“صرت على يقين أن “حزب الله” يدفع ( الوزير) جبران باسيل إلى استفزاز المسلمين في لبنان باسم المسيحيين، ويدفع حلفاءه المسلمين إلى الرد والتصدي له من أجل الإجهاز على ما تبقى من وحدة وطنية في هذه البلاد. يريد الحزب تقسيم الشعب اللبناني طائفياً ومذهبياً والإمعان في تقسيمهم، ليسهل عليه تهديم النظام وإقامة نظام بديل موالٍ له ولإيران. ولن نقبل، أنا وغيري”. المتكلم فارس سعَيد طبيب ونائب سابق عن جبيل، مناضل سياسي لا يتعب ولا يملّ حفر الصخر بإبرة. الأفكار والآراء الواردة أدناه أفكاره وآراؤه، على سجيتها في جلسة فنجان قهوة صباحية:
– بعد إخفاق كل محاولات التوصل إلى قانون جديد للانتخابات والتمديد قسراً لمجلس النواب شهوراً بعد شهور، أخشى أننا سنكون نتحدث في مثل هذا اليوم بعد سنة عن قانون الانتخابات العتيد وضرورة الإنتخابات. وسنسمع دعوات إلى رئيس الجمهورية إلى إدارة حوار وطني تُطرح فيه كل القضايا على الطاولة. وفي رايي التمديد إذا وقع سيعني نظرياً بداية نهاية العهد.
– في الانتظار متروك الوزير باسيل يصول ويجول. بعد قليل سيصوّرونه بشير الجميّل وأسطورة تحوط نفسها بمستشارين ومكاتب أبحاث والدولة بين يديه. الخارجية والداخلية أيضاً، ما دام هو يقترح قوانين الانتخابات واحداً تلو الآخر، ويدير فوقها ملفات الكهرباء والمياه والنفط والإدارة والتعيينات والخدمات، وفوقها “التيار” وكل شيء . استفزازي عن قصد جبران باسيل، وإلا فليشرح لي أحد ما سبب إثارته المشكل على مجلس الشيوخ والإنتماء الديني لمن يترأسه، والمجلس غير مطروح إنشاؤه اليوم.
ولكن لا نخطئ ، قوة باسيل من رئيس العهد، وقوة العهد من “حزب الله”.
– “14 آذار” حققت الكثير للبنان. إنجازاتها مهمة جداً. يكفي إخراج الجيش السوري، وكان خروجه حلماً. والمحكمة الدولية. ورغم إخفاقاتها و7 أيار 2008 ربحت انتخابات 2009. التكتلات والتجمعات السياسية هذه طبيعتها. الكتلة الدستورية والكتلة الوطنية والكتلة الشهابية حققت إنجازات، و”الحلف الثلاثي” أيضاً حقق إنجازات ليست قليلة. النضال لا يتوقف.
– ليس عن عبث ولا مصادفة استحضار نسب وأرقام من انتخابات 2007 النيابية اليوم. الغاية هي القول للمسيحيين إنكم 36 في المئة تقريباً، وعدد الذين اقترعوا من المسلمين يساوي ضعف عدد المقترعين منكم . ثم إنكم كبار في السن. بعد قليل سيقسمون الناس في لبنان على أساس الشباب مسلمون والشيوخ مسيحيون. الغاية هي إثارة المخاوف، يسألون إلى أين سيقودكم هذا الواقع أيها المسيحيون. لحّقوا حالكم والتحقوا بحلف الأقليات.
– أي توزيع جديد للسلطة لن يكون بالطبع لمصلحة المسيحيين في هذه الظروف، مع أنه يغري ربما جماعة “الأصوات المسيحية الصافية”. أنا وغيري من مسيحيين ومسلمين في مكان آخر. نتمسك باتفاق الطائف والعيش معاً، ولا نقبل ما تريد إيران فرضه علينا، وقادرون على المواجهة واستعادة الوحدة اللبنانية.
– إيران تكرر ما فعله النظام السوري في لبنان لإخضاع المؤسسات والشعب بعد 1990 وأكبر خسارة أن نعود مسلمين ومسيحيين فهذا ما تتطلع إليه. السعودية اليوم أقوى من إيران في اليمن ، وأميركا اليوم أقوى من إيران في العراق ، وروسيا أقوى من إيران في سوريا. لبنان الدولة العربية الوحيدة حيث إيران هي الأقوى وتتطلع إلى تحصين قوتها فيه. تحتاج إلى نظام حليف فيه، صديق، تابع، سمّه ما تريد، وليس فقط إلى حزب يقبض على النظام ويلويه من عنقه، على ما نرى اليوم.
– (يحصل أحياناً أن يثبت فارس سعَيد نظره على زاوية ما ويغرق لحظات في صمت واجم. ثم يعاود الكلام): بدون أن أنتبه، كنت أستعيد إلى ذاكرتي يوم زرنا بكركي، سمير فرنجية وأنا، عشية إطلاق البطريرك نصرالله صفير نداءه الشهير في 20 أيلول 2000. أخذنا البطريرك آنذاك إلى مكتبه وأطلعنا على نص النداء وما ينوي أن يفعل. اقترح سمير فرنجية عليه إضافة عبارة “بعد أن خرجت إسرائيل” قبل عبارة المطالبة بانسحاب الجيش السوري تطبيقاً للطائف، والتي تبدأ بكلمات “أما حان الأوان ؟” فوافق صفير. لكّم تعب أستاذي وصديقي سمير من أجل لبنان !
elie.hajj@annahar.com.lb