نجحت قوى ٨ آذار في تحويل انظار اللبنانيين عن الاسباب الفعليه لاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، واخذت النقاش في البلاد الى البحث عن مصير الرئيس المقيم في منزله في الرياض في المملكة العربية السعودية، حيث يستقبل ديبلوماسيين غربيين وعرب تباعاً، يصدرون بيانات بشأن محاداثتاهم مع الرئيس الحريري، ولا يشيرون فيها الى انه قيد الاعتقال او الاقامة الجبرية او تقييد حركته.
المعلومات تشير الى ان الحريري سيعتصم بحبل الصمت الى حين اتضاح حقيقة موقف قوى ٨ آذار من موجبات استقالته التي اعلنها يوم السبنت الماضي. وهو ليس مجبراً على الرد على اي اتصال او اعطاء اي تبرير لصمته، وهو وحده من يقرر متى سيتكلم، والى من، وياي وسيلة!
وتضيف ان استقالة الحريري بدأت تحقق اغراضها في فرملة اندفاعة الحكم في لبنان نحو التطبيع مع نظام الاسد، او ضم لبنان الى ما يسمى “محور الممانعة”، على غرار ما طلب المندوب السامي الايراني علي اكبر ولايتي من الحريري في آخر لقاء ديبلوماسي عقده الحريري في السراي الحكومي قبل مغادرته الى الرياض وإعلانه الاستقالة.
وتشير الى ان امين عام حزب الله حسن نصرالله اسقط في يده! فخرج على اللبنانيين بخطابين في اعقاب استقالة الرئيس الحريري تميّزا بلهجة هادئة، وبعدم التهجم على المملكة العربية السعودية، مقرا في الوقت نفسه بأن ما تقوم المملكة سيؤثر سليا على اللبنانيين، من دون ان يبدي اي استعداد للتراجع عن مواقفه بشأن دعمه للحوثيين في اليمن والانتصار لاعمال الشغب التي حدثت في البحرين. الا ان نصرالله كذّب نفسه وعناصر حزبه حين تنصّل من تدخله في اليمن، مشيرا الى ان الحوثيين قادرون على تصنيع صواريخ باليستية وطائرات من دون طيار (!!) لاستخدامها في حربهم مع المملكة العربية السعودية، لابعاد الشبهات عن تورط عناصر من حزبه في الاعتداءات الحوثية على السعودية.
وتضيف المعلومات ان الرئيس الحريري متواجد في منزله في الرياض، وهو حر الحركة، ولا احد يملي عليه مواقفه.
وجل ما طالبته به القيادة السعودية، هو التزام مضمون بيان الاستقالة، سواءً كان في لبنان او في الرياض او في اي بقعة من العالم، وان ما يجري حاليا هو اعادة تقويم شاملة للوضع في البلاد يقوم بها الرئيس الحريري، وهو وحده من يقرر متى تنتهي والى ماذا ستنتهي، وعليها يبني مقتضى تحركه المقبل.
وتشير المعلومات الى ان الرئيس الحريري غير مضطر الى ان يخرج ببيان تبريري لمواقفه السياسية والشخصية وهو وحده يقرر متى سينتهي من دراسة المرحلة السابقة والخيبات التي اوقعه رئيس الجمهورية وصهره المدلل وحزب الله، والاثمان التي دفعها في التسوية الرئاسية، والى اين كانت ستقود البلاد في حال استمراره على رأس الحكومة اللبنانية. فقد تنصّل باسيل وعمه الرئيس عون من كل الالتزامات التي تعهدوا بها لقاء تبني تيار المستقبل ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية، كما ان حزب الله، اعتبر نفسه منتصرا وغير معني باي التزام لانجاز التسوية! فكان على الحريري ان يدفع الاثمان الباهظة من رصيده الشعبي والسياسي لقاء تسوية انتهت الى ما انتهت اليه.
وتضيف المعلومات ان اسباب استقالة الحريري ما زالت هي نفسها قائمة. وهو مارس حقه الدستوري في ابلاغ رئيس الجمهورية هاتفيا باستقالته، وفي الاسباب التي عللها في بيان الى الرأي العام.
وتاليا فان حكومته اصبحت مستقيلة سواء وافق الرئيس عون وامين عام حزب الله ام لم يوافقا.
وتشير الى ان الحريري ينتظر المبادرات التي ستصدر عن القصر الجمهوري، سواء لجهة تكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة الامر الذي لن يقدم عليه الرئيس عون لانه لن يجد شخصية سنية تستعد لتولي المسؤولية في هذه المرحلة وبسقف سياسي اقل مما اعلن الحريري في خاطب الاستقالة!
وفي حال وجدت هذه الشخصية، فإنه من الصعوبة بمكان ان تنال ثقة المجلس النيابي. وتالياً، فإن الامور ستبقى معلقة في لبنان الى حين نضوج تسوية جديدة يتراجع فيها حزب الله لصالح الدولة اللبنانية بما يمكّن الحريري من العودة للعب دوره كصمام امان اقتصادي وسياسي للبلاد.