عدن/صنعاء (رويترز) – قال سكان ومسؤولون إن مسلحين محليين وقوات من الجيش في اليمن انتزعوا مساء الجمعة قاعدتين عسكريتين من قبضة قوات الحوثي ليعززوا أسبوعا من الانتصارات على هذا الفصيل المهيمن على البلاد.
يأتي التقدم بعد يوم من إعلان الحكومة اليمنية الموجودة خارج البلاد “تحرير” مدينة عدن الجنوبية في أكبر انتصار في الحملة الجوية التي تقودها السعودية وفي الحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة شهور تقريبا وأسفرت عن مقتل أكثر من 3500 شخص.
وسيطرت القوات اليمنية المدعومة من السعودية وتساندها ضربات جوية على قاعدة عسكرية في محافظة لحج الساحلية وعلى مقر الفرقة المدرعة 117 في محافظة شبوة الشرقية والواقعة على بعد نحو 230 كيلومترا.
وقال سكان إن الاشتباكات المتقطعة تواصلت يوم السبت داخل عدن حيث يسعى المقاتلون المحليون لاجتثاث من تبقى من الحوثيين.
ويقول مسؤولون في القوات المناهضة للحوثيين إنه جرى التخطيط للهجوم منذ أسابيع وانهم استفادوا من التدريب وإمدادات الأسلحة من السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وفي مرسوم رئاسي أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يقيم بالرياض يوم السبت تسمية الطريق الرئيسي في عدن على اسم الملك سلمان بن عبد العزيز في بادرة عرفان للعاهل السعودي.
وتسببت الحرب في اليمن في مواجهة بين الدول الخليجية السنية التي تدعم حكومة هادي وبين الحوثيين الموالين لإيران في صراع ينذر بمزيد من المخاطر في منطقة الشرق الأوسط التي تعصف بها الصراعات العرقية والاقليمية.
وقال سكان إن قوات الحوثي وحلفاءها في الجيش اليمني حاولوا اعادة تنظيم صفوفهم والسيطرة من جديد على الأطراف الشمالية لعدن يوم الجمعة وأطلقوا صواريخ على حي خور مكسر.
وقال مقاتلون مناهضون لقوات الحوثي إنهم صدوا الهجوم وأضافوا أن الضربات الجوية مستمرة لاستعادة السيطرة على قاعدة العند الجوية وهي واحدة من أكبر القواعد في اليمن وتقع على بعد 60 كيلومترا شمالي عدن.
وأصدر فرع تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن بيانا ونشر العديد من الصور على الإنترنت يوم السبت زعم فيها وللمرة الأولى المشاركة في القتال في عدن.
وتظهر الصور مقاتلين مقنعين في عربتين وصورا لرجال مقيدين قال البيان إنهم قناصة تابعون للحوثيين جرى احتجازهم.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن سلسلة من الهجمات الدامية ضد الحوثيين في العاصمة صنعاء لكن لم يعرف إن كان التنظيم خاض أي معارك ضدهم.
ويقول الحوثيون إن قتالهم في عدن يهدف للقضاء على متشددين إسلاميين والتخلص من حكومة فاسدة.
وكالة الصحافة الفرنسية- عاد وزيران يمنيان ومسؤولون امنيون من السعودية الى مدينة عدن غداة اعلان الحكومة المعترف بها دوليا “تحريرها” من ايدي الحوثيين وحلفائهم، وفق ما اعلنت وزارة الداخلية السبت.
وهذه المرة الاولى التي يعود فيها اعضاء من الحكومة المعترف بها دوليا والموجودة في الرياض الى بلادهم منذ دخول المتمردين الى مدينة عدن الجنوبية في اذار/مارس، ما دفع بالرئيس عبدربه منصور هادي واعضاء حكومته الى الفرار الى الرياض. وكان هادي لجأ الى عدن اثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وقال وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الحذيفي السبت لوكالة فرانس برس “لقد وصلنا ليلة امس”، مضيفا ان وزير النقل بدر باسلمة كان برفقته بالاضافة الى عدد من المسؤولين الامنيين. ولم يوضح الحذيفي كيف وصل الوفد الى عدن.
الا ان صحيفة الشرق الاوسط السعودية نقلت عن مسؤول امني سعودي ان الوفد توجه جوا من الرياض الى اريتريا، ومنها بحرا الى عدن.
ووفق وزير الداخلية فان المتمردين اخرجوا من عدن باستثناء “بعض المجموعات المحاصرة التي ترفض الاستسلام”.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة في الرياض اعلنت الجمعة “تحرير محافظة عدن” بعد اربعة اشهر من المعارك في هذه المنطقة بين المقاتلين الموالين لها من جهة والحوثيين وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية.
وكتب رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح المقيم في الرياض على صفحته على موقع فيسبوك الجمعة ان “الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في اول ايام عيد الفطر المبارك”.
ونفى مصدر عسكري من القوات الموالية لصالح اعلان “تحرير عدن”، وقال ان “تلك الهالة الإعلامية التي يختلقها العدوان تأتي في إطار الحرب النفسية ومحاولة منه لتعزيز الروح المنهزمة لدى عناصره ومرتزقته”.
وتابع المصدر، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء التابعة للمتمردين، ان “التقدم الذي يتباهون به ليس سوى بضع كيلومترات متفرقة في مناطق المواجهات التي حاولوا التقدم منها وتكبدوا خسائر فادحة”.
وقال شهود ان المتمردين ما زالوا يسيطرون على مديرية التواهي السبت والمعارك مستمرة هناك.
وشن مقاتلو “المقاومة الشعبية”، التي تضم الفصائل الموالية لحكومة هادي، الثلاثاء هجوما اطلق عليه “السهم الذهبي” بدعم من تعزيزات جديدة من المقاتلين المدربين والمسلحين في السعودية فضلا عن الحملة الجوية للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض ضد الحوثيين.
وفجر السبت، استهدفت طائرات التحالف قافلة تعزيزات للمتمردين في شرق عدن، ما اسفر عن مقتل 25 مسلحا، وفق ما قال مسؤول عسكري.
وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق على الفور من الحصيلة.
وقال المتحدث باسم “المقاومة الشعبية” في منطقة لحج قائد ناصر ان المقاتلين الموالين لهادي شنوا هجمات في مناطق اخرى في جنوب اليمن.
واشار الى انه في هجوم ضد قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في محافظة لحج، اسر مقاتلو “المقاومة الشعبية” 47 عنصرا، من بينهم ضباط في قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
وقال شهود ان غارات جوية للتحالف العسكري دعمت الهجوم ضد القاعدة الجوية.
وفي محافظة شبوة شرقا، استعاد الموالون لهادي السيطرة على مدينة بيحان، وفق ناصر.
ويأتي هجوم انصار الحكومة المعترف بها دوليا بعد فشل الهدنة التي اعلنتها الامم المتحدة وكان من المفترض ان تدخل حيز التنفيذ نهاية الاسبوع الماضي لفتح المجال امام ايصال المساعدات.
وكانت الامم المتحدة اعلنت الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الاعلى، في اليمن حيث اسفرت المعارك عن مقتل اكثر من 3200 شخص، غالبيتهم من المدنيين، منذ اذار/مارس.
وبحسب الامم المتحدة فان 80% من الشعب اليمني –اي 21 مليون شخص– بحاجة الى المساعدة او الحماية واكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب.
وبعد هجوم اطلقوه في تموز/يوليو العام 2014 من معقلهم في صعدة (شمال)، استطاع الحوثيون وحلفاؤهم السيطرة على مناطق واسعة في البلاد من بينها العاصمة صنعاء قبل التقدم نحو عدن.
ومنذ 26 اذار/مارس تقود السعودية تحالفا عسكريا بهدف منع الحوثيين من بسط سيطرتهم على كامل البلاد، وخشية من زيادة نفوذ ايران الداعمة للمتمردين.