فى يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر هذا العام 2015، احتفل الليبيون اليهود المقيمون فى ايطاليا بالذكرى السبعين لحادثة الاعتداء العنصري على الجالية اليهودية فى طرابلس وباقي المدن الليبية التي اسفرت عن مقتل ثلاثة وثلاثين ومئة يهودي ومئات الجرحى، وما تبع ذلك من اقتحام للبيوت وسرقة للمحلات واعتداءات جنسية على اناس عزل مضطهدين.
القصة بدأت فجأة، فى صباح يوم الجمعةالرابع من نوفمبر 1949، التاسعة والنصف صباحا يوم العطلة الاسبوعية. كانت مباني الادارة خالية من الموظفين، وصمت مريب يخيم على الشوارع. انطلقت فجأة صرخات “اليهود… اليهود”!واندفع مئات الاشخاص فى طوابير متراصة نحو الحي اليهودي فى المدينة القديمة، ثم انتشر الشغب الى كل المدن والبلدات الليبية، واستمؤّ عدة أيام. فى طرابلس، دُمِّرَ 24 معبداً يهودياً وثلاث مقابر. وفى بنغازي ثلاثة معابد ومقبرة، ونهبوا المحلات واقتحموا البيوت واغتصبوا النساء، وحطموا المدرسة اليهودية. وتدخلت السلطة البريطانية بعد عدة أيام فقبضت على 700 شخص من المعتدين الليبيين المسلمين.
واتخذت الادارة البريطانية موقفا متراخياً، فقامت بأطلاق سراح المعتقلين ورحّلت اليهود العاملين معها إلى مناطق بعيدة. وتعلم اليهود الدرس، وبدأوا فى تنظيم دورات تدريبية على الدفاع عن النفس واستخدام السلاح، لذا فشلت الهجمات التالية التي حاول الرعاع تكرارها.
وفى سنة 1949، قامت دولة اسرائيل ورحل المجتمع اليهودي نحو حياة جديدة خالية من الخوف والحقد والكراهية! كان عددهم فى طرابلس وحدها حوالي 50000 غادروا باستثناء قلة قليلة فضّلت البقاء ثم أُجبِرَت على الرحيل بعد حرب الايام الستة في 1967حين تكررت نفس مشاعر الحقد والثورة وقام ضابط واحد بقتل اثنين وعشرين فردا من عائلة يهودية، وافلت من العقاب! فالمسلم لا يُقتَل بالكافر! وبدايةً من انقلاب القذافي، أُغلِقَت فرصُ التعايش مع “الآخر”، واصبحت ليبيا حكرا على الليبيّين، واصبح الحقد والكراهية عنوان الحياة فيها.
وتاريخ اليهود فى ليبيا هو تاريخ القهر وسوء المعاملة.
فى العصر التركي وعهد أسرة “القره مانلي“، كانوا أكثر فئات المجتمع تعرضا للظلم والتعسف والفقر، وفُرِضت عليهم الضرائب الباهظة، وأُرغموا على ممارسة احقر الاعمال من اجل البقاء، يُواجهون اقسى العقوبات، بعضهم يُصلب بالمسامير على باب الكنيس، ويطلى وجهه بالعسل ليجلب الذباب ويفقس البيض فينتج الديدان الصغيرة التي تعيش على خلايا الوجه وتأكل انسجته ويموت بأبشع سبل العذاب ولأتفه الاسباب.
واندحرت دولة الترك، وجاءت ايطاليا، فتعرّضوا لظلم افدح خاصة فى عهد موسوليني. جمعوهم فى مناطق معزولة، ووضعوهم فى “هناجر” بالقرب من سفح الجبل فى “نالوت”يفصلبين العائلة والعائلة سياج من الحصير القديم، وعاشوا اسوأ حياة، وانتشرت بينهم المجاعة والمرض والالتهابات الجلدية.
والليبيون اليهود عنصر أصيل فى تكوين المجتمع الليبي، شأنهم شأن المسيحيين فى مصر وفلسطين والشام والعراق لكنهم لم يكونوا معتدين أو عدوانيين، ولا يُعرف في تاريخهم أنهم مارسوا العدوان أو الجريمة أو كانوا فى يوم ما مصدرَ خطر على غيرهم من السكان أو ساعدوا المستعمر أو خانوا الوطن.
لكن الليبيين المسلمين المؤمنين نافقوا المستعمر! عملوا جنوداً فى جيشه، وقاتلوا تحت رايته، وقدم فقهاؤهم لـ”الدوتشي” السيف واعلنوه “خليفة المسلمين”! لم يشارك اليهود فى ذلك، لم يتطوعوا للقتال ولا انضموا لشباب “الفاشيست”، ولم يُعرَف عنهم النفاق وتملّق الحاكم. وعندما عرض عليهم الخليفة العثماني أن يمنحهم “الجبل الاخضر” ليقيموا دولتهم فيه، رفضوا واختاروا فلسطين!
أي أنك لن تجد فى تاريخ اليهود فى ليبيا ما تحاسبهم عليه، ولن تجد سبباً يبرر لك أن تكرههم أو تضمر الحقد لهم! فليس فيهم المجرم، ولا السارق. وليس فيهم شرطي ظالم، ولا موظف مرتش، أو نصّاب يأكل حقوق الناس. والاغنياء بينهم قلة قليلة، اما الغالبية العظمى، فعاشت فئة مهمّشة فقيرة مظلومة لم تجد منيدافع عنها.
ولم يكن بين أي من المهاجمين وأي يهودي فى الحارة حقد شخصي، أو كره متبادل، و ثأر قديم! بل، فى معظم الاحوال، كانوا يعيشون معا فى سلام ويتبادلون المصالح ويتعاونون فى شئون الحياة.يتبادلون التعازي والتهاني والزيارات الأسرية، وقامت بين الليبيين واليهوديات حالات زواج عديدة لم ينكرها المجتمع!
لماذا تكون نفسية الليبيين متقلبة كتقلب كثبان الرمال؟ تراهم عقلاءَ مفكّرين، ثم ينقلبون فجأةَ بتأثير شيخ أو فقيه أو مُرابِط إلى وحوش بشرية فقدت السيطرة على عقلها وكما ترونهم الآن. فلماذا ينفجر هذا الحقد الدفين، وأين كان كامنا؟
ولماذا تصرفوا من اقصى الحدود إلى اقصى الحدود فى نفس التوقيت بنفس الطريقة ونفس اسلوب التفكير الذى يكره “الاخر” ويكن له الحقد؟
السبب فيما أظن هو مفهوم “الغنيمة”!
هو أن ما يملكه الاخر هو حق لي، لان الاخر يعمل ويكد ويحصل على النتيجة، وأنا متعب كسول لا أعمل، وعندما يتعاظم الفارق بيني وبينه ابدأ بكُرهِهِ لأنه يذكّرني بفشلي وأحقدُ عليه لأنه جاري الذى يتميز عليّ فى كل شيء وأنا أحتاج إلى ما عنده لكني لا استطيع الحصول عليه بمجهودي أو بمالي، لذا سأنزعه منه بالقوة والقهر ما دام لا يستطيع الدفاع عنه نفسه ولا يوجد من يحميه ولا يوجد من يحاسبني على ما أفعل! ولكي اتخلص من محاسبة الضمير وأجد المبرّر،فلا بأس من أن ترتدي هذه المشاعر الشريرة عباءةَ الدين، فيصبح الخطفُ والنهبُ وقتلُ الاخر “جهاداً في سبيل الله” مع أن هدفه الحقيقي هو ما سوف احصل عليه، هو “الغنيمة”، هي مِتع الدنيا التي يملكها هذا “الآخر”.
و”الآخر” الان يستطيع أن يحمي نفسه ويفتش فى دفاتره باحثا عن ديونه القديمة! فقد حانت لحظة المطالبة. والتجمع الذى اقاموه فى روما دليل على أنهم لا ينسون ولا يتسامحون مع من ظلمهم، وأن لحظة الحساب ربما لن تتأخر إن لم تكن بدأت فعلا!
magedswehli@gmail.com
طرابلس- ليبيا
المجرمين اللي قتلوا واغتصبوا وظلموا ، لايمثلون الاسلام والمسلمين انما يمثلون انفسهم ، ولا يوجد بالاسلام ان قتل الكافر حلال !! واليهود ليسوا بكفار !! هم اهل الكتاب ويجوز الزواج منهم ! ولا يغطى الظلم والقتل باسم الجهاد !! هذا مجرد تخلف ونظره متحيزه و جهل عظيم بالدين الاسلامي منك ومنهم
انا مع عودة اليهود الى ليبيا هي وطنهم كما مع عودة يهود المغرب الى المغرب فهو وطنهم ويحق لهم العيش فيه
لكن لا احد يريد ذلك لا اسراليل ولا امريكا ولا الانظمة العربية الامريكية
اول شي هدا مقال كاتبه يهودي اسرائيلي هدا اولا تم اس شخص يريد عودتهم هو خاين للوطن وللامه العربيه وخاين للقضيه فلسطنيه تالتا لو تلاحضو انه يوصف في يهود بي انهم قله ضعيفه فقيره لا تملك شي تم يصفهم انهم يملكون تروه لن تعودو لن تعودو لهدا وطن ايها خونه عملاء طليان حتى تعود فلسطين الابيه
سويحلي يهودي شن بيطلع منك ونحنا الليبيين المسلمين السنة في ليبيا في انتظار اي يهودي يخش لليبيا حرق بالنار حيكونو حطب الشتاء هذا
في المقال انا لاحظت انك تفرق بين اليهود و اليبين و هذا شئ خطئ
يعني تخيل ان اقول : الزواج بين المسلمين و اليبين
و هذا خطئ
لان اليهودية و الاسلام ديانات
و ليبيا هيا الوطن و الجنسية
و اليبين اليهود لهم الحق في هذه الارض مثل ما اليبين المسلمين لهم الحق فيها
انا مع رجوع اليبين اليهود الى الوطن
و تباً لكل دين يمنع المواطن من وطنه
انا ليبي مسلم و الاسلام بريئ مما فعله السفهاء و الحقراء الذين اعتدوا علي العائلات الليبية اليهودية. انها جريمة في حق الانسانية
من هم الذين يرتبون ابشع المحازر في فلسطين
اليهود فى ليبيا لم يكونو لصوص ولا معتدين لكنهم كانوا مرابين ويستغلون حاجة الناس