الصورة: حبوب كبتاغون، وكوكايين، في مكتب لقوى الأمن الداخلي في لبنان، في يونيو ٢٠١١
مورغان أوكلان–روفيه – جريدة “ليبراسيون“ الفرنسية
تستخدم جماعات إرهابية مثل “الدولة الإسلامية“ و“النصرة“ مادّة “الكبتاغون“ لكبح مخاوف مقاتليها.
في ٢٨ يونيو، فَتَحَ “صفي الدين رزقي“ النار على فندق للسواح في مدينة “سوسه“ بتونس. وانتهت عمليته بمقتل ٣٨ سائحاً وإصابة ٣٠ آخرين، قبل أن يرديه أحد رجال الشرطة قتيلاً.
وحسب مصدر تحدث إلى “الدايلي ميل“ البريطانية، يثبت تشريح الجثة أن القاتل الشاب كان تحت تأثير مخدر “مطابق للمخدّر الذي تعطيه “الدولة الإسلامية“ للأشخاص المكلفين بتنفيذ هجمات إرهابية“.
وتنتج “الدولة الإسلامية“ وتستخدم مادة “الكبتاغون“ لتضمن أن يكون مقاتلوها في أفضل جاهزية أثناء القتال.
إن كبت مشاعر الخِشية والتغلّب على التعب يمثلان أبرز خاصيتين لمادة “الكبتاغون“. وقال الطبيب النفسي “رمزي حداد” في حديث لوكالة “رويترز” أن ذلك يخلق “نوعاً من النشوة”: “فانت لا تنام، ولا تأكل، ولكنك تشعر بالحيوية”. وتنجم هذه التأثيرات عن المواد التي يتألف منها مخدّر “الكبتاغون“.
تجارة مربحة
يُصنع “الكبتاغون“ من الفينيتيلين“، وهو جزيء منشّط، يتم مزجه احياناً بمادة “الكافيين“. إن هذا المزيج يحفر “الدوبامين“ (وهو “مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه، والتوجيه وتحريك الجسم. ويؤدي الدوبامين دوراً رئيسياً في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان“- حسب الويكبيديا) ويحسّن قدرة التركيز عند الأفراد، حسب الطبيب النفسي “إيلي شديد” في حديث مع جريدة “لوريان لو جور” اللبنانية. والواقع أن هذه الفوائد هي التي دفعت لاستخدام “الكبتاغون” كدواء لمعالجة “الناركوليبسي“ (اضطراب في الجهاز العصبي المركزي، أعراضه الرئيسية هي النعاس أثناء النهار المفرط وعكسها أو فقدان للعضلات) وما يسمى “فرط النشاط“، وذلك قبل اكتشاف أنه مادة تشجّع على الإدمان وحظره في بلدان كثيرة منذ سنوات الثمانينات.
ابتداءً من العام ٢٠١١، انتقلت صناعة “الكبتاغون“ من لبنان، الذي كان أول منتج في العالم (راجع مقالات “الشفاف“ عن إنتاج حزب الله و“وكيل الخامنئي“، الشيخ يزبك “قدّس الله سرّه“!) إلى سوريا. ويقول مسؤول في وحدة مكافحة المخدرات في لبنان، في حديث مع وكالة “رويترز”، أن القسم الأكبر من الحبوب يُصنّع الآن في سوريا ثم يُنقَل بالباخرة (من طرطوس؟) أو بالسيارة إلى لبنان والأردن.
وحسب أرقام “منظمة الجمارك الدولية“، فإن كمية الحبوب التي عثرت عليها الجمارك في دول الخليج شهدت زيادة كبيرة جداً: ١١ طنّاً في العام ٢٠١٣ مقابل ٤ أطنان فقط في ٢٠١٢.
وتباع حبّة “الكبتاغون بما يتراوح بين ٥ و٢٠ دولاراً، مما يعني أنه مصدر تمويل رئيسي.
Le Captagon, une drogue au service du jihad
إقرأ أيضاً في “الشفّاف”
تهم “عمالة” لـ”حسين يزبك”؟: “الكبتاغون” أشرف عليه “الباسداران” وصراعات “الحزب” كشفته لمكتب المخدرات