ذات يوم وردني اتصال من مدير مكتب الشيخ سلمان الحمود طالباً مني الحضور لمقابلة وزير الدولة لشؤون الشباب «بطلب منه ورغبة منه أيضا» في سماع وجهة نظري حول الشباب والرياضة. ذهبت لمقابلته، وإذا به يستمع لجميع الملاحظات ويدونها، وبدوره سألني في نهاية المقابلة عما إذا كنت أرغب في أن أكون مستشاراً له. وبعد ما يقارب الأسبوعين، وأيضا بعد استشارة الأقرباء مني أبلغته بأنني أراها فرصة مناسبة للتطوير وانضممت له تقديراً لفكره وإيمانه بدعم الشباب وإشراكهم في قيادة المرحلة المقبلة.
عَمِلْنا كثيراً، وقمنا بعمل دراسات وإحصائيات عديدة رياضية وشبابية كانت خلاصتها توصيات عديدة طبقت على أرض الواقع. لم تكن هناك أي مصلحة له،لأنه نظيف اليد، ذو خلق عالٍ، كان وما زال بالنسبة لي كالأخ الكبير، اختلفنا كثيراً واتفقنا كثيراً، وفي نهاية الأمر كان يستمع لجميع الآراء ولا يتخذ قرارات فردية. حرص على جلب القيادات الشبابية والتخصصية، طور بما يستطيع من النظم واللوائح في الهيئة العامة للرياضة وما يخص الأندية واللاعبين والمنشآت الرياضية، اجتهد كثيراً وساهم بشكل أساسي في اعتماد خطة ورؤية تطوير الرياضة الكويتية، نفذ منها العديد من المحاور وتبقى أيضاً العديد لنستمر بحمل أمانته في تطويرها.
بوصباح.. واجهت فسادا رياضيا دوليا بحزم وقوة وشجاعة. في عهدك كُشفت مراسلات وأحكام تشير بشكل دامغ إلى أن علتنا باطنية وما أسوأها من حقيقة مرة. عملت بإخلاص وبجهد مضاعف، حتى أنا الشاب في بعض الأحيان لم أستطع أن أجاريه. كنت الوزير الذي لم يطأطىء الرأس ويتعهد لمنظمات ينخرها الفساد، خصوصا أن كل ما حصل مدبر مع سبق الإصرار والترصد، ومِنْ مَنْ؟ من أبناء جلدتنا للأسف الشديد.
كنت الوزير الذي واجه المسرحية الرياضية الدولية في اجتماع لوزان وذكر نصاً «لا نقبل أن تعامل الكويت بأقل من مثيلاتها من دول الجوار»، وكم كنت فخوراً بموقفك الوطني والدفاع عن الحق الكويتي، وسيسجل التاريخ بأنك الوزير الذي تم استجوابه لأنه طبق القانون.
افتقدك اليوم كثيراً يا بوصباح، وافتقد وجودك، وعزائي الوحيد هو ذكرى رجل شجاع دعم الشباب وآمن بهم وعمل بجهد وإخلاص، وطبق القانون، وعامل حتى من يختلف معه بأخلاقه لا بأخلاقهم. وبما أستطيع سأنقل هذه الرسالة وأدعم بها ما استطعت من الشباب والرياضيين، لعل في يومٍ ما يصبح أحدهم قيادياً ينقل رسالتنا الدائمة في دعم الشباب والرياضة. سنظل محاربين للفساد إلى آخر رمق، ولن نلتفت إلى الإشاعات ولا إلى المهاترات من البعض، وكلما زاد طعنهم، زادت رغبتنا في الإصلاح، وسنتسلح دائماً بما ذكرت: «يا شباب الكويت، هنا من أرض الكويت، نعلنها عالياً ليسمع العالم أجمع.. من اعتاد على المضي في الحق مستعيناً في الله، فليمضِ في طريقه، والله مؤيده». شكراً بوصباح.
***
– قال نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
– للباطل جولة.. وللحق دولة.
– الله.. الوطن.. الأمير.
saqeralmulla
القبس