بعد اقل من شهرين على إطلاقتها المتعثرة إقفلت صحيفة “الاتحاد اللبنانية” أبوايها، وكان يوم الخميس المنصرم “اليومَ الاخير” حسب ما اعلنت الصحيفة في خبرٍ نُشر على صفحتها الاولى.
وإذا كان من المؤسف، مبدئياً، ان تقفل صحيفة، إلا أن ظروف نشأة “الإتحاد” جاءت تلبيةً لرغبات عدد من إعلاميي صحيفة “السفير” التي أقفلها صاحبها الصحافي طلال سلمان، وجلّهم من صحافيي “الممانعة”. وهم من الذين لا تتسع لهم وسائل الإعلام “الحزب الهية” مثل قناة “المنار” التلفزيونية المخصصة لتعبئة جمهور ما يسمى “المقاومة”، أو “الميادين” لصاحبها غسان بن جدو، أو “الاخبار”، التي يرأس تحريرها ابراهيم الامين.
وتلاقت إرادات بين “حزب الله”، ومصطفى ناصر، الذي كان احد مستشاري الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم استهوتهم “الممانعة”، والصحافي حسين ايوب، الذي كان احد ابر صحافيي جريدة “السفير”.
مصطفى ناصر مموّل رئيسي
المعلومات تتحدث عن انه ومع نشوء الصحيفة، لعب مصطفى ناصر دور الممول الرئيسي إضافة الى حزب الله. فتسلّم مهام الناشر ورئيس تحرير الصحيفة، وتولى حسين أيوب مهمة مدير التحرير. وكان صدور العدد الاول متعثرا ومتسرعاً، فجاء حافلاً بالاخطاء اللغوية والمطبعية، مع ان فريق صحيفة السفير إنتقل بمعظمه الى “الاتحاد”. كما ان الموقع الالكتروني للصحيفة لم يكن بمستوى اي موقع إلكتروني عادي! ووعدت إدارة الصحيفة بالعمل على تحسين الموقع الالكتروني، وتلافي الاخطاء في الاعداد التي ستصدر تباعا، عازية السبب الى السرعة التي أملاها إصدار العدد الاول.
استقالة الحريري فجّرت الجريدة
وفي أسباب الإقفال تحدثت معلومات عن ان خلافا نشأ بين مدير التحرير حسين ايوب ورئيس التحرير مصطفى ناصر على خلفية الأزمة التي نشأت في أعقاب إستقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض. فقد ابلغ حزبُ الله ايوب بضرورة التركيز على ان الحريري “معتقل في الرياض”، وان استقالته لا يؤخذ بها، لأنه لم يكتبها، بل إن جهة سعودية مرتبطة بولي العهد السعودي هي من كتب الاستقالة وتم الزام الحريري بقراءتها.
وتضيف المعلومات ان ناصر اراد ان يلعب دور رئيس تحرير موضوعي في صحيفة موضوعية، فسأل ايوب عن مصادره وطلب ضرورة التأكد من المعلومات قبل ان يسمح بنشرها، مشيرا الى ان نشر هكذا مقال سوف يغضب السلطات في المملكة العربية السعودية وهذا ما لا يريده ناصر.
وإزاء رفض أيوب الإفصاح عن مصادره، رفض ناصر نشر المقال الافتتاحي للصحيفة! فتقدم أيوب باستقالته من منصبه في الصحيفة بعد مراجعة “حزب الله” الذي شجّعه على الاستقالة. كما طُلِبَ من كل الصحافيين الذين “يمون” عليهم الاستقالة من الصحيفة، فبقي ناصر يجاهد مع عدد محدود من الصحافين الى حين طلب منه الحزب الإيراني رسميا إقفال الصحيفة.
وفي حين لم تتضح التسوية المالية التي فرضها الحزب الإيراني على ناصر من أجل إقفال الصحيفة، فإن الصحافيين الذين استقالوا عادوا الى نقطة الصفر مثلما كانوا عند إقفال صحيفة “السفير”. ولكن معلومات غير مؤكدة تشير الى ان الحزب فرض على ناصر تسويات مالية تعين هؤلاء على الاستمرار ماليا وبطريقة مريحة ومربحة!