إذا كنا نسعى لقنبلة ذرية فاتفاق فيينا “هزيمة” لنا
تسريب أقوال نائب وزير خارجية إيران عبّاس عرقجي لمسؤولي الإعلام الحكومي أثار عاصفة في البلاد، واستغلّه المحافظون للتنديد باتفاق فيينا الذي عُقِد في ١٤ يوليو. وهذا ما دفع السلطات لسحب التصريحات المسرّبة من موقع الراديو والتلفزيون الحكومي ومن جميع المواقع الحكومية وشبه الحكومية الأخرى.
ماذا قال “عرقجي” في تصريحاته التي لم تكن مخصّصة للنشر؟
حسب موقع “روز” الإيراني، قال “عرقجي” أنه “من زاوية إقتصادية، فقد تسبّب البرنامج النووي بـ”ضرر هائل” على إيران، وأضاف أنه “لا يمكن تصوّر” مدى الضرر الذي تعرّضت له إيران بسببه. وقال “لو حاولنا أن نقوم بعملية حساب لما تكلّفناه من أجل إنتاج المواد (النووية)، فسيتعذّر علينا حتى أن نتخيّل تلك الكلفة“!
واستدرك قائلاً: “لقد دفعنا ذلك الثمن من أجل شرفنا، واستقلالنا، وتقدّمنا لكي لا نخضع لتهديدات الآخرين”!
الإتفاق “هزيمة” لبرنامج القنبلة الذرية!
وحول الأسلحة النووية، قال “عرقجي” في حديثه غير المخصّص للنشر: “إذا كنا نسعى للحصول على أسلحة نووية، فإن إتفاقية فيينا تمثّل هزيمة كاملة! إما إذا كنا نسعى لتخصيب اليورانيوم المسموح به دولياً، وإلى برنامج نووي سلمي كلياً، فإن الإتفاقية تمثّل انتصاراً كبيراً”!
ثم أضاف ”عرقجي”، الذي شارك في المفاوضات النووية ويُعتَبَر أقرب مساعدي الوزير جواد ظريف، أنه “لا ينبغي المساس بكبريائنا وبثقتنا. ينبغي أن يشعر الشعب أننا أحبطنا الأعداء. إبان حربنا مع العراق، كانت هنالك عدة عمليات تعرّضنا فيها للهزيمة ولكننا لم نُعلن عنها أبداً. وفي أفضل الأحوال، قلنا أننا لم ننتصر، وهو تعبير كنتم تستخدمونه في السابق”.
ثم تطرّق إلى الدور الذي لعبه “حسين فريدون”، وهو شقيق الرئيس روحاني في المفاوضات النووية. وقال أن ”فريدون” لم يكن يملك أية سلطة للتدخل في المفاوضات وأن دوره كان ”التحدث مع شقيقه، الرئيس روحاني، بلغة إيرانية محلية لكي لا يفهم الآخرون”!
وقال: “كانت صلتنا مع الرئيس تمر بحسين فريدون. وكنا نأخذه إلى جلسات التفاوض، ولكنه لم يكن يتدخل. لقد حدث أن طرح أسئلة مباشرة باللغة “السمنانية”، الأمر الذي كان مفيداً. وكانت تلك هي اللغة اتي استخدمناها إبان حربنا مع العراق كلما وجدنا أنفسنا مضطرين لاستخدام اللاسلكي”.
وقد اعتبر ”عرقجي” أن تسريب أقواله ”غير مهني وغير أخلاقي”، بل واعتبر التسريب إساءة لـ”الأمن الوطني”، ودعا لاتخاذ إجراءات ضد مسؤولي الإذاعة والتلفزيون الذين قاموا بتسريبها.
وتراجع “عرقجي” عن أقواله حول شقيق الرئيس روحاني وقال أنه كان ينسّق بين مختلف الهيئات الحكومية وأنه كان يشارك في المشاورات.
وكان طبيعياً أن تنقضّ صحف المتشددين مثل “كيهان” و”وطن إمروز” على أقوال “عرقجي”، وخصوصاً على قوله بأن الإتفاقية “هزيمة”.
والأرجح أن ذلك هو ما دفع السلطات، في اليومين الأخيرين، لإغلاق صحف تابعة لـ”المحافظين”، على غير المألوف في إيران.