بلجوئها إلى عمليات قرصنة سيبرية واسعة النطاق، تأمل إيران أن تؤثر في انتخابات 2018 النيابية في لبنان، وأن توسّع نفوذها في الشرق الأوسط
مسؤول القسم الدولي في “الفيغارو” باتريك سان بول
على غرار الأساليب التي يستخدمها حليفها الروسي، شرعت إيران بعمليات قرصنة إلكترونية على نطاق واسع الهدف منها توسيع نفوذها في الشرق الأوسط. وقامت مجموعة من « الهاكرز » الإيرانيين، تحت إشراف السلطة الإيرانية، بمهاجمة « خوادم » (« سيرفر ») مكاتب رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة أثناء الأزمة الأخيرة التي اندلعت بعد تقديم سعد الحريري استقالته المفاجئة من الرياض. كما قرصنت « خوادم » وزارة العدل والخاريجة، والجيش، وعدد من البنوك اللبنانية- وهذا حسب جهاز استخبارات غربي.
« لا يتعلق الأمر ببضعة « هاكرز » منعزلين يلعبون على كومبيوتراتهم. إنها هجمات منسّقة، وعلى مستوى استراتيجي »
مصدر في جهاز استخبارات غربي
والواقع أن « الهاكرز » الإيرانيين الذين يعملون في إطار عملية « اويل ريغ » Oilrig يقومون بقرصنة « السيرفرات» اللبنانية منذ 6 أشهر. وقد نجحوا، بصورة خاصة،باختراق إيميلات كل من سعد الحريري والرئيس ميشال عون حسب مجهاز استخبارات نشط جداً في الشرق الأوسط. ومع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية المقررة في مايو ٢٠١٨ في لبنان، فإن النيّة واضحة: محاولة التأثير في نتائج الإنتخابات وتعزيز حظوظ حزب الله عبر البحث عن معلومات محرجة لخصوصه ».
بالدرجة الأولى، المرشحون السنّة الذين تدعمهم المملكة العربية السعودية وزعيمهم سعد الحريري. ويُعتقد أن « الهاكرز » الإيرانيين قاموا بجمع وثائق وكلمات سر يمكن استخدامها في الوقت المناسب. وتأمل إيران، عبر التأثير على الإنتخابات المقبلة، في أن تقوم بتعديل التوازن الهش للسلطات في لبنان بطريقة ناعمة ولمصلحة الشيعة وحزب الله.
« هاكرز مدنيون »
وحسب المصدر الغربي: « لقد تأكدنا من ذلك: « لا يتعلق الأمر ببضعة « هاكرز » منعزلين يلعبون على كومبيوتراتهم. إنها هجمات منسّقة، وعلى مستوى استراتيجي ». وتشكل تلك الهجمات دليلاً على التورط المباشر لإيران في العملية السياسية اللبنانية المعقدة للغاية، حسب جهاز الإستخبارات الغربي. وكان سعد الحريري قد تبنّى تلك الإتهامات أثناء مداخلاته التلفزيونية من الرياض، ولكن حسن نصراله نفاها بشدة في خطاب ألقاه في منتصف نوفمبر الحالي.
إن القراصنة السيبريين المتورطين في عملية « أويل ريغ » Oilrig هم من المدنيين، الأمير الذي يسمح لحكومة طهران بالتبرؤ من العملية. ولكن أجهزة الإستخبارات الغربية أثبتت أنهم مموثون من وزارتي الدفاع والأمن الداخلي في إيران. وتنشط مجموعة Oilrig منذ حوالي سنة ونصف السنة. وقد ظهرت عبر هجمات عدة قامت بها ضد خوادم الكومبيوتر في المنطقة، خصوصاً ضد السعودية، ثم عبر عملية واسعة النطاق ضد ١٢٠ موقع إسرائيلي تم القيام بها في أبريل ٢٠١٧.
كما حاول « الهاكرز » الإيرانيون أن يخترقوا عدداً من « الخوادم » التابعة للحكومة الأميركية بغية الحصول على معلومات سرّية حول مواقف مفاوضي إدارة أوباما أثناء المفاوضات النووية، ثم لاحقاً حول العقوبات التي تفكّر واشنن بفرضها على إيران.
الأصل الفرنسي: Téhéran sponsor d’un piratage massif contre le gouvernement d’Hariri