إذا لـم ينتخب أحد “ابنيــه” فهو لا يـريد الدولــة
المركزية- لا يزال الواقع السياسي اللبناني يدور في فلك احتفال معراب الذي كرس العماد ميشال عون مرشحا رئاسيا. فإلى جانب الشق المتعلق بالمصالحة التاريخية بين عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ذهب البعض إلى حد ابداء مخاوف على تحالف 14 آذار، في ضوء هذا التطور الذي أكد أن قطبين من فريق 8 آذار دخلا فعلا نادي المرشحين، في وقت كثر في الأيام الأخيرة الكلام عن أن هذه الخطوة أتت لتضع حزب الله جديا أمام اختبار الوفاء بالتزاماته الرئاسية، بعد 20 شهرا على الشغور.
وفي السياق، لفت منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد عبر “المركزية” إلى أن “جميع اللبنانيين اليوم أمام امتحان يتمثل بتصنيفهم في فريقين: فريق تعطيلي ، وآخر يسهّل اجراء الانتخابات، وهذا الأخير معروف ويتألف ممن شاركوا في كل الجلسات، ومن يطرحون مبادرات (وإن كانت خارجة عن الطبيعة) من أجل تسهيل الانتخابات. أما من يعطل الاستحقاق، فهو معروف أيضا. إنه الحزب الذي أخذ منحى تعطيليا منذ العام 2005 وحتى اليوم، وآخر فصوله تعطيل رئاسة الجمهورية”.
وأشار سعيد إلى أن “في لبنان مواجهة بين قوتين: إحداهما شعبية، أهلية تمثل رأيا عاما، وتريد تسهيل عملية بناء الدولة، أي احترام المهل، واستمرار الرهان على الدولة كونها الضامن الوحيد للسلم الأهلي في لبنان. وهناك قوة تعيش إلى جانب هذه الدولة ولا تريد لها الصحة والعافية، وتحاول تعطيل قيامها منذ العام 2005 حتى اليوم. توازنت هاتان القوتان خلال 11 عاما. واليوم يريد حزب الله أن يقول إنه غلب قوة التسهيل في لبنان، وإنه قادرعلى تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية”، معتبرا أن “هذا قرار لا علاقة له بلبنان، وقد اتخذه الحزب لأسباب ايرانية ولأسباب تتعلق بتوازنات المنطقة. السؤال هو الآتي: هل هناك قدرة لبنانية وطنية محلية على مواجهة هذه القوى التعطيلية؟ وهل يستطيع المرشحان ميشال عون وسليمان فرنجية مواجهة الرغبة التعطيلية لدى الحزب؟ ثم هل يستطيع داعمو ترشيحيهما مواجهة هذا الأمر؟ ومن يستطيع تكوين وسط لبناني مسيحي- إسلامي، وسط سياسي يتصدى لقرار حزب الله تعطيل الدولة في لبنان؟ وهذا من يستحق أن يكون رئيسا للجمهورية. أما الذي يتلطى وراء هذه الرغبة وتلك، فلا يستحق هذا المنصب. مطلوب من المرشحين المعلنين أن يخوضوا معركة تسهيل عملية الانتخاب”.
ونفى وجود اختلال في التوازن السياسي في البلاد”، منبها إلى أن “وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في تصريح علني إن “الحزب يمتلك 80 ألف صاروخ، وطائفة”. نحن لا نريد أن نكون كذلك، بل نريد أن نمتلك القانون، الدستور وبناء الدولة، العيش المشترك. فهذه كلها تساوي الـ 80 ألف صاروخ والطائفة”.
وعن الخلاف بين تيار المستقبل والقوات، اعتبر أن “هذا اختلاف في وجهات النظر وليس خلافا. لكن تيار المستقبل والقوات قدما على مذبح حزب الله مرشحين يجب أن يسارع الحزب إلى انتخابهما. وأمام كل هذه التنازلات، إن كان الحزب لا يريد انتخاب “ابنه البكر” ميشال عون أو “ابنه الأصغر” سليمان فرنجية، فهذا يعني أنه لا يريد دولة في لبنان.
وختم سعيد: “أحد المرشحين المتفق عليهما زعيم كبير يدعى العماد عون، وهو حليف حزب الله في لاسا وفي الملف النووي الايراني (أي من الصغيرة إلى الكبيرة)، فليذهب مخزنا دعما مسيحيا وكنسيا عارما، حاملا الزوادة التي أعطاه إياها الدكتور جعجع، إلى أم العروس لتجعل منه “عريسا”.