وكالة الصحافة الفرنسية- قرّرت ايران مقاطعة معرض فرانكفورت للكتاب في المانيا احتجاجا على دعوته الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي سبق للجمهورية الاسلامية ان اهدرت دمه، كما اعلنت وزارة الثقافة الايرانية الاربعاء.
ويقام هذا المعرض بين 14 و18 تشرين الاول/اكتوبر ويعد من اهم معارض الكتاب في العالم.
وقالت وزارة الثقافة الايرانية في بيان على موقعها الالكتروني ان “معرض فرانكفورت (…) وبذريعة حرية التعبير دعا شخصا يمقته العالم الاسلامي ومنح سلمان رشدي، مؤلف كتاب التجديف +آيات شيطانية+، فرصة القاء كلمة”.
واكدت الوزارة ان ايران “تحتج بشدة” على دعوة رشدي الى المعرض وقررت بالتالي “عدم المشاركة”.
وكانت وزارة الثقافة الايرانية بعثت برسالة احتجاج الى المعرض وهددت بمقاطعته ان لم يتراجع عن دعوة رشدي لحضوره. كما دعت ايران باقي الدول الاسلامية الى ان تحذو حذوها.
وكان مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني اصدر في شباط/فبراير من العام 1989 فتوى بهدر دم سلمان رشدي البالغ من العمر اليوم 68 عاما، وذلك بسبب كتابه “آيات شيطانية”.
وابدت حكومة الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي في العام 1998 توجها بعدم تنفيذ هذه الفتوى.
لكن المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي الذي خلف الخميني اعاد التأكيد في العام 2005 على ان سلمان رشدي يستحق القتل.
وفي العام 2007 اكت حكومة الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد على ان الفتوى ما زالت قائمة.
نشر المرتد البريطاني الهندي الاصل والمحكوم بالاعدام، “سلمان رشدي” قصة خرافية جديدة تحت عنوان (سنتان و 8 اشهر و 28 ليلة) حظيت بدعم غربي ثانية كتابه “الآيات الشيطانية”، اذ دُعي لحضور مراسم افتتاح معرض هامبورغ الدولي للكتاب بعد ايام.
وحاول المرتد “رشدي” في قصته الخرافية الجديدة الدفاع عن حياته الذليلة، حيث يعيش مطرودا ومختفيا منذ فتوى الامام الخميني (رض) باهدار دمه جراء نشره كتاب “الآيات الشيطانية” المسيء للاسلام والرسول الاكرم (ص).
واستوحى المرتد رشدي عنوان خرافته الجديدة من قصة الف وليلة، حيث استبدلها بعنوان (سنتان و…) وبدأت وسائل الاعلام الغربية بالتطبيل والتزمير له.
وفي القصة الجديدة يورد رشدي عن حياة الفيلسوف “ابن رشد” الذي عاش في القرن الـ 12 الميلادي والذي كان يعلن عدم ايمانه بالله ويوم القيامة رغم انتمائه للاسلام، بل كان يرى العالم عبارة عن مجموعة من الاسباب والمسببات وسمي ابو العلمانية في العالم الغربي.
ولم يغب عن بال المرتد “رشدي” توجيه الاساءة في قصته الخرافية الجديدة الى الملائكة والقيم الدينية، كما فعل في تخريفاته السابقة “الآيات الشيطانية”.
وماثل المرتد “رشدي” بين ما أسماه قوى الظلام والشيطان في قصته الخرافية وطالبان والاسلام في البلدان المسلمة، واعتبر هذه القوى تعارض تعليم الفنون والموسيقى وحرية التعبير عن الرأي والصحافة وحقوق المرأة و… .
وفي المقابل، عكس صورة عمّا أسماه (ابناء ابن رشد) بأنهم يمثلون رموز العلم والتعقل والمعرفة والعلمانية الغربية، والذين يكافحون الخرافات والسحر والشعوذة والشر المطلق الذي حاول هذا المرتد الصاقها بالاسلام.
يشار الى ان المرتد “رشدي” قد دعي لحفل افتتاح معرض هامبورغ الدولي للكتاب، الذي سيبدأ أعماله بعد أيام، مكافأة له على خرافته الجديدة. كما منحته ملكة بريطانيا اليزابث قبل ذلك لقب “الفارس”، مكافأة له على كتاب الآيات الشيطانية الذي اساء فيه للرسول الاكرم (ص).