انتخبت حركة حماس الاسلامية القيادي يحيى السنوار، احد مؤسسي جناحها العسكري، رئيسا لمكتبها السياسي في قطاع غزة خلفا لاسماعيل هنية، بحسب ما ذكرت مصادر مقربة من الحركة الاثنين.
وتجري الحركة منذ اشهر عدة انتخابات داخلية تتعلق بمراكز مسؤولية فيها.
ويقول متابعون للتطورات في القطاع ان هنية هو الاكثر حظا للحلول محل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الموجود في قطر، والذي يترأس فعليا الحركة منذ عام 2004 بعد اغتيال اسرائيل لمؤسسها الشيخ احمد ياسين ثم خليفته عبد العزيز الرنتيسي.
وقضى السنوار قرابة 20 عاما في السجون الاسرائيلية واطلق سراحه عام 2011 في اطار اتفاق للافراج عن آلاف الاسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الاسرائيلي-الفرنسي جلعاد شاليط الذي احتجزته حماس لخمس سنوات في القطاع.
ويقول المحلل السياسي مخيمر ابو سعدة في قطاع غزة لوكالة فرانس برس ان تعيين السنوار اصبح مؤشرا “ان كتائب القسام باتت من يحكم بشكل واضح” في القطاع.
واضاف “اعتقد ان هذا مؤشر على اننا قد نشهد تصعيدا مع الاحتلال الاسرائيلي خلال المرحلة القادمة لأن شخصية السنوار لا تقبل بتسهيلات يمكن ان تخفف من حالة الاحتقان مع الاحتلال، وبالتالي قد نشهد خلال المرحلة القادمة مزيدا من الاستفزازات باتجاه اسرائيل، ورد فعل اسرائيليا عنيفا ضد غزة”.
وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة الذي يعمه الفقر والبطالة وشهد ثلاث حروب اسرائيلية منذ 2008، بينما تقفل مصر معبر رفح، المتنفس الوحيد مع الخارج للقطاع الذي يعاني من ازمة انسانية وركود اقتصادي.
القسام يسيطر على حماس؟
ويرى ابو سعدة انه من الواضح ان “من بات يسيطر على حركة حماس في الاونة الاخيرة هم عناصر القسام من دون جدال ومن دون أي منافسة حقيقية من جانب التيار المعتدل”.
وتحافظ اسرائيل وحركة حماس على وقف هش لاطلاق النار منذ الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة بين تموز/يوليو واب/اغسطس 2014 واستمرت خمسين يوما وكانت الاطول والاكثر دموية بين الحروب الثلاث على القطاع.
وتعرض اتفاق وقف اطلاق النار تكرارا لانتهاكات اثر اطلاق صواريخ من قطاع غزة على اسرائيل غالبا ما تنسب الى فصائل فلسطينية مسلحة.
ومن جانبه، يقول كوبي ميخائيل، وهو مسؤول الشؤون الفلسطينية السابق في وزارة الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية، ان السنوار “يؤمن بالمقاومة المسلحة، لا يؤمن بأي نوع من التعاون مع اسرائيل او مع المصريين. الامر الوحيد الذي يهتم به هو القدرة العسكرية لحماس”.
ويؤكد ميخائيل انه “منذ عودته الى قطاع غزة (بعد اطلاق سراحه)، سيطر على الجناح العسكري لحماس واصبح المعارض الرئيسي للجناح السياسي للحركة”.
ولد السنوار عام 1962، في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة، ويحمل شهادة في اللغة العربية من الجامعة الاسلامية في غزة، وقام بتأسيس جهاز “مجد” الذي يعد بمثابة الجهاز الامني للجناح العسكري، كتائب عز الدين القسام.
واعتقلت اسرائيل السنوار عام 1988 بتهمة القيام “بانشطة ارهابية”، وصدرت عليه اربعة احكام بالسجن المؤبد. واطلق سراحه في تشرين الاول/اكتوبر 2011 في اطار صفقة شاليط.
وادرجت الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر 2015 اسم السنوار على لائحتها السوداء “للارهابيين الدوليين” الى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس.
وكانت واشنطن اتهمت السنوار وروحي مشتهى، وهو قيادي اخر من الحركة، بانهما يواصلان الدعوة الى خطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم باسرى فلسطينيين.
واصبح النائب في الحركة خليل الحية نائبا لسنوار.