خسائر الحزب بلغت ١٢٠٠ قتيلاً في سوريا منذ أكتوبر ٢٠١٢!
“لا تتقدّموا، هذا خطر! يمكنهم أن ينتشروا في الصحراء. أو يمكن أن يستخدموا الإنتحاريين. من الأفضل أن تتقدموا إلى تلك التلة لكي تقطعوا طرق تموينهم”! والكلام باللغة الفارسية هو للجنرال قاسم سليماني الذي كان يحث عناصر ميليشيا “الفاطميون” الأفغانية على الحذر في فيديو انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي قبل أيام.
وكانت القوات الإيرانية، المتحالفة مع حزب الله ومع وحدات من الجيش السوري قد أعلنت- بعد طرد “داعش” من “البوكمال” التي كانت تمثّل أخر موقع لها على الحدود السورية-العراقية- أنها كانت تستعد لطرد “داعش” من المناطق الصحراوية ومن القرى القليلة التي ظلت تسيطر عليها في منطقة دير الزور”. ومع ذلك، فإن قاسم سليماني بات يعتقد ان تخفيف وتيرة التقدم بات أمراً ملحاً!
فبسبب دخولها في سباق سرعة نحو الحدود العراقية مع ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية بمعظمها والمدعومة من الولايات المتحدة، والتي كانت تتقدم على الضفة المقابلة لنهر الفرات، فإن القوات الإيرانية-السورية كانت قد تقدّمت بسرعة خلال الشهر الماضي. وأعلنت عن تحرير “البوكمال” في يوم ٩ نوفمبر. ولكنها تقهقرت من “البوكمال” بعد يومين فقط! فقد اكتشفت أنها وقعت في “كمين” بسبب سرعة تقدمها!
ممر ضيّق
وحسب شهادات سكان المنطقة ومقاتلين مؤيدين لنظام بشّار، تم نشرها على شبكات التواصل، فقد فوجئ عناصر حزب الله بجهاديين نصبوا لهم كميناً في أنفاق قاموا بحفرها في وسط المدينة. وحيث أن عناصره كانت تلعب دور “رأس الرمح” في الهجوم، فقد خسر حزب الله أكثر من ٣٠ قتيلاً في تلك المعارك. أي أن شهر نوفمبر كان الأكثر دموية منذ سنة ونصف السنة لحزب الله الذي خسر حتى الأن ١٢٠٠ قتيلاً منذ بدء عملياته العسكرية في سوريا في أكتوبر ٢٠١٢.
بدوره، فقد لواء “الفاطميون” الأفغاني ٣٠ قتيلاً في محيط مدينة “البوكمال”.
وبذلك ترتفع خسائر لواء “الفاطميون” ومعه “الباسداران” الإيرانيين إلى أكثر من ١٠٠٠ قتيل حسب إحصاء يقوم به المحلل الإيراني “علي ألفونيه” الذي يُحصي “الجنازات” التي تُقام في إيران لمقاتلين سقطوا في سوريا او العراق.
ولا تُعرَف خسائر قوات الأسد في المنطقة لأن النظام توقّف عن نشر إحصاءات بخسائره!
وفي النهاية، تم إعلان تحرير “البوكمال” في ٢١ نوفمبر على لسان الرئيس روحاني. وكانت إيران بحاجة إلى ذلك الإعلان قبل أن يلتقي روحاني مع زميليه الروسي والتركي في موسكو في اليوم التالي.
ومنذ ذلك التاريخ، فإن جهاديي “داعش” يدافعون بشراسة عن ممرّ ضيق، في ضواحي “البوكمال، يربط بين ما تبقى من مناطق ما يزالون يسيطرون عليها بجوار “دير الزور” وألوف الكيلومترات المربعة الصحراوية القريبة، لجهة الشمال، التي تمثّل ما تبقى من أراضي “خلافتهم” والواقعة في سوريا والعراق.
وعلى مداخل تلك الصحراء التي يعرب قاسم سليماني عن خشيته من انتشار عناصر “داعش” فيها، فوجئ الإيرانيون بصواريخ مضادة للدبابات ما تزال في أيدي الجهاديين الذين استخدموها بكثافة. وتم تدمير دبابة ت-٩٠ واحدة على الأقل، علماً أن هذه الدبابة تمثل أحدث ما باعه الروس لحلفائهم- وقد تم تدميرها بصاروخ “روسي” بدوره.
وفي حين تعود “داعش” إلى مرحلة العمل السرّي وحرب العصابات في سوريا والعراق، فإن الجيب الصغير المتبقي لها على الحدود السورية-العراقية يضمّ آخر وحداتها المقاتلة “التقليدية”، التي تضمّ ما تبقّى من “ولاية الخير” (محافظة دير الزور) و”ولاية الفرات”، وهذه تُعتبر الأفضل تسليحاً في “داعش”، ويُعتقد أن قيادة “داعش” تتمركز فيها.
وإذا كانت هنالك حاجة لدليل على مدى شراسة القتال فإن مقاتلات “توبوليف-٢٢” الإستراتيجية الروسية، التي تنطلق من قواعد في جنوب روسيا، شنّت ٣ غارات على المنطقة خلال أسبوع. وفي موسكو، يوم الإثنين في ٤ ديسمبر، أعلن وزير الدفاع أن طيرانه قام بعشرات الغارات دعماً للقوات السورية التي تشن هجوماً منفصلاً ضد “داعش”. ولكن “داعش” أسقطت مقاتلة سورية إلى الشمال من “البوكمال” يوم الإثنين.