وصلت قضية ترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء، الى مأزق سيفضي حتما الى تسريحه في العشرين من الجاري، بعد ان اعلن وزراء “اللقاء التشاوري” عزمَهم التصويت ضد ترقية العميد روكز من ضمن تسوية سياسية تخالف مباديء المؤسسة العسكرية وتعطي افضلية لمحسوبيات سياسية على حساب القانون العسكري.
وزراء “اللقاء التشاوري” ثمانية، وهم وزراء حزب الكتائب الثلاثة، ووزراء كتلة الرئيس ميشال سليمان الثلاثة وينضم اليهم الوزير بطرس حرب والوزير ميشال فرعون. ومن المؤكد ان ينضم اليهم الوزير أشرف ريفي الذي أعلن جهارا وقوفه ضد اي تسوية على حساب المؤسسة العسكرية، مستشهداً بما حصل معه حين غادر مكتبه يوم انتهاء ولايته.
المعلومات تشير الى ان قائد الجيش العماد جان قهوجي، المعني الاول بموضوع الترقيات، يرفض رفضا قاطعا ترقية العميد روكز، لان هذه الترقية ستضع روكز في موقع أقوى من قائد الجيش في سلم الهرمية العسكرية! فاللواء روكز، بعد ترقيته، سيكون “لواءً أصيلاً” في مركزه في حين ان قائد الجيش تم تمديد مهلة تسريحه من الخدمة، اي انه “قائد مسرّح” من خدمته ويمارس مهام القائد بعد انتهاء الولاية! وهذا ما لا ولن يقبل به قائد الجيش ايا تكن المسوغات والتبريرات.
ترتيب روكز ١٩ و٥٢
وفي سياق متصل ما زالت قضية تراتبية العميد روكز وحقه في الترقية الى رتبة لواء تثير جدلا في المؤسسة العسكرية خصوصا ان ترتيبه بين العمداء المسيحيين هو 19، وبين العمداء من كل الطوائف هو 52. وفي حال تمت ترقيته سواء منفرداً او مع 7 آخرين كما يتم التداول، فإن ذلك سيعني حتماً إحالة العمداء الذين يسبقون روكز ويستحقون الترقية ولم يحصلوا عليها الى التقاعد المبكر، وهذا ايضا سيرخي بثقله سلباً على المؤسسة العسكرية. وهو ايضا ما يرفضه قائد الجيش، وما حذر منه وزراء “اللقاء التشاوري” الذين رفضوا اخضاع الجيش لمزاج السياسيين.
من جهة ثانية أشارت معلومات الى ان مخرجا سعى بعض السياسيين الى تسويقه يقضي بتأجيل تسريح العميد روكز سنة اسوة بما حصل مع قائد الجيش.
إلا أن العماد عون رفض هذا الاقتراح، مشترطا ترقية العميد روكز تحت طائلة الاستمرار في تعطيل عمل الحكومة اللبنانية، ورافضا في الوقت نفسه تقديم اي تسهيلات في شأن القرارات الحكومية او المشاركة في الجلسات النيابية، سواء تمت ترقية الميد روكز ام لا، معتبرا ان روكز مستحق الترقية وانه لا يشحذها.
مصادر سياسية في بيروت اعتبرت ان عمل الحكومة بإمكانه الانتظار الى العشرين من الجاري. وبعد ان يتم تسريح العميد روكز يصبح هناك امر واقع جديد يسحب من يد العماد عون ورقة الضغط لترقية العميد روكز، فيتدخل حزب الله و”يُعَقلِن” جموح العماد عون وتعود الامور تدريجا الى مجاريها.