وقالت مصادر قريبة من الجانبين إن الطرفين أجريا مفاوضات على مدى أسابيع في تركيا وإن المناقشات شملت مصير قريتين يقطنهما شيعة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وسوف تكون مثل هذه المحادثات أمرا غير مألوف للغاية بين الحركة السنية وإيران الشيعية. وتدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد ويحارب مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية إلى جانب قوات الأسد في الحرب الأهلية الدائرة منذ أربع سنوات.
وقال بيان للجماعة “توقفت المفاوضات مع الوفد الإيراني نظرا لإصرارهم على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى.”
ويشن مقاتلو حزب الله المدعومون من ايران هجمات على الزبداني والمنطقة المحيطة التي تبعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود مع لبنان.
وقال البيان إن خطة تفريغ البلدات والمناطق القريبة من الحدود مع لبنان من الوجود السني دخلت مراحلها الاخيرة.
وأبلغت مصادر مطلعة على المحادثات رويترز أنها تتوقع استئناف المفاوضات.
وفقا للمصادر فإن المسلحين السنة والوفد الايراني بحثا عدة سيناريوهات تركز على نقل المدنيين خارج عدة بلدات سورية من بينها الزبداني.
واستهدف تحالف مسلحين اسلاميين يعرف باسم “جيش الفتح” الذي يضم أحرار الشام الفوعة وكفريا في محافظة إدلب حيث يتعرض الاف المدنيين للحصار من مسلحي المعارضة.
وامتنع متحدث باسم أحرار الشام عن التعليق على المحادثات مشيرا الى حساسية الموضوع.
ويصف محللون جماعة أحرار الشام بأنها جماعة سلفية متشددة وتعتبر ايران عدوا لها.
وقال مصر قريب من المحادثات ومقرب من دمشق أيضا إن الحكومة السورية على علم بالمحادثات التي قال انها تجري من خلال وسيط.
وأضاف المصدر لرويترز “في البداية كانت المفاوضات مع الحكومة لكنها انهارت بعد ان تعرضت الجماعة لضغوط قوية من الجماعات الاخرى ثم عادوا وطلبوا التحدث الى الايرانيين.”
وسيكون انتزاع السيطرة على الزبداني من المسلحين مكسبا استراتيجيا للجيش السوري الذي يقاتل على عدة جبهات اخرى ضد العديد من الجماعات المسلحة.
ويتزايد حجم الدور العسكري لحزب الله في سوريا منذ بداية الصراع في عام 2011 . ووصفت الحكومة السورية الجماعة بأنها حليفها الرئيسي في المعركة ضد المسلحين.