بيروت- خاص بـ”الشفّاف”
تتفاعل قرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب في العالمين العربي والاسلامي من دون ان يظهر الى العلن حتى الآن أي رأي موضوعي يناقش موقف الادارة الاميركية ولماذا وصلت إدارة اكبر دولة في العالم الى إتخاذ قرارات بهذا الحجم.
مصادر لبنانية في بيروت لم تبدِ إستغرابها لقرارات الرئيس الاميركي خصوصا أن اللبنانيين يعانون من قرارات تعسفية مشابهة. فبعض دول مجلس التعاون الخليجي تمنع دخل اللبنانيين اليها، فلا “لم شمل” ولا من يحزون. تأشيرة الدخول الى المملكة العربية السعودية أين منها تأشيرة الى الولايات المتحدة حتى بعد قرارات الرئيس ترامب؟
والتأشيرة ممنوعة على عموم اللبنانيين في إمارة قطر، ودونها صعوبات لا تعد ولا تحصى في دولة الامارات العربية المتحدة.
وتشير المصادر الى ان دول الخليج العربي تقنن في استقبال اللاجئين السوريين، فلماذا إستهجان قرار الرئيس الاميركي؟.
وتضيف ان من حق اي دولة ان تتخذ القرارات السيادية التي تراها مناسبة لحفظ امنها واستقرارها، خصوصا ان الولايات المتحدة تعاني منذ إعتداءت التاسع من ايلول من هجمات إرهابية تحت مسميات مختلفة. فهي دعمت الارهابي أسامة بن لادن، في مواجهة المد الشيوعي فإنقلب عليها وقسم العالم الى “فسطاطين”. وهي دعمت تخلص العراقيين من نير ديكتاتورية صدام حسين لتفاجأ بإرهابيين من نوع ابو مصعب الزرقاوي، فضلا عن الميليشيات الشيعية والايرانية المختلفة التي أمعنت إرهابا في حق الاميركيين. وهي تمنعت عن التدخل في الشأن السوري، فلاحقتها اللعنة السورية.
وتشير المصادر اللبنانية الى ان اللبنانيين والعرب لا يعرفون ماذا يريدون! فهم يحملون معهم إسلامهم وشعائرهم التي ترقى الى مئات القرون السالفة ويريدون تعميمها في دول تعيش عصر “العولمة الرقمية” والروبوت، ويتهمون هذه الدول بانها تمارس عليهم عنصريتها من خلال قوانينها المدنية! فضلا عن ان هؤلاء يصبحون “أكثرية صامتة” او “شامتة” في احسن الاحوال في حال قيام مسلم بتنفيذ إعتداء إرهابي فيسحل مدنيين في سوق عام او يفجر محطات الانفاق او القطارات او الابراج او الابنية السكنية او الملاهي الليلية.
وتشير المصادر الى ان المسلمين لا يتجرأون على إتخاذ موقف من الاعمال الارهابية التي يقوم بها مسلمون في الغرب، فهي لا تعنيهم إلا بمقدار القول ان هؤلاء لا يمثلون الاسلام والمسلمين، من دون ان يوضحوا من يمثل الإسلام والمسلمين ؟.
هل أدان الازهر اي عمل إرهابي قام به تنظيم “داعش” او ما يسمى بـ”ألقاعدة”؟ لا يوجد أي إدانة، لان ما يقوم به هؤلاء لا يعدو كونه ممارسة “التقليد للسلف”، والتقيد بـ”سيرتهم”! فسبي النساء في الاسلام، وهذا ما قام به تنظيم “داعش” الارهابي، وبيع النساء في سوق النخاسة ليس جديدا على المسلمين والعرب، وحرق المواطنين احياءً له ما يقابله، وقطع الرؤوس والايادي بالسيوف له ما يقابله ايضا.
ويشير هؤلاء الى انه في الغرب، إذا طالت إقامة اللاجيء او المهاجر، فبامكانه الحصول على جنسية البلد الذي يستضيفه، ويعطي هذه الجنسية لاقاربه، ويتمتع بحقوق المواطنة كاملة، وبإمكانه الترشح الى المناصب والوظائف العامة. وابلغ دليل وجود نواب اميركيين لبنانيين ممن هاجروا حديثا الى الولايات المتحدة، ومنهم ايضا اعضاء في مجلس الشيوخ، فأين هي هذه الحقوق في العالم العربي؟
اللبناني والمصري والاردني والسوري والفلسطيني يمضي اكثر من 30 سنة في الخليج يعمل ويكد، ويبقى خاضعا لمزاج ما يسمى “الكفيل”، وأكثر ما يمكن ان يحصل عليه هو صفة “الوافد”.
وهؤلاء يُمنعون ايضا من دخول اراضي دول مجلس التعاون لاسباب تتعلق بالخلافات السياسية بين قادة هذه الدول وبلدان “الوافدين” فيكونون ضحايا، تارة، لخلاف السعودية مع ايران، وحزب الله، وطورا لخلاف المملكة مع السيسي!!….
وتضيف المصادر ان على العرب عموما والمسلمين خصوصا إعادة النظر في مواقفهم ونسق حياتهم قبل ان ينددوا بالقرارات السيادية التي تتخذها دول لا ترتبط مع العالم العربي سوى بشبكة المصالح.