واشـنطن تصر على منـع أي تواصل شـيعي.. وقوات دولية لملء فراغ “داعش”؟
المركزية- تشهد الحدود السورية – العراقية – الاردنية حركةً عسكرية قوية، اذ تنتشر في المثلث الاستراتيجي المذكور جيوش بعتادها وآلياتها منتظرة ساعة الصفر للمنازلة الكبرى التي سيكون عنوانها انتزاع السيطرة على هذه المنطقة بعيد تنظيفها من أي نفوذ “داعشي”. الا ان أكثر من لاعب يتنافس لبسط نفوذه على البقع التي سيخليها “داعش”، ما يجعل الواقع أكثر تعقيدا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية.
فالنظام السوري وحلفاؤه لا سيما الفصائل الشيعية (الحرس الثوري الايراني وحزب الله) يتطلعون الى وضع يدهم على هذه المنطقة ويحشدون للغاية في منطقة السبع بيار في اتجاه معبر الشبق الاستراتيجي على الحدود الاردنية – السورية – العراقية معززين قواتهم بدبابات ومدفعية ثقيلة لمنع سقوط المناطق التي سينكفئ عنها “داعش”، شمالا وجنوبا، في يد المعارضة وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية. وللغاية، تفيد المصادر بأن قوات “حزب الله” التي انسحبت من جرود عرسال في الايام الماضية، توجّه القسم الاكبر منها الى المناطق القريبة من الرقة شمالا، للمساندة في المعركة المرتقبة، موضحة ان النظام وحلفاءه يولون أهمية قصوى لتحرير طريق بغداد – دمشق الرئيسية ووضعها تحت سيطرتها، ذلك انها شريان حيوي لمد أذرع ايران العسكرية وحلفائها في سوريا، بالسلاح.
الا ان واشنطن تعمل في المقابل لمنع التلاقي الشيعي في هذه المنطقة الاستراتيجية بين الحشد الشعبي العراقي الذي يحارب لطرد داعش من الموصل (في العراق) من جهة، وبين النظام والفصائل الشيعية الذين يحاربون “داعش” في الرقة، من جهة أخرى، والذي من شأنه إبقاء طريق الامدادات بين الجانبين سالكة. وتشير المصادر الى ان القوات الاميركية الموجودة في المنطقة والتي يفوق عددها الثلاثين الفا منتشرة في درعا والسويداء والقنيطرة وفي دمشق(العباسية) وريفها وفي تل كلخ والدبوسي والبوكمال والحسكه والرقة وعلى الحدود التركية – السورية والعراقية – السورية، وتضع نصب عينيها ضبط الحدود ومنع التواصل بين قوى المحور الايراني.
على الحدود السورية – الاردنية، يحشد النظام والحلفاء قواتهم أيضا وجزء من عناصر حزب الله توجّه في الايام الماضية الى درعا، فيما استعدادات الاردن مدعوما من قوات اميركية وبريطانية، لبسط سيطرة قواته على البقعة الجغرافية هذه، تسير على قدم وساق. فعمّان، وفق المصادر، أبلغت كلا من واشنطن وموسكو رفضها اي انتشار متطرف، سنّي أو شيعي، على حدوده الشمالية، وقد لاقى مطلبها آذانا صاغية في العاصمتين خصوصا انه يتقاطع مع قرار أميركي – روسي – اسرائيلي بمنع أي تمدد ايراني في هذه المنطقة قد يتهدد تل أبيب مستقبلا.
وفيما يضغط البيت الابيض ومعه الكرملين وأكثر من دولة غربية وعربية لوضع المناطق التي سيتم تحريرها في عهدة قوات أممية تضم قوى دولية واقليمية، بموجب قرار دولي يصدر عن مجلس الامن، فتتولى فرض الامن في هذه البقع تمهيدا لاعادة من نزحوا منها، اليها، ينتظر ان تكون التطورات الميدانية السورية حاضرة في مشاورات الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الرياض الاسبوع المقبل حيث سيركز، بحسب المصادر، على معرفة مدى استعداد الدول الخليجية والعربية للمشاركة في القوات المنوي انشاؤها، كونها تشبه البيئة التي ستنتشر فيها، بما أنها “سنية”، ما يسهّل عملية قبولها في الميدان. وتتوقع المصادر الا تنطلق اي من المعارك المرتقبة ضد “داعش” في سوريا، قبل إنهاء الرئيس الاميركي مداولاته في المملكة.