاثة خيارات في الاستحقاق النيابي وهي: “القوات اللبنانية وحلفاؤها، التيار الوطني الحر وحزب الله، والمستقلون”. فاذا انتخبتم المستقلين، ومع احترامي لهم جميعاً ولكن ما الذي سيفعلوه؟ علينا ان ننتخب من قادر على المواجهة الفعلية، فهل هم قادرون على هذا “الحمل”؟ طبعاً لا، وبالتالي أي صوت للمستقلين فهو صوت “ضائع”!
و« بالصدفة »، ربما، غرّد د. فارس سعيد مساء اليوم قائلاً: برهنت التجربة السياسية ان المستقليّن المسيحيين وخاصة الموارنة استطاعوا صنع المعجزات:
١-تألفت « قرنة شهوان » من « مستقلين » ووقفوا امام الجيش السوري،
٢- غالبية الذين نزلوا الى ساحات ١٤ آذار « مستقلون »
٣- الاهم حافظوا على تواضع اخلاقي اصبح نادراً في هذه الايام!
*
ما الذي يزعج د. سمير جعجع في موضوع « المستقلّين » اليوم بالذات؟ علماً أن « صوفة المستقلين حمراء » عند حكيم « القوات » منذ سنوات؟ أي منذ تحوّل « القوات اللبنانية » إلى « حزب »، ومنذ تفاهمه التاريخي الكارثي (باعترافه هو) مع ميشال عون لإيصاله إلى قصر بعبدا!
ماذا عن يوم 14 آذار 2005 التاريخي الذي أطاح بالوجود السوري في لبنان بالضربة القاضية؟ 14 آذار 2005 كان « بامتياز » يوم « المستقلين »، وإذا كان د. جعجع غير موافق، فليكشف لنا كم عدد « القواتيين » الذين شاركوا في المظاهرة التي ضمّت نصف شعب لبنان! وكان هو، في حينها في السجن (وكان يدافع عنه، ويطالب بتحريره، « المستقلون » بالدرجة الأولى!)، وميشال عون في باريس!
ربما لم « يهضم » د. سمير جعجع أن « المستقلين » رفضوا تفاهمه مع ميشال عون، وثبت أنهم كانوا على حق! مع أنه، هو نفسه، اعترف لاحقاً أنه « أخطأ » حينما دعم عون للرئاسة. عموماً، اعتراف د. سمير جعجع بخطئه في موضوع عون،هو من نوع « تعا وما تجي »! يعني « صحيح أخطأ ولكنه.. لم يخطئ »!
« مشكلة » أخرى مع د. سمير جعجع هي تمسّكه بأسوأ قانون إنتخابي في لبنان، هو القانون « الملّي » الحالي المستوحى من « قانون إيلي الفرزلي » المسمّى « القانون الأرثوذكسي » (والأرثوذكس براء منه). هذا القانون « الباسيلي-الجعجعي » غير دستوري وغير شرعي، وغير ديمقراطي، وكل نتائجه باطلة! في الماضي وفي المستقبل! والعجيب أن د. سمير جعجع لا يجد مشكلة في أن مرشّحاً يحصل على 5000 صوت يسقط في الإنتخابات في دائرة ينجح فيها مرشّح آخر بـ200 صوت! ولذلك، فهو يتمسّك بهذا « المولود المسخ » الذي اتفق هو عليه مع الإيراني جبران باسيل. لماذا يتمسّك به؟ لأنه يخدم مصالحه!
*
ما الذي أزعج د. سمير جعجع هذا الأسبوع في موضوع « المستقلين »؟
هل أزعجته صورة د. فارس سعيد العملاقة على الأوتوستراد وعليها شعار « نواجه الإحتلال »! حتماً أزعجته!
كيف يجرؤ د. فارس سعيد على مواجهة الحزب الإيراني بدون « ترخيص » من « حزب القوات اللبنانية »؟ ليس مسموحاً لأحد أن « يزايد » على « القوات » في موضوع « المقاومة اللبنانية »!
والأرجح أن د. سمير جعجع « أخذ على خاطره » أيضاً لأن د. فارس سعيد شكّل « لائحة مستقلة » في دائرة جبيل-كسروان! مع أن د. فارس سعيد كان أعلن استعداده للإنسحاب، هو شخصياً، إذا توافق المرشحون المسيحيون على إسم شيعي يضمن إسقاط مرشّح الحزب الإيراني في الدائرة!
لماذا لم يتلقّف د. جعجع الإقتراح فـ« يرتاح » من منافسة د. فارس سعيد ويُسقِط مرشح الحزب الإيراني في الوقت نفسه؟ لأن « مواجهة » مرشح الحزب الإيراني في جبيل ليست همّه الأول؟
في سنوات « القحط السياسي » الذي أعقب « تفاهم الرابية » بين عون وجعجع لم يقف في وجه « الإحتلال الإيراني » سوى « لقاء سيدة الجبل »! ومنه تولّد « المجلس الوطني لتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني » قبل أشهر على يد 160 من « الأصوات الضائعة » كما يسميها د. جعجع، وكلهم من « الكوادر » الذي لهم « حيثية » في المجتمع اللبناني وفي الإغتراب اللبناني!
باب « المجلس الوطني » مفتوح للأفراد والأحزاب والجماعات، فلماذا لا يدعم د. جعجع « المجلس الوطني »، أو ينضم إليه؟ بدل تسريبات « المزايدات »؟ لم نلحظ تصريحاً واحداً مباشراً للدكتور جعجع عن « المجلس الوطني »، مع أنه « ليس سرّاً » أن الشعار أثار مخاوف حزب الله الذي يتصدّى زعماؤه لهذا الشعار كل يوم؟ إذا كان د. جعجع يعتقد أن ما يسمّى « الجبهة السيادية » تنافس « المجلس الوطني »، فسنتركه « على نياته »!
*
في النهاية، وبكل هدوء، نحن نلتقي مع « القوات » على رفض « الإحتلال الإيراني » للبنان! ولكننا، نحن” المستقلين »، نمثّل « أغلبية الشعب اللبناني »، الأغلبية المسيحية والسنية والدرزية والشيعية. وهذا ما يعرفه الحزب الإيراني، وما يخيفه!
ونحن لا ننتظر ترخيصاً من « القوات » أو غير « القوات » لمواجهة الإحتلال الإيراني! ولا نقبل بروزنامة « القوات » لمواجهة « الإحتلال الإيراني »!
« القوات » تريد، الآن، معركة انتخابية تحقق فيها كتلة نيابية أكبر تؤهل زعيمها للترشح لرئاسة الجمهورية خلفاً لميشال عون.هذا المشروع من حق « القوات »!ولكنه لا يُلزِم أحداً من خارج « القوات »!
وهذا ما لا يستطيع د. سمير جعجع أن يهضمه! كما لم يهضم معارضة « المستقلين » (وكثير من « القواتيين ») لاتفاقه التعيس مع ميشال عون!
كارثة ديمقراطية أن يقول د. سمير جعجع أن « أي صوت للمستقلين هو صوت ضائع »! « كارثة » لأنه يذكّر بمشاريع « الحزب الواحد »، وما أكثرها وما أتعسها، في المنطقة العربية! « إمشوا خلفي وأنا أقودكم »، شعار لم يعد يمشي لا في لبنان ولا في العالم! رأس المال « الديمقراطي » لحزب « القوات » ناقص!
أخيراً، هل « المستقلون » غير قادرين على « هذا الحمل »، كما زعم د. جعجع؟ أي « حمل » يعني؟ حمل السلاح؟ نأمل، ونعمل، لكي لا نصل إليه! والقوات أيضاً تأمل وتعمل لكي لا تصل إلى هذا « الحمل »!
لكن، إذا كان الخيار بين « الإحتلال » و « المواجهة » فنحن نرفع شعار « شويا » و« خلدة » و« النبطية » و« عين الرمانة ».. و« المناطق المحررة » (المتعددة الطوائف والآراء والأحزاب والجماعات..) هي الحل!
نحن « قد الحمل وأكثر »، لآننا نحن من رفع شعار « مواجهة الإحتلال الإيراني »!بدون « تكليف شرعي » من أحد!
نحن ندعو « القواتيين » و« جمهورهم »، السيادي بامتياز، إلى تحكيم ضميرهم والإقتراع لمن دافع عن « سيادة لبنان واستقلاله » بدون مهادنة منذ سنة 2000 وحتى الآن!
ما بحياتي احترمت القواتيين وتحديدا بعد ثورة تشرين. فيما يخص ما قاله عن المستقلين، وجود د.فارس وباقي القائمة مهم يا تخرج لبنان من الدائرة المغلقة بانتخابه وتتجه نحو حلول جديدة، يا اما هيكسب شلة تجار الحروب وتفضل لبنان في نفس الدائرة المغلقة ونفس التعاسة بصورة أبشع. د. فارس يواجه عصابات حروب وهو يعرف، لكن وجوده فرصة للشعب اللبناني نحو اختيارات أفضل. بتمني له التوفيق حقيقي فيما يخص قرنة شهوان وثورة الأرز، ما يثبت أنهم تجار حروب أنه لم يتبق من قرنة شهوان وما تلاها غير د. فارس. واللي بيسعوا يغتالوه سياسيا قبل أي شئ ثاني. الشهر القادم ذكرى ميلاد أول… Read more »